الأخ فيصل لا أدري كيف فهمت من كلامي كل ذلك أولا كل ما أردته هو أن أثبت اتفاق العلماء على صحة الحديث الأصل وما أردت النقاش في صحة القصة وإن كان لها مبحث آخر وقد غطاه الاخ فاروق بما فيه الكفاية
وهاكم كلام الطبراني في معجمه الصغير ج: 1 ص: 306
حدثنا طاهر بن عيسى بن قيرس المصري التميمي حدثنا أصبغ بن الفرج حدثنا عبد الله بن وهب عن شبيب بن سعيد المكي عن روح بن القاسم عن أبي جعفر الخطمي المدني عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عمه عثمان بن حنيف أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه في حاجة له فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته فلقي عثمان بن حنيف فشكا ذلك إليه فقال له عثمان بن حنيف ائت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد فصلي فيه ركعتين ثم قل اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك ربي جل وعز فيقضي لي حاجتي وتذكر حاجتك ورح إلي حتى أروح معك فانطلق الرجل فصنع ما قال له عثمان ثم أتى باب عثمان فجاء البواب حتى أخذ بيده فأدخله عثمان بن عفان فأجلسه معه على الطنفسة وقال حاجتك فذكر حاجته فقضاها له ثم قال له ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة وقال ما كانت لك من حاجة فأتنا ثم ان الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف فقال له جزاك الله خيرا ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته في فقال عثمان بن حنيف والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه ضرير فشكا عليه ذهاب بصره فقال له النبي صلى الله عيه وآله وسلم أفتصبر فقال يا رسول الله إنه ليس لي قائد وقد شق علي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إيت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين ثم ادع بهذه الدعوات قال عثمان فوالله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضرر قط
ثم قال عقبه: لم يروه عن روح بن القاسم إلا شبيب بن سعيد أبو سعيد المكي وهو ثقة وهو الذي يحدث عن بن أحمد بن شبيب عن أبيه عن يونس بن يزيد الأبلي
وقد روى هذا الحديث شعبة عن أبي جعفر الخطمي واسمه عمير بن يزيد وهو ثقة تفرد به عثمان بن عمر بن فارس بن شعبة
والحديث صحيح
وروى هذا الحديث عون بن عمارة عن روح بن القاسم عن محمد بن النكدر عن جابر رضي الله عنه وهم فيه عون بن عمارة
والصواب حديث شبيب بن سعيد
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ج: 2 ص: 279
وعن عثمان بن حنيف أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان في حاجة له فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته فلقى عثمان بن حنيف فشكا ذلك إليه فقال له عثمان بن حنيف ائت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد فصل فيه ركعتين ثم قل اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فيقضي لي حاجتي وتذكر حاجتك ورح إلى حين أروح معك فانطلق الرجل فصنع ما قال له ثم أتي باب عثمان فجاء البواب حتى أخذ بيده فأدخله على عثمان بن عفان فأجلسه معه على الطنفسة وقال حاجتك فذكر حاجته فقضاها له ثم قال له ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة وقال ما كانت لك من حاجة فائتنا ثم أن الرجل خرج من عنده فلقى عثمان بن حنيف فقال له جزاك الله خيرا ما كان ينظر في حاجتي ولا يلفت إلى حتى كلمته في فقال عثمان بن حنيف والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه رجل ضرير فشكا إليه ذهاب بصره فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أو تصبر فقال يا رسول الله إنه ليس لي قائد وقد شق علي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ائت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين ثم ادع بهذه الكلمات فقال عثمان بن حنيف فوالله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل عليه رجل كأنه لم يكن به ضرر قط
قلت روى الترمذي وابن ماجه طرفا من آخره خاليا عن القصة
وقد قال الطبراني عقبة والحديث صحيح بعد ذكر طرقة التى روى بها
اهـ كلام الهيثمي بحروفه وتراه واضحا
أما عن النقل عن أبي زرعة فقد كانت الإحالة لتهذيب الكمال سبق قلم وإنما هي في العلل لابن أبي حاتم ج: 2 ص: 189
وهذا النص بحروفه:
سمعت أبا زرعة وحدثنا بحديث اختلف شعبة وهشام الدستوائي فروى شعبة عن أبي جعفر الخطمي عن عمارة بن خزيمة عن عثمان بن حنيف ان رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله صلى الله عليه وسلم ادعو الله ان يعافيني فأمره أن يتوضأ ويصلى ركعتين ويدعو اللهم اني أسألك وأتوجه اليك بنبيك محمد نبي الرحمن يا محمد اني توجهت بك الى ربي في حاجتي هذه فتقضى لي اللهم شفعه في
هكذا رواه عثمان ابن عمر عن شعبة حدثنا به أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان عن عثمان بن عمر
ورواه عن أبيه عن أبي جعفر عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عمه عثمان بن حنيف عن النبي صلى الله عليه وسلم
فسمعت أبا زرعة يقول الصحيح حديث شعبة
قال أبو محمد حكم أبو زرعة لشعبة وذلك لم يكن عنده أحد تابع هشام الدستوائي
ووجدت عندي عن يونس بن عبد الاعلى عن يزيد بن وهب عن أبي سعيد التميمي يعنى شبيب بن سعيد عن روح بن القاسم عن أبي جعفر عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عمه عثمان بن حنيف عن النبي صلى الله عليه وسلم
مثل حديث هشام الدستوائي واشبع متنا وروح بن القاسم ثقة يجمع حديثه فاتفاق الدستوائي وروح بن القاسم يدل على أن روايتهما أصح
اهـ
أقول وهذا الاختلاف هنا لا يضر فهو بين صحيح وأصح كما هو واضح
ولو راجعت مقالتي لعلمت أني إنما أردت أن أنقل اتفاق العلماء على صحة الحديث الأصل ولم أتعرض في بداية الكلام لقصة سيدنا عثمان بن عفان إطلاقا وإن كنت ومازلت أعتقد صحتها وقد كفاني مؤونة ذلك الإخوة فاروق وعلاء سلمهم الله
وقد بنيت كل نقاشي في المقالة على صحة المتن الأساسي فلا أدري كيف أنك وجهت سهامك لهدف ليس هو مرادي إطلاقا
وأرجوك أن تتأمل مناقشتي لفهم الحديث الأصل لترى مرادي من المقالة ككل
وكيف أنه حتى لو لم ترد هذه القصة لكفانا الحديث وحده صحة التوسل بالنبي صلوات ربي وسلامه عليه حتى بعد وفاته باستدلال صحيح من نفس متن الحديث المرفوع للحبيب صلى الله عليه وآله وسلم
أما شيخي الذي ذكرته في عنوان ردك هذا فلا أدري من تقصد ويشرفني التعرف عليه على يديك !
|