عرض مشاركة مفردة
  #21  
قديم 28-01-2001, 11:59 AM
الفاروق الفاروق غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 474
Post

الأخ ناصر الدين لا ترى جديدا لأنك لا تريد أن ترى أنك لست حافظا وأن الحفاظ هم أصحاب الحل والعقد في هذا وما نحن إلا مقلدون. وهناك بون كبير بين تضعيف الرجل وتحسين حديثه لأمر لا يراه إلا الحفاظ فأرجو الانتباه لهذا الفرق.

العبرة بالحفاظ وهذا أنت تغض الطرف عنه - وهنا ينقطع النقاش - لأنك لا تريد أن تقف عند تحسين الحفاظ للحديث لأمر هم يعرفونه أنت لا تعرفه, أما قولك المعارضة بتوثيق ابن سعد لمن هم أعلى منه فقد ذكرت لك توثيق ابن معين وهو متشدد وأنت طلبت أحدا من هذه المرتبة.

أما الغفلة عن كلام ابن حجر فغير صحيح, فإن ابن حجر هو الذي وصفه بأنه صدوق يخطئ كثيرا وقد عرف في هذه الرواية أنه لم يخطئ, فهذه الغفلة عن كلامه منك يا أخ ناصر الدين.

إن الاستدلال بتحسين الترمذي ليس مردودا على الإطلاق بل الحفاظ يعرفون متى يكون مقبولا ومتى يكون مردودا وتحسينه هنا ليس احتجاجا به وحده بل وافقه جمع من الحفاظ المتبحرين وكذلك تحسين السيوطي, فهؤلاء ذكرتهم في معرض البيان أن الحافظ قد يحسن الحديث لعلة ويضعفه لعلة فليفهم قولي جيدا.

وصنيع الحفاظ يقضي بأن الحديث حسن وسأذكر بعض النقول لإظهار المسألة وأن الحفاظ ليس لأحد أن يعترض عليهم ممن دونهم مثلي أنا وناصر الدين وأبي صالح وهيثم حمدان.

وقال الحافظ صلاح الدين العلائي: عبد الملك بن زيد هذا قال فيه النسائي لا بأس به ووثقه ابن حبان، فالحديث حسن. انتهى

قال المنذري: فيه عبد الملك بن زيد: ضعيف، وقال النسائي: لا بأس به ووثقه ابن حبان فالحديث: حسن. كذا في عون المعبود

وقال الحافظ الهيثمي في المجمع:

وعن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء" فقلت: يا رسول الله ما هو؟ قال: "نصرت بالرعب،وأعطيت مفاتيح الأرض،وسميت أحمد،وجعل التراب لي طهوراً،وجعلت أمتي خير الأمم".

رواه أحمد وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وهو سيئ الحفظ قال الترمذي: صدوق وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه،وسمعت محمد بن إسماعيل - يعني البخاري - يقول: كان أحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم والحميدي يحتجون بحديث ابن عقيل. قلت: فالحديث حسن والله أعلم

وفي فيض القدير للمناوي للاستئناس: وقد أعله الهيثمي وغيره بأن فيه عبد الله بن محمد بن عقيل سيء الحفظ وإن كان صدوقاً فالحديث حسن.انتهى

وفي نصب الراية للاستئناس أيضا: وفيه عاصم، والحارث. فعاصم وثقه ابن المديني، وابن معين، والنسائي. وتكلم فيه ابن حبان، وابن عدي، فالحديث حسن.

وفيه أيضا: وأسامة بن زيد الليثي قال في "التنقيح": روى له مسلم متابعة، فيما أرى، ووثقه ابن معين في رواية، انتهى. فالحديث حسن.
وقال عنه الحفاظ في التقريب: صدوق يهم.

وأخيرا قول الحافظ نور الدين الهيثمي أيضا:

وفي إسناد أحمد والبزار عبد الله بن عمر العمري وثقه ابن معين وأبو أحمد بن عدي وضعفه غيرهما من غير نسبة إلى كذب وقال أبو يعلى: عن رجل عن سعيد المقبري قال: فإن كان هو العمري فالحديث حسن والله أعلم

فحكم على الحديث بالـحُسن كما هو حال الحفاظ فصنيعه في محله ومن اعترض فليبلغ مرتبتهم

فالتحسين واضح للحفاظ وليلزم كل أحد حده ويعرف أنه ليس حافظا والحمد لله رب العالمين.

قال شيخ الإسلام أمير المؤمنين في الحديث خاتمة الحفاظ ومرجع الأنام في الحديث - كما قال ملا علي القاري في شرح شرح النخبة - ابن حجر العسقلاني في نزهة النظر شرح نخبة الفكر ص 64:

لأهل العلم بالحديث مَلَكة قوية يميزون بها ذلك, وإنما يقوم بذلك منهم من يكون اطلاعه تاما وذهنه ثاقبا وفهمه قويا ومعرفته بالقرائن الدالة على ذلك قوية. انتهى كلام شيخ الإسلام

-------------------------
فلا يأتي أحد بعد هذا لم يبلغ عشر مرتبة الحافظ ويقدح في تحسين الحديث فالمسألة واضحة لمن مارس علم الحديث بالتلقي من أفواه العلماء. انتهى