عرض مشاركة مفردة
  #13  
قديم 29-01-2001, 08:56 AM
أبو حمزة الخليلي أبو حمزة الخليلي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2000
المشاركات: 117
Post

استجابة لدعوة الفاضل المؤيد الأشعري و تأكيدا لما ذكره الفاضل علاء الدين، نقول:

أولا: آيات و أحاديث الصفات إما محكمة و إما متشابهة. فالمحكم لا يحتمل إلا معنى واحدا، كقوله تعالى:"قل هو الله أحد"، و المحكم لا يوهم ظاهره التشبيه أصلا حتى يسأل هل فيه التفويض أم التأويل. أرجو أن تفهم ذلك تماما يا هيثم، فصفة الخلق التي هي الإبراز من العدم إلى الوجود لا توهم التشبيه أصلا و هي بهذا المعنى خاصة بالله وحده.

ثانيا: أما المتشابه فهو ما يحتمل أكثر من معنى و أوهم ظاهره التشبيه نحو قوله تعالى "الرحمن على العرش استوى". فقد سلك أهل السنة في المتشابه (و ليس في المحكم) مسلكين كلاهما صحيح.

المسلك الأول هو التأويل الإجمالي: و هو صرف المعنى عن ظاهره المفضي إلى التشبيه دون تخصيص معنى تحتمله اللغة. و من الأمثلة على ذلك قول بعض السلف في النصوص المتشابهة "أمروها بلا كيف" و قول مالك: "و الكيف غير معقول". فهذا كله من التأويل الإجمالي لأنه صرف للمعنى عن ظاهره و إلا فما معنى كلامهم! و قد يعبر البعض عن هذا المسلك بالتفويض أو مسلك السلف لأنه الغالب على السلف، على أن من السلف من أول تأويلا تفصيليا كما ذكر الإخوة سابقا.

المسلك الثاني هو التأويل التفصيلي: و هو صرف المعنى عن ظاهره المفضي إلى التشبيه مع تخصيص معنى تحتمله اللغة و لا يتعارض مع المحكم. ومن الأمثلة على ذلك تفسير الإستواء بالقهر فإن هذا مما تحتمله اللغة و لا يتعارض مع المحكم و هو قوله تعالى:"ليس كمثله شيء". و قد يعبر البعض عن هذا المسلك بالتأويل أو مسلك الخلف لأنه الغالب عليهم، على ان من الخلف من أول تأويلا إجماليا.

و الخلاصة:
أولا: أن عقيدة أهل السنة مبنية على النصوص المحكمة التي لا تحتمل إلا معنى واحدا.
ثانيا: أن أهل السنة بسلفهم و خلفهم متفقون على أصل التأويل في المتشابه و ذلك بصرف المعنى عن ظاهره المفضي إلى التشبيه، و من شذ فقد شذ إلى النار.
ثالثا:أن من أول تأويلا تفصيليا من أهل السنة فقد التزم أن يكون تأويله مما لا يتعارض مع المحكم و مما تحتمله اللغة، و على هذا فلا اعتراض عليه.
نسأل الله أن يكون في ذلك كفاية.