أحسنت أخي المحب في اختيار مثال لوجوب صرف النص عن ظاهره.
أنا يا أخي لا أعترض على جواز صرف النصوص عن ظاهرها إذا وُجِدَ السبب القوي والدافع الموجب لذلك الصرف.
وأنت تفضّلت بذكر ذلك الدافع وهو: أن الظاهر يقتضي ألا يبقى شيء سوى وجه الله، وهو ممتنع، فوجب الصّرف حينئذ.
ومثال آخر هو وجوب صرف قوله -تعالى-: "وهو معكم أينما كنتم" عن ظاهره. والسبب هو ما عُلم من الدين بالضرورة من كون الله بائن عن خلقه منفصل عنهم، فلهذا السبب وجب الصرف عن الظاهر، فنقول أن الله تعالى معنا أينما نكون بعلمه -جل وعلا-.
أمّا إذا لم يوجد الدافع لصرف المعنى عن ظاهره، فماذا نفعل؟؟؟؟ هنا الإشكال يا أخي.
نحن متّفقون على جواز الصرف عند وجود الدافع له، ولكن تبقى المسألة عند عدم وجود الدافع.
فإن قلتَ: أن الدافع القوي لصرف "استوى" و "ينزل" عن الظاهر هو أن الله "ليس كمثله شيء" ... أجيبك أنا: بأن ذلك يقتضي صرف "وهو العليم الحكيم" عن ظاهرها أيضاً حيث أن الله "ليس كمثله شيء".
والله أعلم.
|