عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 29-01-2001, 11:33 AM
almohib almohib غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2001
المشاركات: 23
Arrow تأملات في أحاديث الكرار المنتقدة في منهاج السنة

تأملات في أحاديث الكرار المنتقدة في منهاج السنة

بقلم الشيخ محمود سعيد محمد ممدوح حفظه الله

وقد نقلتهالكي يستفيد من يشاء منها

----------------------------------------------------

للشيخ الحسن بن يوسف بن علي بن محمد المعروف بالمطهر الحلي (648 – 726) كتاب اسمه : (منهاج الكرامة في اثبات الامامة ).
وقد تعقبه الشيخ تقي الدين أبو العباس ابن تيمية الحراني رحمه الله (664-728) في مصنف أسهب فيه وأسماه (منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية) .وهذا الكتاب أحدث ضجة في صفوف أهل السنة والشيعة معا.

والذي يعنينا هنا كلمتان لإمامين جليلين مشهود لهما بالبراعة والتقدم والمعرفة التامة.

والامامان هما : تقي الدين السبكي ،وابن حجر العسقلاني.

أما التقي السبكي فانه وقف على رد ابن تيمية بعد وفاته ،فوصفه في أبيات ابتدأها في الطعن على ابن المطهر الحلي ،ثم أثنى على ابن تيمية لتصدره في الرد الا انه عاب عليه أشياء فقال* :

(ولابن تيمية رد عليه وفي بمقصد الرد واستيفاء أضربه
لكنه خلط الحق المبين بما يشوبه كدرا في صفو مشربه
يخالط الحشو أنَّى كان فهو له حثيث سير بشرق أو بمغربه
يرى حوادث لا مبدا لأولها في الله سبحانه عما يظن به
لو كان حيا يرى قولي ويفهمه رددت ما قال أقفو إثر سبسبه
كما رددت عليه في الطلاق وفى ترك الزيارة ردا غير مشتبه
وبعده لا أرى للرد فائدة هذا وجوهره مما أضن به
والرد يحسن في حالين واحدة لقطع خصم قوي في تغلبه
وحاله لانتفاع الناس حيث به هدى وربح لديهم في تطلبه
وليس للناس في علم الكلام هدى بل بدعة وضلال في تكسبه
ولي يد فيه لولا ضعف سامعه جعلت نظم بسيطي في مهذبه(1)
فعاب التقي السبكي على ابن تيمية أمرين :
أولا : الحشو ويعني به التجسيم أو التشبيه.
ثانيا : قوله بحوادث لا أول لهل .

وأما الحافظ ابن حجر العسقلاني فانه أقر شيخ الاسلام تقي الدين السبكي على ما قال وزاد عليه فقال في لسان الميزان (7/529،530):

(طالعت الرد المذكور فوجدته كما قال السبكي في الاستيفاء(2) لكن وجدته كثير التحامل الى الغاية في رد الأحاديث التي يوردها ابن المطهر وان كان معظم ذلك من الموضوعات والواهيات ،لكنه رد في رده كثير من الأحاديث الجياد التي لم يستحضر حالة التصنيف مظانها ،لأنه كان لاتساعه في الحفظ يتكل على ما في صدره، والانسان عامد للنسيان.
وكم من مبالغة لتوهين كلام الرافضي أدَّته أحيانا الى تنقيص علي رضي الله عنه )أ هـ.

وقال في الدرر الكامنة (2/71) في ترجمة الحسن بن يوسف المعروف بالمطهر الحلي : (( له كتاب في الامامة ردَّ عليه ابن تيمية بالكتاب المشهور المسمى – الرد على الرافضي – وقد أطنب فيه وأجاد في الرد ،الا انه تحامل في مواضع كثيرة ، ورد أحاديث موجودة وان كانت ضعيفة بأنها مختلقة )) أ هـ.

وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (13/410) : (وهي – أي الحوادث التي لا أول لها – من مستشنع المسائل المنسوبة لابن تيمية) أ هـ

وكلام الحافظ ابن حجر يؤخذ منه أمور:
1. موافقته للتقي السبكي في عيب ابن تيمية بالحشو ، وبقوله : بحوادث لا أول لها .
1. كثرة تحامله في رد الأحاديث.
2. أنه لم يكن ضابطا لما يستحضره ،ولذلك كان يغلط لاعتماده على حفظه.
3. تَنَقُّصه علياً عليه السلام(3)

قلت : سلك ابن تيمية عند كلامه على الأحاديث التي في فضائل علي عليه السلام مسلكين :

الاول – التوسع في تضعيف هذه الأحاديث والحكم على جلها بالوضع.
الثاني – ما ثبت عنده بعد جهد زعم أنها ليست من خصائصه عليه السلام ،بل هي فضائل شاركه فيها غيره .
وهذان المسلكان نص عليهما ابن تيمية في كتابه المذكور (5/6،7) .

وقد أحببت أن أذكر في هذه العجالة بعضا من الأحاديث التي صرح بوضعها وبكذبها والصواب أنها صحيحة أو حسنة، ولم أقصد الاستيعاب ولكن مالا يدرك كله لا يترك جله.

أما ما ضعفه وهو صحيح أو حسن ،أو حكم بوضعه وهو ضعيف فقط فشيءٌ كثير ، وقد عملت على جمعه والله المستعان. ودونك بعض الأمثلة:

1- حديث الموالاة: (( من كنت مولاه فعلي مولاه ،اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)).
قال ابن تيمية (4/86): (وأما من كنت مولاه فعلي مولاه فلا يصح من طرق الثقات أصلا).أ هـ.
وقال (7/319): ( وأما الزيادة وهي قوله : - اللهم وال من والاه وعاد من عاداه….الخ – فلا ريب انها كذب).أ هـ.
وهذا ما ذهب اليه في الفتاوي (4/417-418).
قلت : الشطر الأول من الحديث متواتر نص على تواتره عدد من الحفاظ ،ورواه أكثر من خمسة وعشرين صحابيا.
وأما قوله صلى الله عليه واله وسلم : ( اللهم وال من والاه ،وعاد من عاداه ) فهي زيادة غاية في الصحة ،وقد وردت عن عدد من الصحابة ،وصححها عدد من الأئمة الحفاظ من حديث انس بن مالك ،وأبي سعيد الخدري ،وزيد بن أرقم ،وسعد بن أبي وقاص ،واستوعب طرق حديث الموالاة الحافظ ابن عقدة في مصنف مستقل ،والسيد أحمد بن الصديق الغماري في : ( الاعلام بطرق المتواتر من حديثه عليه السلام).
وذكر أحمد في ( الفضائل ) ، والنسائي في ( الخصائص ) ،وابن الجزري في ( المناقب ) ، والهيثمي في ( المجمع ) جملة صالحة منه ،والمعرف لا يعرف.

2- حديث أنت وليّ في كل مؤمن بعدي.
قال ابن تيمية ( 4/104): كذب على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم .
قلت : بل صحيح على شرط مسلم فقد أخرجه الطيالسي ( 829 ) ، وابن أبي شيبة (12/79). وأحمد في المسند (4/437)، وفي الفضائل (1035)،والترمذي (5/269) ،والنسائي في الخصائص (88) ،وابن حبان (6929) ،والحاكم (3/110) جميعهم من حديث جعفر بن سليمان الضبعي ،عن يزيد الرشك ،عن مطرف بن عبد الله عن عمران بن الحصين قال : بعث صلى الله عليه واله وسلم جيشا ،واستعمل عليهم علي بن أبي طالب ،فمضى في السرية فأصاب جارية فأنكروا عليه وتعاقدوا أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اذا لقينا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أخبرناه بما صنع ،وكان المسلمون اذا رجعوا من السفر بدأو برسول الله صلى الله عليه واله وسلم فسلموا عليه ثم انصرفوا الى رحالهم ،فلما قدمت السرية سلموا على النبيr فقام أحد الأربعة ،فقال : يا رسول الله ألم تر الى علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا ؟ فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ثم قام – يعني الثاني – فقال مثل ذلك ،ثم قام الثالث فقال مثل مقالته ثم قام الرابع فقال مثل مثل ما قالوا ،فأقبل اليهم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم والغضب يُعرَفُ في وجهه فقال : ((ما تريدون من علي ؟ إن عليا مني ،وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي))
حسنه الترمذي ،وصححه ابن حبان ،والحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي.
__________________________________________________ __________
1) الأبيات في طبقات الشافعية الكبرى (10 / 176) ،والوافي بالوفيات (21/254)
2) أي في القصيدة المتقدمة قال السبكي :واستيفاء أضربه
3)السلام على آل البيت عليهم السلام ،دأب الأئمة المتقدمين لا سيما الامام أحمد في كتابيه (المسند والفضائل ) ،وأنظر أمثلة لذلك في ( بشارة المؤمن بتصحيح حديث اتقوا فراسة المؤمن ص 29 – 30 )وقال تعالى : {سلام على إِل ياسين} الصفات-130 . وآل سيدنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أولى بدلالة النص.
__________________________________________________ _____

وللحديث بقية