الفيصل ارجع إلى كلام الجواهري وانظر فيه جيدا ففيه الجواب على ما تتساءل عنه وسأجيب بإذن الله:
الجمع بين الروايات التي فيها زيادة والتي لا زيادة فيها هي التي يقع بينها وبين الأصح إسنادا وكلامه واضح وقد ذكر لك تقييد المطلق بحديث:
البخاري وغيره ما قبلوا مطلقا الزيادة التي يقع الترجيح بينها وبين غيرها وإن كانت من ثقة ومثلوا لذلك بحديث: جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا. فإن بعض الثقات رواه بزيادة " وتربتها " طهورا.
فهذا تقييد للمطلق فالأولى بمطلق الأرض والثانية قيدتها بالتربة فقط. فتنبه
بالنسبة لقولك: فجمهور المحدثين عدم قبول زيادة الثقة مطلقا.
أقول: للأسف الجمهور على خلاف هذه الدعوى وسأنقل لك نص الحافظ العراقي في فتح المغيث 95:
الثاني: أن لا يكون فيه منافاة ومخالفة أصلا لما رواه غيره كالحديث الذي تفرد برواية جملته ثقة ولا تعرض فيها لما رواه الغير بمخالفة أصلا. فهذا مقبول وقد ادعى الخطيب فيه اتفاق العلماء عليه وسبق مثاله في الحديث الشاذ. انتهى كلام العراقي
أما الزيادة التي يقع الترجيح فيها فهي كرواية الإمام مالك زيادة " من المسلمين " في حديث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر من رمضان على كل حر أو عبد ذكر أو أنثى من "المسلمين".
فهذه الروايات التي لم تقبل مطلقا بل يقع الترجيح بينها وبين ما عارضها وترد على القواعد الشرعية. فالجواهري مصيب في كلامه وأنت من أتيت بكلام جديد وفهمت كلام العلماء على عادتك على غير مرادهم.
فأين ما تدعيه من مذهب الجمهور؟
أما قولك: وحديث شبيب منها على فرض أنه ثقة أتى بجكم جديد وهوتوسله بالميت لابدعاءالحي وخالف فيه عمر ومعاوية،فكيف((( وهو ضعيف))) في هذا الطريق.
أقول: شبيب لم يأت بحكم جديد, بل هذا كلام من عندك والسنة هي الفاصلة هنا وقد ثبتت, وقد صح بإسناد على شرط البخاري وليس فيه يونس - وأنت تغض الطرف عنه - فلا تتعلق بهذه الرواية وعلى أي حال فالرواية صحيحة, والذين صححوا هذا الطريق علموا قبلك كلام ابن عدي وصححوا الرواية وهذا دليل على أنهم علموا صحة هذا الحديث وقد أقر صحتها الحافظ السخاوي في القول البديع أيضا فلا تخرج عن أقوال العلماء ولم تذكر أحدا ضعف هذه الرواية. وقد طلبت منك أن تذكر من رد على هؤلاء الحفاظ في تصحيحهم -ولن تجد- فلم تذكر.
أما دعاء الميت, فما فعله الصحابي وصح عنه دليل عليك, ورواية ابن أبي خيثمة في التاريخ وهي صحيحة على شرط مسلم وفيها: وإن كانت لك حاجة فافعل مثل ذلك.
فهل قال له النبي عليه الصلاة والسلام في حياتي فقط؟ فهذه الروايات كلها شاهدة عليك بأنك تخرج عن السنة وتتكلم بالهوى في الحديث وأنت لست من أهله.
شكرا جزيلا للجواهري فكلامه متقن متقن والحمد لله رب العالمين
|