يا هيثم
هذه فتوى منك محرمة فاتق الله تعالى ولا تتكلم بغير علم فإن هذا العلم دين فلا تأت به من عندك:
قال تعالى حكاية عن سيدنا يحي عليه الصلاة والسلام: وسيدا وحصورا.
قال القرطبي:السيد الذي يسود قومه وينتهى إلى قوله، وأصله سَيوِد يقال: فلان أسود من فلان، أفعل من السيادة؛ ففيه دلالة على جواز تسمية الإنسان سيدا كما يجوز أن يسمى عزيزا أو كريما.انتهى
وقد روى البخاري ومسلم وأبو داود وغيرهم بإسناد صحيح - أعني رواية أبي داود - أنه صلى الله عليه وسلم قال عندما أقبل سعد بن معاذ قال: قوموا إلى سيدكم.
وقال صلى الله عليه وسلم: أنا سيد ولد ءادم ولا فخر. رواه الترمذي
حديث: سيدات نساء أهل الجنة أربع: مريم وفاطمة وخديجة وءاسية. رواه الطبراني والحاكم بإسناد صحيح ووافقه الذهبي وصححه السيوطي أيضا.
وأخرج الترمذي وقال حديث حسن صحيح وابن جرير عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وبيدي لواء الحمد ولا فخر وما من نبي يومئذ ءادم فمن سواه إلا تحت لوائي.
ورواه مسلم في صحيحه مختصرا بلفظ: أنا سيد ولد ءادم يوم القيامة.
وقال عليه الصلاة والسلام عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام: إن ابني هذا سيد. رواه البخاري وأبو داود وغيرهما
فلا تنكر على الله تسمية يحي بالسيد ولا تنكر على رسول الله تسمية سعد بالسيد وغيرهم كذلك والعياذ بالله من هذه الجرأة في الدين, ومن لم يجمع بين الأحاديث يضل ويُضل والعياذ بالله وهاك بيان الحديث الذي استدللت به كما في عون المعبود:
قال القاري: أي الذي يملك نواصي الخلق ويتولاهم هو الله سبحانه وهذا لا ينافي سيادته الإضافية المخصوصة بالإفراد الأنسانية حيث قال: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر" أي لا أقول افتخاراً بل تحدثاً بنعمة الله وإلا فقد روى البخاري عن جابر أن عمر كان يقول أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا يعني بلالاً" أنتهى وهو بالنسبة إلى بلال تواضع. انتهى كلام القاري
فإياك إياك والجرأة هذه فإنها مهلكة وليس هذا مكانا لمثل هذه الفتاوى المخالفة للشرع.
|