عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 02-02-2001, 08:44 PM
المؤيد الأشعري المؤيد الأشعري غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 226
Exclamation القواعد التي يجب مراعاتها عند إطلاق صفة على الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدالله رب العالمين حمدا يوافي نعمه ويكافيء مزيده لك الحمد يا ربنا حمدا يليق بجلال وجهك ولعظيم سلطانك وصلى اله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الكرام الأبرار .

وبعد

أيها الإخوة المؤمنون الكرام البررة .

هناك قواعد أيها الإخوة الأحباب يجب مراعاتها عندما نطلقها صفة لله تعالى كما نبه عليها شيخنا الحافظ العلامة السيد/ حسن بن علي السقاف الحسيني الهاشمي حفظه الله ورعاه وأيده بالحق حيث جعل هذه القواعد أسس أربعة يجب مراعاتها وعرض أي نصٍ عليها، ويجب أن تكونوا على علم بها جيدا .

والقواعد هي كالتالي:-
1) أن يكون النص الذي يراد إثبات الصفة منه لله تعالى مُحْكمًا وليس متشابها .

2) أن لا يدخل المجاز والتأويل في النص المراد الاستدلال به على إثبات الصفة .

3) أو لا يكون لتصرّف الرواة مجالٌ أو احتمالُ في النص .
وأنا أقول: وهذا خاص بالأحاديث الشريفة .

4) أن لا يكون من أخبار الآحاد في أصول الاعتقاد .

هذه القواعد التي ذكرها شيخنا العلامة المحدث السيد/ حسن بن علي السقاف حفظه الله .

يقول شيخنا السيد/ حسن السقاف في كتاب "صحيح شرح العقيدة الطحاوية" ص297 ما نصه:
" الضحك والعجب والغيرة والملل والإستهزاء والمكر والسخرية والكيد والخديعة والتردد والصبر والنسيان والمرض والجوع والهرولة وأشباهها فليست صفات يصح إطلاقها على الله تعالى إلا في سياق ضرب المثل والتشبيه والتقريب المجازي المستعمل في لغة العرب .

فأما الضحك والعجب والغيرة والملل والتردد والصبر والمرض والجوع والهرولة فلم ترد في القرآن الكريم وهي واردة في أحاديث آحاد لا تثبت بمثلها العقائد، ثم قد دخلها تصرّف الرواة كما يجد ذلك مَنْ تتبعها ونظر في ألفاظ الحديث الواحد منها ."اهـ
----------------------------

إذن حسب القاعدة الثانية التي قالها شيخنا الفاضل وهي [ 2) أن لا يدخل المجاز والتأويل في النص المراد الاستدلال به على إثبات الصفة .
]

فإن الإستواء والوجه والجنب والعين واليد كلها مجازات ذكرت في القرآن الكريم فكيف يوصف الخالق الباريء بها ثم إنها تحتمل معاني كثيرة، فأي من هذه المعاني هي المعنى المراد؟

فلا بد من تأويلها لكشف معناها.
يقول شيخنا ناصر الحق الإمام السيد/ طارق بن محمد السعدي الحسني:
" فأما ( التأويل ) الصّحيح، وهو: البَيَان، أي: كَشف المُراد عن اللفظ المُشْكِل، فَدَلّ عليه جُملةً: قولُ الله تعالى: { ذلك خير وأحسن تأويلاً } [ النساء: 59 ] أي: أحسن بياناً، ودعاءُ سـيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما:" اللهم فقّهه في الدين، وعلمه التأويل ".
وهو على قسمين:

الأوّل: يُسمى ( التّفسيرُ )، وهو: تبيين اللفظ بحقيقته المعروفة، الموضوع لها ابتداءً في اللغة؛ لعدم وجود الصَّارف، وهو ما يُعرف في قواعد اللغة بـ( الحقيقة ).
والصَّحيحُ: أن اسم التفسير لا يَصْدُقُ إلا على المعنى القطعيِّ لمدلوله؛ لعدم وجود معنىً آخر له.

وأما المعنى الظَّنِّى ـ وهو الواحد من بين عدد من المعاني التي يحتملها اللفظُ ـ: فيُسمى تأويلاً؛ سواءٌ أكان محتفاً بقرائن تُعيِّنه أم لا.

وإذا أطلق لفظ ( التأويل ) أُريد به القسم الثاني غالباً، ونسبة إلى بيان المراد بالألفاظ المضافة إلى الله تعالى على أصله سُمّي المُبيّنون ( مُؤَوِّلَة )". انتهى كلام شيخنا الكريم السيد/ طارق بن محمد السعدي حفظه الله ورعاه وأيده .

هذا ما كان عندي والله يبارك فيكم وجزاكم الله خيرا .