الحلقة الثامنة
إذا علمت أمر الكفر وخطورته ومنـزلته وما يترتب عليه من أحكام ومن الذي يخول له أن يتكلم فيه.
فاعلم وفقني الله وإياك:
أن الكفر معصية عظيمة ولكن ليست كل معصية كفراً، لأن المعاصي أنواع كثيرة.
فمنها ما هو كبيرة من كبائر الذنوب وتعتبر كفراً مخرجاً من الملة بذاتها كالشرك بالله والسجود للصنم ونحو ذلك.
ومنها ما هو كبيرة من كبائر الذنوب ولكنها ليست كفراً مخرجاً من الملة بذاتها، ولا يكفر مرتكبها إلا باستحلالها.
ومنها ما هو صغيرة من صغائر الذنوب يفسق مرتكبها بالإصرار عليها.
وتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: أي الصحابة: بلى يا رسول الله. قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقول الزور وشهادة الزور..) متفق عليه. فقد أدرج الشرك بالله من الكبائر، وكذلك عقوق الوالدين، وشهادة الزور.
وقد دلت النصوص القرآنية والسنة النبوية على أن الشرك نوعان:
شرك أكبر مخرج من الملة، كما قال تعالى: (إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار).
وشرك أصغر لا يخرج من الملة: وهو كل ما ورد في النصوص تسميته شركاً ولم يصل إلى حد الشرك الأكبر مثل ما يجري على اللسان من الحلف بغير الله وقول: ما شاء الله وشئت ونحو ذلك، ومنه يسير الرياء كما في المسند بإسناد جيد من حديث محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر. قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله ؟ قال: الرياء...) الحديث.
.. يتبع ..