عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 09-11-2006, 02:57 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

وغير هذا كثير مما يقف الواحد منا حزيناً على مثل هذا الواقع ، ونحن لانطالب بالسكوت عن أي جريمة يرتكبها صدام بل لابد من إظهارها وتوضيحها حتى يصبح الناس على وَضَح من أمرهم في شأن هذا الرجل وغيره ، ولكنا نطالب بالعدل وإبداء الشجاعة مع الكل حتى نتصف بالمصداقية التي يتعين علينا أن نتقمصها مَخْبَراً ومَظْهَراً .

4- قلب الحقائق وتزوير الوقائع
المقابر الجماعية : اكتشف خلال أسبوعين ثلاث مقابر ، أما المقبرة الأولى فقد تسابقت إليها القنوات العربية تنقل الحدث وكم كانت هذه المكتشفة من مقبرة كبيرة فقد احتوت على جثة رجل واحد بجمجمته ولم تستح تلك القناة من نقل هذا الحدث عندما قالت وسوف نوافيكم بالجديد عن هذه الجثث المدفونة ثم لم نشاهد شيئاً من هذه إلى هذه الساعة .

وأما المقبرة الثانية فكانت فعلاً تحتوي على عدد ضخم من الهياكل وكالعادة تسابقت ببغاوات قنواتنا الفضائية في نقل هذا الحدث ، وجاءت المعارضة الشيعية بنساء يبكين بكاء الحرباوات في مشهد تمثيلي جعلت المشاهد يفقد شعوره فشاركهن بالبكاء ، فهذه تقول : أين أنت ياولدي ، فلا أدري أي قبر أنت فيه ؟ حتى كاد الواحد منا أن يغلبها بكاء وعويلاً ، وقنواتنا الكريمة تنقل وتقابل الناس في مشهد مؤثر جداً ، ثم كانت الحقيقة المرة ، فقد تبين أن هؤلاء كلهم من العراقيين الذين ثاروا على صدام مطالبين بحكم شيعي يغلب على هذه البلاد السنية ، وذلك عندما خاطبهم بوش الأب مطالباً إياهم بالخروج على صدام ومؤملاً إياهم بالنصرة والإعانة ولكنه تركهم لمصيرهم ومصير كل من حاول الغدر ببلده ، وقد تعمد إعلامنا في نقل هذه الصورة الناقصة الحقيقة ولم يقدم للمشاهد أي اعتذار عن هذه الجريمة الإعلامية التي ارتكبها تاركاً الواحد منا في ضياع وتَيْهِ من غير أن يصحح هذه المعلومة المغلوطة .

وأما المقبرة الثالثة فقد تقافزت عليها قنواتنا الفضائية تنقل نبشها أولاً بأول ولاحظنا أن الجماجم قد تحللت إلا أن هناك الكثير من الملابس باقية على وضعها الطبيعي لم تأكلها الأرضة ولم تحللها التربة رغم هذه الفترة الزمنية الكبيرة [ أكثر من 13 عاماً ] ، كما لاحظنا أن مع غالب الجثث بطاقة تعريف بأصحابها ، وتساءلنا أي عقل بسيط في رئيس دولة يريد أن يرتكب مجزرة جماعية وينسى أن بطاقات أصحاب الجثث مازالت في ملابسهم ؟ وقد لاحظنا أن بعض البطاقات جديدة لا أثر لأي عامل زمني عليها ، وبالطبع لم تكن مثل هذه محل اهتمام من قنواتنا الفضائية لأن المقصود نقل الصورة على ماهو مطلوب منها لاعلى أساس مايمليه عليها ضميرها المِهَني .

السجون : إن الذي ينظر في تسخير الإعلام بالصوت والصورة لجرائم صدام وسجونه ومسجونيه وما إلى ذلك ، ليضحك باكياً من خفة عقول بعض أبناء هذه الأمة .. بل من إلغاء عقول أكثر أبنائها ... وإلا كيف يتحدث هؤلاء عن السجون والمسجونين وهم باعترافهم حتى هذه اللحظة ـ أي بعد خمسة عشر يوماً من سقوط صدام ـ لم يعثروا رغم طول بحث وعناء من قبل الأمريكان والأهالي أنفسهم ... إلا على عدد لم يتجاوز مائة سجين ..!

الشيعة يقولون إن عدد معتقليهم يبلغ مئات الألوف وأوصلها بعضهم إلى مليون سجين ، ولاغرابة في هذا الرقم عند قوم تسعة أعشار دينهم كذب وزور ، وقد تمت مسرحيات قام ببطولتها هم وأخرجها وصورها الإعلام العربي السني ، حيث كانت الكاميرات تصور عمليات تحطيم غرف أرضية ، وبعضها كان تحطيمه مضحكاً حيث يتم تحطيم السقف من الدور العلوي مع أن الدور الأرضي مفتوحة جميع غرفه ، فهو ليس بنفق ولاغرف خفية ، وكم يحزننا مثل هذا الإعلام الذي لايكمل تصوير المشهد حتى نعرف إلى ماذا وصلوا من هذا التحطيم الصوري .

وتشاهد لقطة أخرى وأحدهم يقول إني أسمع صوتاً تحت الأرض ... إنه ينادينا ، ويقـول الذي بجانبه : إن أحد الموجودين تعرف على صوته وهو يقول إنه صوت أخيه ، وهكذا تتم فصول المسرحية والتي يقوم ببطولتها مرتزقة العراق ويخرجها ويصورها إعلام السنة وتهدف لإزالة حكم أهل سنّة على بلد سني .

أما الأكراد فقد كان عدد من يُزعم أنهم مسجونون لدى صدام أكثر من عشرة آلاف كردي ، وبعد ثلاثين يوماً من سقوط بغداد ارتفع العدد إلى 182 ألف سجين مفقود ، وهكذا تتم المزايدة على مثل هذه الأرقام ولعلها تصل إلى مليون سجين مفقود قريباً .

سبحان الله : إذا كان ابن حاكم دولة مسلمة أخرج بعض من سجنهم أبوه ـ أمير المؤمنين كما يسمى ـ كهدية مقدمة لذلك الشعب لحكمه ـ الميمون ـ فكان هذا البعض هو ' مائة ألف سجين ' ، وقد نقل إعلامنا العـربي هذه الهدية بفرح وسـرور وكأن من عـداهم مجرمـون يستحقون السَّحْل والقتل ...!!!

ثم حدثونا عن أي بلد عربي لايوجد فيه عشرات الألوف من المسجونين ، ففي بلد عربي أفريقي يوجد فيه أكثر من 350 ألف سجين بعضهم لم يرَ النور منذ ثلاثين عاماً حيث وضعوا في مغارات مشهورة تطل على أحد المحيطات .

وبلد آخر بلغ عدد المعتقلين فيه خلال سنة واحدة أكثر من نصف مليون مسلم وضعوا في صحارٍ جرداء لاتتحمل العيش فيها الإبل فضلاً عن البشر .

وبلد آخر تمت اعتقالات فيه على جميع محافظاته حتى وصل عدد المعتقلين خلال سنة واحدة إلى مليون مسلم بدعوى محاربة التطرف ومحاولة قيام هؤلاء بمحاولة انقلابية فاشلة أو أنـهم قد ساعدوا أو تستروا عليها .

أَمَا كان هذا العدد دليلاً على صدق صدام حين أمر بإطلاق جميع المساجين في العراق .؟

ومن ذا الذي يستبعد على هؤلاء أن يأتوا ـ بعد هذه الفضيحة ـ بهؤلاء الغوغاء ويلقونهم في السجون ويجعلونهم في حالة مزرية ثم يأتوا بالإعلام ليقولوا لهم :

صوروا هؤلاء ، انظروا في أعدادهم ! انظروا إلى هيئاتهم ! انظروا في تواريخ اعتقالهم كي نتلقفها نحن ونبقى نرددها..

وكلنا نذكر أيام حكومة طالبان حين زال حكمها كيف كان الإعلام الغربي يصور الناس وهم يخرجون من السجون ويقولون الموت لطالبان فقد اعتقلتنا وظلمتنا ، ولكن حصلت الفضيحة بزلة لسان لما قال أحد المساجين إنهم عاملوه أسوأ المعاملة خلال عشرين سنة من اعتقاله مع العلم أن طالبان لم يكن لها في الحكم أكثر من تسع سنوات ، ولكن يبدو أن طريقة الإخراج كانت سريعة ولم ينتبه فيها لمثل هذا الخطأ القاتل .

ولذلك فلقد كانت روسيا أذكى منا حين قالت : لن نقبل من أمريكا أي دليل مهما كان على وجود أسلحة دمار شامل في العراق بعد احتلاله !

القصور : صوروا القصور ، والبساتين وتحدثوا عنها كثيراً كثيراً ، ورأيناها ... وكأن ملأ القوم لا يملكون أحسن منها في بلاد الكفر فضلاً عن قصورهم في بلادهم ..!

وتقول مراسلة لقناة عربية في بغداد : إنه كان يستمتع بمال الشعب تاركاً إياهم في فقر وجوع ، ونسيت هذه المذيعة أن القصر الذي رأيناه لايساوي شيئاً أمام قصور كبرى شاهدناها لزعماء من دول أخرى ، ويقول مذيع تلك القناة : في الحقيقة هذه جريمة في حق هذا الشعب ... ثم يسأل المراسلة مرة أخرى فيقول لها : هل تظني أن الشعب سينسى الذي شاهده ؟ فتقول المراسلة : ولابعد ألف سنة ... ولاندري نحن ماذا ستفعل شعوب العالم الثالث لو رأت كيف هي قصور زعمائها ؟‍‍‍‍

ثم يزيد غيظك على مثل هذه المصادر الإعلامية وهي تتغنى بقصر باكنجهام البريطاني والذي هو مأوى ملكة بريطانيا ، فتضع البرامج عن طبيعته وتفصيله وكيفية مداخله وحراسه بل وحتى حماماته .. كل ذلك بإعجاب متناهٍ ، وتعلق شديد ، ولم نسمع منهم أي صوت داعٍ لمثل مادعوا به في قصور صدام .

مع العلم أنا لانقر لاصداما ولاغيره من الزعماء على هذا لأن المال مال المسلمين ، فالواجب أن لايصرف إلا عليهم ، ويأخذوا هم بقدر حاجتهم ، ولهذا مات النبي صلى الله عليه وسلم وهو لايملك شيئاً من حطام الدنيا ، ومات أبو بكر وعمر وليس في أيديهما إلا دريهمات معدودة .

5-ياقومِ : أفلا تعقلون ؟
وهكذا فلقد تمكن الضغط الإعلامي الخفي والعلني اليهودي والصليبي على كثير ممن يعد نفسه مفكراً ، وربما مفكراً إسلامياً إلى أن يعد الأصل هو إساءة الظن في كل تصرف يتصرفه صدام ، واعتبار ذلك حذاقة منه .. لأنه كما يحسب : أدرك الحقيقة الخفية قبل أوان ظهورها !

القرآن والصلاة في حياة صدام : كان صدام ضعيفاً في دينه كغيره من الزعماء وهم كُثُر لايعرف صلاة إلا ماظهر منها يقول ذلك نهاراً جهاراً ، غير أن حياته تغيرت كثيراً في عقده الأخير من عمره فأصبحت الصلاة جزءاً مهماً من حياته ، ومشايخ العراق يعرفون ذلك أكثر من غيرهم ، وقد تحدث عن هذا التغير الواضح الصحفي الأمريكي راذر وسيأتي بيان ذلك ، ولكن انظر كيف تعامل الغير مع هذا التبدل في حياته مع ربه ، فقالوا : إنه يفعل هذا كسباً لعاطفة الشعب العراقي المسلم ، وذلك بعد أن أنكره القريب والبعيد ، وحاربه العدو والصديق .

ونسوا هؤلاء جميعاً أن هذا التغير حاصل منذ أكثر من عشر سنوات وصاحب النفاق قد يصبر سنة أو سنتين أو ثلاث ثم سيظهر منه مايدل على كرهه لمثل هذا العمل ، ونحن لم نرَ منه خلال فترة حياته إلا ازدياد تعلقه بالصلاة ، حتى كان يأمر أعضاء حزبه ووزرائه أثناء الاجتماعات بقطع اجتماعاتهم وقت الصلاة .
__________________
السيد عبد الرازق