عرض مشاركة مفردة
  #30  
قديم 09-11-2006, 04:13 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

لقد كان صدام يتصور ذلك وغير ذلك، لكن ما في النفوس الرافضية الحاقدة كان أكبر، والعقائد كانت أكبر، والتاريخ كان أكبر ... فغلب التاريخ صدامًا وأعاد التاريخ نفسه وما عاد صدام، ليجدد ابن العلقمي دوره من خلال ذريته في العراق، ليمارسوا ذات الدور الذي مارسه جدهم، قبل المعركة، وفي أثنائها، ثم يمارسوا دور التتار بعد المعركة وهذا مالم يعد خافيًا على أحد ...

فما طاب لعلاقمة العصر في العراق أخبار المقاومة التي قام بها عامة الشيعة حتى أصدروا الفتوى من الداخل والخارج بما يسمى: ' وجوب الحياد الإيجابي ' ... أي لا تقاتلوا مع الأمريكان ولا مع صدام، ومقتضاها أن اسمحوا للأمريكان باحتلال بلادكم فتساقطت مناطقهم بعد الفتوى سريعًا: النجف وكربلاء والناصرية والعمارة والبصرة، ثم جيء لبغداد من بوابة مدينة الثورة والتي يقطنها أكثر من مليوني شيعي، وهي المسماة بمدينة صدام وحولوها الآن إلى مدينة الصدر، فكان أن ظهر أهلها في استقبال مذهل للأمريكان ...

وقد بلغنا بطرق متواترة لا تقبل الشك بأن من المجاهدين المتخندقين لمقاومة الزحف الأمريكي على بغداد، واجهوا خدعة كبرى، حيث كان الحاقدون من الرافضة يترصدون لهؤلاء المجاهدين المتخندقين من الجيش العراقي أو المجاهدين العرب فيقتلونهم من الخلف قبل أن يصلهما أمريكان، فوقعوا بين نارين .

ومن المعلوم أن الشعب العراقي كله كان مسلحًا في عمومه ... ولا يعرف هذا المجاهد المطعون من الغادر به ... فاهتبل الحاقدون من الرافضة فرصة الثقة بهم وغفلة العين عنهم، فانقضوا على المجاهدين العرب باسم الحكومة ونسب الغدر بهم إلى الدولة ....!

ولا يختلف إثنان في العراق أن الغدر ليس من طبيعة أهل السنة ... فضلًا عن أن يغدروا بضيفهم ... فكيف يغدروا بأخيهم الغيور الذي جاء يدافع عنهم ....؟!

ولذلك فإنا نعذر كل مجاهد تحدث بأن العراقيين أو الحزبيين غدروا به ..

نعم إنهم عراقيون، لكنهم كانوا هم الحاقدين من الرافضة الذين بيّتوا الأمر بليل على قتل هؤلاء المجاهدين العرب .. وربما يكونون حزبيين في النهاية لكنهم في النهاية كانوا رافضة مخصوصين !

وها هي الأخبار تأتي عن تتبع الحاقدين من الرافضة للمجاهدين العرب أينما كانوا في العراق ... بل إن منهم من أخذ يبحث عن المجاهدين في المستشفيات ويقتلونهم على سرير المستشفى في لحظة ذهول الناس عنه بغيره، وما أعظم الذهول في هذه الظروف، ونحن نعرف بعض من قتل بأسمائهم في المستشفى .!

كيف لا وهم يعتبرونهم ألد أعدائهم ولو كانوا عراقيين من بني وطنهم ..!

أليسوا هم الذين يحاربون الشباب العراقي الملتزم أشد الحرب بحجة أنهم وهابيون كما يسمونهم ... فالخضّار الحاقد الرافضي يرمي الداعية العراقي بالطماطم ـ إذا مر بسوق الخضار في العشار مثلًا ـ ويصيح بهذا الشاب: هوبي .. هوبي .. أي وهابي، وذاك السجّان يوقع على الشاب السني أقسى العذاب لأنه سني، وهو حين يفعل ذلك إنما يتقرب إلى آل البيت بتعذيبه كما يزعم، وموظف الاستخبارات يهييء الأمر ويقوم بالدور، فيكتب عنه أفظع التهم، ويلفق له ويفتري عليه وهكذا كل حاقد من الرافضة من موقعه يؤدي دوره نحو هؤلاء الشباب ... الذين يسمونهم [ وهابية ] ...

فكيف إذا جاء القوم [ وهابي ] ـ كما يقولون ـ من خارج العراق يريد نصرة إخوانه أهل السنة وأهل العراق ...؟

هذا وأهل السنة غير قادرين على حمايته ...!

فليس بمستغرب أبدًا أن يقع هذا الغدر بهؤلاء العرب من الحاقدين من الرافضة ... بل هو المنطق المحتم الذي يحكيه لنا التاريخ من قبل مرارًا في حواث لا تعد ولا تحصى، وجاء الواقع ليثبته ...

ولقد أوكلت أمريكا أمر المجاهدين العرب إليهم ... كان الله في عونهم .

وبغير هذا التغير العقدي التاريخي والجغرافي لن يصل أحد من المحللين إلى فهم المعادلة العراقية والوصول إلى السر الخفي في هذه المعادلة، وسيبقى البحث عن النتيجة الصحيحة لمن لم يعتمد هذه القضية العقدية طلسمًا لن يفككه حتى لو تفككت أعضاؤه ...!

ولقد فهمت أمريكا هذا الأمر جيدًا قبل المجئ إلى العراق، وركزت على هذا الثغر جيدًا، وما زالت حتى بعد نزولها أرض العراق تستحلبه ... ابتداءً بالهجوم الأول عن طريق الكويت، وتركًا للهجوم البري عن طريق السنة الأكراد تمامًا، وقفزًا للهجوم على البصرة والناصرية والنجف والعمارة وكربلاء وتركًا للهجوم على أهل الرمادي الذين هم من أهل السنة المجربين في القتال والإباء ... وقد جرب الأمريكان فعلًا حظهم هناك، فما هي إلا ساعة أو دونها حتى قتلوا جميع الأردنيين وأسروا جميع الأمريكان، وهو مجموع الفريق الذي أسقط إنزالًا .

لقد فهمت أمريكا هذه اللعبة جيدًا حين ركزت على الفاصل العقدي من بعيد .. من خارج العراق .. لعلمها أنه أقوى من الرابط الوطني العراقي الذي حاول اعتماده صدام .. فسخرت عملاءها العلاقمة في بلد خليجي صغير أولًا وإخوانهم في لندن وغيرها ثانيًا، وقام الجميع بدور فظيع في تفكيك الوحدة الوطنية العراقية بعدما ضربت مثلًا رائعًا في الوقوف صفًا واحدًا أمام عدوها دفاعًا عن بلده في أول أيام الحرب ... وما بين عشية وضحاها، تحولت العراق إلى مزق وفرق وأشتات وأشلاء وأعداء .... ووصلت أمريكا إلى عمق بغداد ... حين تحول استقبال الأمريكان من استقبال بالرصاص إلى استقبال بالترحيب والوقوف معهم صفًا واحدًا ضد بلدهم ...!

لقد كان صدام يستطيع أن يعالج هذا الشرخ الهائل في جيشه الكبير بما ذكرنا من تطهير الجيش وتزكيته وتصفيته وإكرامه ... على فترات حكمه الأخير ... ولكنه إذا لم يستطع فعل ذلك، فقد كان يستطيع أن يعالج هذا الشرخ الهائل قبل المواجهة بأشهر ...

نعم، إنه كان يستطيع أن يستفيد من أئمة المساجد وشباب المساجد الذين يتمنون لقاء العدو تحت راية إسلامية صرفة ...

فإن الشباب العراقي المتمسك بدينه كان كثيرًا ـ بحمد الله تعالى ـ وكل واحد من هؤلاء الشباب دخل الخدمة العسكرية العراقية الجديدة، فهو لا يحتاج إلى تدريب كثير، والعراق لا يحتاج إلى هذه الملايين المجندة، فالعبرة ليست بالكثرة، ومائة ألف شاب مجاهد بحق يمكن توفيرها من محافظتين أو ثلاث ... وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: [ لن يغلب اثنا عشر ألف من قلة ] أخرجه أحمد [ 26689] وأبو داود [ 4286] والحديث صحيح
__________________
السيد عبد الرازق