عرض مشاركة مفردة
  #32  
قديم 09-11-2006, 04:18 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

وأن العهد والإيمان التي اتخذته العشائر الشيعية لم يكن كافيًا !

وأن الاجتماع الشيعي والتعاهد على خرقة العباس وهي أعلى موثق عند القوم لم يكن كافيًا ..!

وأن مبايعة أهل العشائر في التلفزيون العراقي أمام العالمين لم يكن حاجزًا دون الرجوع عن كل ذلك إذا ما صدرت فتوى تنسف كل هذه الأيمان المغلظة والعهود الموثقة .... وقد كان ذلك، وانقلب القوم رأسًا على عقب ....!

وأخيرًا فإن رواية التاريخ كما هو في واقع الأمر واجب علينا من جهة، وحجة علينا وعلى الأمة من جهة أخرى إذا لم تقم بدورها في الحيلولة دون تكرار الكارثة بعد ذلك مرارًا، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ' لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ' كما أن هذا هو من واجب النصح لكل مسلم .

بل إن التاريخ يقول يجب أن تكونوا أشد ريبة وخشية منهم إذا رأيتم علماء الرافضة يطالبون السنة بإسقاط الفروق العقدية وتناسي المذاهب، والإنضواء تحت راية الإسلام الموحدة ومظلته العامة ... كما هو حاصل الآن ... ذلك أنهم إنما يريدون أن يجعلوا من السنة العراقيين مطية لبلوغ هدف حكمهم لأهل السنة في العراق ...

ذلك أن الرافضة على علم بأمور ثلاثة ...

أما الأول: فسلامة قلوب أهل السنة العراقيين وقابليتهم للانخداع مرة ومـرات ولهم في ذلك تجـارب ...

والثاني: أنه ليس للسنة في العراق حوزة ولا مرجعية علمية يرجعون إليها ... فضلًا عن أن يكون لهذه المرجعية هدف حكم البلاد ..!

ثالثًا: ليس لأهل السنة في العراق سند سني خارجي، فضلا عن أن يكون لهم دولة شرعية سنية تعتبر قضيتهم قضيتها، أما الرافضة فعلى العكس من كل ذلك بالإضافة أن دولتهم العقدية مجاورة ....؟!

أوليس السكوت هنا جريمة في حق أهل السنة، وأهل السنة ليس في العراق اليوم وإنما في حق أهل السنة على مدى تاريخهم الطويل وعلى مستوى الأمة، بل هو خيانة الأمانة التاريخية للأجيال القادمة، وإعانة على تمرير هذا المخطط الرهيب تحت ستار العفو من جهة واحدة فهم في الوقت الذي يخرجون في المناطق التي فيها الغلبة للسنة بمظاهرات تقول: [لا سنة ولا شيعة ...] ويلقون خطابات التسامح، يقوم إخوانهم في مناطقهم بشعارات واضحة ولافتات كبيرة تقول [حوزتنا تحكمنا] ... ولافتات تقول [ لا ديمقراطية ولا بعثية ... بل جمهورية إسلامية] ...

وإنهم في كل تصرف من تصرفاتهم اليوم، ويقطعون خطوة نحو هدفهم النهائي، ففي الوقت الذي تجد فيه كل شيعي ينوح بأعلى صوته على قتلاه الذين قتلهم صدام حسين، ربما منذ فترة طويلة، وكأنهم أحياء في السجون، وربما لم يقتلهم أساسًا تجد كل شيعي يسود صورة صدام حسين بأبشع ما يستطيع من التشويه، في هذه الوقت تجد الكثير من أهل السنة يرددون هذه المقولات من غير تبين وعلى حسن نية، أما الرافضة فيريدون الوصول منه إلى هدفهم الحقيقي وهو ... أن حكم السنة للعراق هو حكم ظالم بدليل ما فعله صدام حسين السني فينا ... فلا نريد حكما سنيًا بعد اليوم وعليه فإن البديل الصحيح هو أن يحكم العراق الرافضة ... وخصوصًا وأنهم الأكثرية كما يزعمون ....

ولقد جاء إحراقهم لسجلات الدولة كخطوة إستراتيجية رهيبة في هذا السياق ...

فلقد ذهبت بهذا الخطوة حقيقة التركيبة السكانية للعراق، وذهبت أسماء من طردهم صدام من قبل من العراق ممن لهم أصول فارسية وولاءاتهم فارسية ...

وبهذا الإحراق أصبحت التركيبة السكانية الآن مفتوحة، وسوف يشهد العراقيون السنة هجرة رهيبة من المناطق الشيعية الإيرانية العربية إلى المناطق العراقية العربية ... وسيكون للسجلات الجديدة مصداقية أكبر، وللشيعة لأول مرة نسبة أكبر.

هكذا يغير التاريخ على الأرض، ويفرض على التاريخ الحق تاريخًا مصطنعًا، لكنه واقعًا، رضى من رضى، وأبى من أبى ... ومن يستطيع أن يفرز هؤلاء عن هؤلاء

فإذا لم تكن ثمة سجلات ولا تواريخ ... اللهم إلا شهادة العشائر، فكيف إذا كانت عشائر هؤلاء هي المتواطئة لهؤلاء، 'وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال '.

وللحقيقة التاريخية فإنه لا يمكن إنكار ما فعله صدام حسين بهم، ولكن الواقع خير شاهد على أن ما اتخذه صدام حسين في الجملة كان هو الأسلوب الأنسب لضبط البلاد بالطريقة الموافقة لمنهج صدام حسين من جهة والمناسبة لمواقف الحاقدين منهم من جهة أخرى، فما كاد شبح صدام حسين يختفي عن السلطة العراقية حتى صنع الشيعة ما صنعوا في العراق وخصوصًا في مناطق السنة المجاورة إلى مناطقهم ... فماذا ترى لو أن قبضة صدام ارتخت يومًا من الأيام ...؟!

والأيام ستثبت ما سيصنعه هؤلاء الحاقدون في البلاد والعباد بعد غياب صدام ..!

ولعل البعض يحتج بأنهم ماكانوا كذلك قبل صدام حسين وقد كانوا طوال عمرهم موالين للعراق، وحكومتهم ....

والجواب: نعم، إن هذا كان صحيحًا قبل قيام الدولة الخمينية، أما حين ظهرت دولة الخميني فقد تحول ولاء كل شيعي في العالم إلى قم وإيران وبني فارس بعدما كان ولاؤه من قبل إلى بلدانهم وبني قومهم ...

نحن لا ننكر أبدًا ما فعله صدام بهم، ولكن ينبغي أن لا ينكروا ما فعلوا هم بالعراق في السلم والحرب، من المظاهرات، والاغتيالات والتفجيرات، وشبكات تجسس لإيران، ولغير إيران، ومحاولات الانقلاب، وخيانات على أعلى المستويات، وأما في الحرب العراقية الإيرانية فحدث ولا حرج، وليس تسليم منطقة المحمّرة العراقية المحاطة بالألغام والأسلاك والحفر والتلال وغير ذلك لإيران من قبل قائدها الرافضي عنا ببعيد، تلك التي راح ضحية الخيانة فيها ما يقارب الستون ألف جندي عراقي، منهم من غرق في شط العرب وأغلبيتهم الساحقة وقعوا في الأسر في أيدي القوات الإيرانية في مأساة كبرى لم تتطرق لها وسائل إعلامنا لعدم رغبة كثير من الجهات في إحيائها والتذكير بها ...

إن الذي يتحدث عن العراق ويريد أن يفسر ما يجري في العراق تفسيرًا صحيحًا ينبغي أن يتصور العراق كما هو في تركيبته الفريدة من بين دول العالم جميعًا، ولو تصور المحلل من خلال موقعه كرأس للعراق يريد حكم هذه البلد، لربما لن يجد طريقة لحكمه ولا لبقائه في الحكم وبقاء الأمن مستتبًا في البلاد إلا بواحد من ثلاثة طرق، فإما طريقة صدام حسين الاستئصالية للمخالفين وإما ترك الحكم والاستسلام أو انتظار الغدر والخيانة في أية لحظة به...

وإننا إذ نذكر هذا إنما نذكره لنوصل القارئ إلى تصور الأمر كما هو في العراق لا كما هو في المملكة الأردنية ولا المملكة العربية السعودية ولا الشام ولا مصر ... إنه العراق وإنه التاريخ ..!

الرافضة العراقيون الذين كلما هدأوا يومًا قام من يثيرهم من الجيران، الرافضة العراقيون الذين هم قِبْلة الرافضة في العالم كله، ذلك أنهم أصحاب قبلة الحسينيات في العالم، فالمقامات هنا، والمزارات هنا والأئمة هنا .... وما هو أفضل من الكعبة عندهم هنا ..!

فكيف يرضون يومًا أن تكون قبلتهم تحت حكم خصومهم الأصليين ؟!

ومازالوا منذ زمن يحلمون بهذا الحلم، وقد اقترب .... أيتركونه وهم يستطيعون غير ذلك ...؟!

لا لن يتركوه، حتى لو لم يكن حكمًا شيعيًا صرفًا، فليكن حكمًا علمانيًا أو ديموقراطيًا أو أي حكم على أن يكون الحاكم شيعيًا ... إن القضية قضية مدروسة، وهادفة عند الشيعة، فمن رأى إحراق المكتبات السنية التاريخية في العراق عرف أنها كانت مدروسة، ومن رأى إحراق مكتبة المتنبي العظيمة قبل الحرب في بغداد من قبلهم عرف أنها مدروسة ومن علم أن صدامًا كان قد أمر بتخزين دار المخطوطات العراقية في مكان آمن قبل الحرب كان يعي الكثير من الخطر، وأنه يعي ما قاله من قبل من إطلاق إسم ' مغول العصر ' على الأمريكان، لكن المغول هذه المرة كانوا هم الحاقدين من الرافضة العراقيين بإشارة وتشجيع الأمريكان، وبتغذية الخارجين الحاقدين من الشيعة ...

إن الأيام تثبت أن صدامًا كان على حق في كثير من شدته على هؤلاء .. ونحن نطالب من أي معارض لهذه الفكرة أن ينظر فيما صنعه الشيعة في مساجد السنة القائمة في النجف وكربلاء والعمارة والناصرية ومصيرها بعد ذهاب صدام، هل بقي منها مسجد لم يحول إلى حسينية ولم يطرد منه إمامه ؟!

ولأننا نكتب التاريخ منتهين إلى اللحظة التي نكتب فيها، فإننا نسأل الله تعالى أن لا يسجل التاريخ مذابح يكون ضحيتها الشعب العراقي، والسنة على وجه الخصوص، ويطير بخيرها الاستعمار الأمريكي .

ومع هذا فإنا هنا نؤكد ونذكر بأننا في هذا البحث ما كنا نعمم الخطأ على جميع الرافضة العراقيين … حاشا … فالذي يتأمل في البحث يجد أننا ما ذكرناهم مرة إلا وخصصنا بقولنا [ الحاقدين من الرافضة ] وحرف [ من ] للتبعيض .

ومع هذا فإنا نعود لنؤكد بأن الأسلوب الأنسب للتعامل معهم هو الحوار الصادق والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ...

وإن الخطأ الفاضح الواضح الذي وقع فيه صدام حول الرافضة من المستحيل علاجه قبيل الحرب بأيام، ولقد حاول محاولات جادة لكـن الوقت كان ينفـد من بين يديه نتيجة سياساته الخاطئة ..!







__________________
السيد عبد الرازق