عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 10-11-2006, 07:31 AM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي اليوم الأخير قبل ثورة يوليو 1952 لمحمد حسنين هيكل .

عناوين صحف 22 يوليو ووضع الجيش


محمد حسنين هيكل: مساء الخير، وصلنا هذه الليلة إلى حيث قاربت الساعة منتصف الليل في القاهرة، اقتربت عقارب الساعة من أن تلتقي، هأبتدئ أي أننا وصلنا في واقع الأمر إلى يوم 22 يوليو والعاصفة على وشك أن تهب، هأبتدئ كما استأذنت في هذه الحلقات في هذه المجموعة عن أيام يوليو هأبتدئ بالجرائد بالصحف، الصحف في ذلك اليوم الأهرام هأبتدئ بالأهرام.. الأهرام عناوينه جلالة الملك يعهد إلى الهلالي باشا بتأليف الوزارة الجديدة وسري باشا كانت استقالت وقُبلت استقالتها والملك بعث له الجواب المسيء اللي أنا عرضته الجمعة اللي فاتت وبعدين إذاعة وثائق تأليف الوزارة الجديدة اليوم وحلف اليمين في الحضرة الملكية بعض الظهر وبعدين بعد كده أنا هأروح لجريدة المصري وهأخلي الأخبار في الأخر لسبب هأشرحه حالا عناوين المصري الهلالي باشا يؤلف وزارته الثانية لأن الوزارة الأولى وزارته الأولى كانت اتباعت قبلها بشهر بمليون جنية في الحكاية المشهورة عشان كده بيقول الوزارة الثانية، الوزراء يحلفون اليمين الدستوري بعد صدور المراسيم صباح اليوم، جلالة الملك يقبل استقالة وزارة رفعت حسين سري باشا وفي المشاورات وبعض الصور للوزراء الجدد، في الأخبار فيها نفس العناوين طبعا لكنه فيها حاجة أخرى مختلفة كتبها كامل الشناوي لكن عناوين على أي حال عناوين زي كل الجرائد.. نجيب الهلالي يؤلف الوزارة، قبول استقالة سري باشا وفي كلام عن الوزراء والمشاورات الجارية لكن على يسار الصفحة هناك مقالة أنا بأعتقد إنها مهمة جدا بالنسبة للموقف ساعتها.. للصورة ساعتها، كامل الشناوي صحفي معروف بالطبع صحفي كبير ومعروف وهو أيضا شاعر قدرته الهائلة تتجلى في موهبته على الإمساك بروح لحظة معينة أو تصوير مشهد معين وفي قصائده كلها كامل كان باستمرار هذه القدرة على الإمساك باللحظة دائما بيقولوا عادة في التعبيرات إنه الصورة هي موقف تجمد، الصورة أمسكت بموقف عند لحظة معينة وقبضت عليه وأبقته للزمن وللتاريخ، كامل الشناوي كان عنده القدرة إنه بالكلمات يرسم صور لمواقف معينة وإنه هذه الكلمات وهذه الصور تبقى فيما بعد والعودة إليها ممكن جداً أن تكشف ظلال وأن تكشف زوايا وأن تكشف أضواء مما كان في لحظة معينة استطاع بحس الشاعر وبروح الشاعر أن يمسك بها، هنا الشاعر عمل دور مهم جدا في الصحفي لأنه جمد لحظة معينة.. أمسك بها، مش جمدها بمعنى إنه.. كامل بيقول إيه بيتكلم في هذه القصيدة بيقول إيه.. أين الرجل؟ في هذه المقالة بيقول إيه.. أين الرجل؟ بيقول تروي الأساطير أن ديوجنيس حكيم اليونان خرج من داره يوما وفي يده مصباح وظل يطوف بشوارع أثينا باحث عن شيء على ضوء مصباحه ودهش أهل أثينا عندما رأوا حكيمهم يحمل مصباح في ضوء النهار والشمس مشرقة وسألوه ماذا تصنع فقال أبحث عن رجل وكان سائلوه من الرجالk

"
كانت مصر تنقب عن رجل يستطيع أن ينهض بالعبء ويواجه المسؤولية ويقدس العدالة ويفرض سيادة القانون وكيف يقول كلمته
"
ومع ذلك فهو يبحث عن رجل وما أشبه مصر اليوم بديوجنيس فهي تحمل مصباح في يدها ليل نهار تنقب عن رجل.. رجل يستطيع أن ينهض بالعبء ويواجه المسؤولية ويقدس العدالة ويفرض سيادة القانون، رجل يعرف كيف يبقى وكيف يذهب، رجل يعرف متى يحكم ومتى يستقيل، يعرف كيف يقول كلمته ويقف وكيف يقول كلمته ويمشي ولكن المصباح سينضب زيته وتحترق ذبالته وينطفئ قبل أن تجد مصر هذا الرجل فإنها تبحث عنه بين طائفة من الساسة تجاوزوا مرحلة الرجولة.. بيقول كده الكلام منشور يعني وعبثا نحاول أن نعيدهم إلى هذه المرحلة أي مرحلة الرجولة وكيف يمكن أن نعيدهم إلى رجولتهم الأولى، كيف نطلب ممن ألقى بنفسه من فوق ذروة الجبل أن يعود إلى الذروة إلى آخر المقالة، هنا المقالة في واقع الأمر تكاد تكون تلامس الملك فاروق، هنا في ظل الملك فاروق يبدو تقريبا وراء السطور وهنا في شاعر يملي على الصحفي أو الصحفي الذي يشعر بفداحة الموقف السياسي وبتردي المواقف وبسقوط الرجال يبدو إنه هنا الشاعر أملى على الصحفي أو الصحفي أملى على الشاعر فصدر ده، ده من كامل الشناوي في اعتقادي كلام له معنى وكلام له دلالة في هذه اللحظة بالتحديد لأنه كامل الشناوي كان هو نفس الرجل الشاعر في كامل برضه مش بس الكاتب.. الكاتب والشاعر والصحفي الشاعر فيه كتب قصيدة مهمة جدا سنة 1947 وأيضا كاشفة أقصد الانتقال من هذا الموقف إلى ذلك الموقف، سنة 1947 حصل إنه الفرق بين المقالة هنا والقصيدة السابقة خمسة سنين بالعدد لكن السقوط فيها كان شديد للغاية والتساقط على أي حال يتسارع، خمس سنين بين القصيدة وبين المقال ده، كامل الشناوي سنة 1947 الإنجليز قرروا إنهم لإرضاء المشاعر الغاضبة في مصر هيطلعوا من ثكنات قصر النيل من وسط القاهرة لأنه هذه الثكنات كانت بمثابة جرح جائر يراه المصريين ليل نهار وهم يمرون في وسط القاهرة.. في قلب القاهرة ميدان التحرير دلوقتي يعني وده موقف كان موقع الجامعة العربية.. بعدين قامت فيه الجامعة العربية وبعدين قام فيه فندق هيلتون الموجود دلوقتي لكن هذا الموقع كان جارح للناس في القاهرة فالإنجليز سابوا الموقع ده وأخلوه وعملنا احتفالات كبيرة جدا في مناسبة خروج الإنجليز وتردد كثيرا إنه ده قصر إسماعيل وهو بالفعل كان قصر الخديوي إسماعيل وكان أُخذ منه واحتل، الإنجليز أخذوه موقعا لقوات الاحتلال لأهم حامية في القاهرة المرادفة لحامية العباسية، ففي هذه المناسبة ودي المناسبة اللي أخذ فيها كامل الشناوي لقب البكاوية لأنه بقى كامل الشناوي بك بعدها، جاء الحجة كانت في احتلال مصر واحتلال قصر الخديوي إسماعيل إنه مصر أصبحت الرجل المريض وإنه بالديون اللي عليها غرقت في ديونها إلى درجة أنها أصبحت في حاجة إلى جراحة تقريبا من لجنة صندوق الدين، فهنا كامل بيقول إيه؟ بيقول.. بيوجه كلامه للملك فاروق، بيقول له ملكي أبح لي أن أقول وإن تبح لم ألقى ما يوفيك من أمداحي أعليت مختال بحبك هامتي وخفضت من صدق الولاء جناحي وبعدين بيكلم القصر بيقول له يا قصر إسماعيل سبحان الذي أبقى الجريح وطاح بالجراح، في عهد شبلك قد أتيح من المنى ما كان في الأوهام غير متاح، هنا كامل أمسك بلحظة في المشاعر الشعبية في ذلك الوقت وحط الملك في قمتها لكن هنا أمس بالأزمة وحط الملك في الظل وراءها في واقع الأمر، هأسيب الموضوع ده هأسيب الجرائد دلوقتي وهأنتقل إلى الخطوة التالية في الترتيب أو في السياق اللي أنا بأتكلم فيه فهآخذ ماذا كان جاري في القوات المسلحة وقتها، أنا في هذا الموضوع كنت بعيد عنه بمعنى إن أنا كنت في المجال السياسي أتابع الأزمة كلها بصفة عامة وفي ضمنها أو على الأقل وأهمها من منظور التكليف الموجود علي وأنا الباقي في القاهرة أنا اللي عدت للقاهرة وسبت كل طقم أخبار اليوم في إسكندرية، أنا اللي مسؤول أزمة حل مجلس إدارة نادي الضباط في ذلك الوقت وما يترتب عليها بعد ما كنت غطيت التشكيل الوزاري في اليوم السابق في إسكندرية ورجعت القاهرة، لكن هنا بقى إيه اللي حصل؟ اللي حاصل إنه يبدو إنه الأمور كانت تتحرك بشدة في المجموعات اللي بتشتغل في الجيش وبقى واضح إنه الموضوع الرئيسي أو الموقع الرئيسي هو موقع الضباط الأحرار وواضح إنه هؤلاء الناس أو مجموعة منهم في الساعة اثنين تقريبا بعد الظهر بدؤوا يصدروا الأوامر النهائية في شأن التحركات الضرورية في اليوم التالي، كانوا أجلوا العملية يوم وشرحت أنا كيف كان هذا التأجيل عبء ثقيل جدا على أعصاب جميع الناس لكنه فيما يبدو إنه القوات اللي جاية من سيناء إما جاءت بعض طلائعها وتعطل الجزء الباقي، لكن على أي حال لقوا فيما يبدو إنهم لقوا بديل لها متمثل في الكتيبة الـ 13 الموجودة في الهايكستب، أنا ده كله أنا ما أعرفش عنه حاجة، هذا النوع من التحركات أو هذا الجزء من التحركات بالطبع له أهميته لكن غيري ممكن يتكلم عنه لأن غيري كان مشارك فيه وشافوه أنا مشفتهوش لكن ده أنا بأعتقد إنه في كل الأحوال كان أشبه ما يكون بالحركة اللي وراء موجودة وراء المسرح، ممكن جداً تبقى مهمة جدا في التحضير ومهمة جدا في الترتيب وفي الدخول والخروج إلى آخره لكنه أظن.. بأعتقد أنا إنه إذا جئنا نتكلم في التاريخ وقائع التاريخ فالمسرح بره كان حاجة ثانية، المسرح بره كان عليه نص أكبر جداً من مجموعة التحركات اللي كانت بره، كان عليه النجوم كلهم كانوا عليه، الحركة كلها كانت عليه، التفاعلات، المشاعر، التعبيرات إلى آخره لكن على أي حال يبقى باستمرار لهذا الذي دار في الكواليس أهميته لكن أنا لم أراه ببساطة كده يعني، سمعت عنه وقرأت وحاولت أدقق في كل الأحوال ويبدو لي مما دققت وحاولت أن أتقصاه إنه فعلا الساعة اثنين بعد الظهر.. مبكرا بعد الظهر إنه فيه اجتماع كان موجود حضره جمال عبد الناصر وحضره عبد الحكيم عامر وحضره حسن إبراهيم وحضره كمال الدين حسين وحضره عبد اللطيف البغدادي وحضره خالد محي الدين وإنه تقرر في هذه اللحظة أن تُعطى إشارة البدء في العملية والتحركات وأن يخرج جميع الضباط وأن يبلغوا إنه لم يعد ممكنا الانتظار أكثر من كده لأنه الانتظار أكثر من كده سوف يؤدي ببساطة إلى القبض على كل الناس في العملية فإذا أريد إنه اللحاق بشيء فلا بد إنه الحركة تبتدئ الآن حتى وإن لم تكن القوات المنتَظرة من سيناء قد وصلت بالكامل لكن على أي حال كان في ظن فيما يبدو لي إنه تحرك أو ما أمكن ترتيبه مع الكتيبة 13 اللي كان يقودها




[ .
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس