عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 11-11-2006, 04:49 PM
مواطن مصري مواطن مصري غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
الإقامة: مصر
المشاركات: 166
إفتراضي البنا.. شهيد فلسطين



أدرك الإمام البنا أبعاد المؤامرة على فلسطين وخطورة قيام الكيان الصهيوني، فرأى عليه رحمه الله تركيزَ الجهودِ على فلسطين؛ حتى لا يبتلعَها اليهود، ورأى تجاوز الصراع مع أي نظام أو حزب وتوجيه الطاقاتِ لضربِ اليهود، وبالفعل لم يصطدمْ مع نظام فاروق ما دام صراعه مع اليهود قائمًا "رأس الأفعى التي لا بد من ضربها".



هذا التحقيق يحاول الإجابة على عدد من الأسئلة، منها إلى أي حدٍّ شغلت القضية الفلسطينية بالَ الإمام البنا؟ وماذا قدَّم للصراع العربي الصهيوني من خلال جماعة الإخوان المسلمين؟!!







من جانبه يقول الشيخ جمعة أمين "عضو مكتب الارشاد": إن الإخوان كانوا قممًا رائعة التجرد والأخلاق الجهادية، فقدموا للقضية أعزَّ ما يملكون وهي أرواحهم، ويحكي قائلاً: الجامعة العربية عرضت على كتيبة الإخوان التي كانت بصحبة البطل أحمد عبد العزيز رواتبَ فكان رد الكتيبة بأكملِها لا نريد رواتب.



ويضيف: إن الإمام البنا من أوائل الذين دعوا إلى تحرير فلسطين، واستخدم لذلك وسائلَ عمليةً منها دعوته إلى مقاطعة المجلات اليهودية في القاهرة يومها، كما دعا إلى عَقْدِ مؤتمر عربي للمِّ الشمل العربي من أجل نصرة فلسطين وتحرير القدس، كما دعا إلى جمع التبرعات وابتكر لذلك وسيلةً جديدةً، وهو إصدار طابع بقيمة قرش لصالح القضية الفلسطينية.



ويرى أن من رؤى الإمام البنا الثاقبة تجاه القضية رأيه بعدم تدخل الجيوش العربية في فلسطين، وعرض هذا الرأي على النقراشي، أن يواجهَ الإخوانُ اليهودَ، فإذا قضوا على الإخوان كان للنظام المصري آنذاك ما أراد وارتاح من الإخوان، وإن انتصر الإخوان على اليهود ارتاح العرب من هؤلاء الصهاينة.



كما أراد الإمام البنا من هذا الرأي- والكلام للشيخ جمعة- أن تتحول الحرب في فلسطين إلى حرب عصابات لا حرب جيوش نظامية لسببين أولهما: أنه يعرف تمامًا ما وراء هذه الجيوش وموالاة هذه الأنظمة للاستعمار الذي يؤيد قيام الدولة الصهيونية أصلاً.



ثانيًا: أن حرب العصابات لن يقدر عليها اليهود ولن يستطيعوا أن يصمدوا فيها، خاصةً وأن الذي يواجههم هم الإخوان.



ويختم الشيخ جمعة أمين حديثه قائلاً: إن الإمام البنا شارك في حرب فلسطين بعدة وسائل، منها الكتائب التي أرسلها عن طريق الجامعة العربية، حيث اتفق مع عبد الرحمن عزام على أن يعد عشرة آلاف مسلح يخرج هو على رأسهم لقتال اليهود، ذكر الإمام البنا ذلك في برقيةٍ بعث بها إلى مؤتمر القمة العربي في هذا التوقيت جاء فيها: إن الإخوان المسلمين على استعدادٍ لإدخال عشرة آلاف مجاهد متطوع كدفعة أولى للقتال ضد اليهود في فلسطين كما قام بالاتصال بمصطفى السباعي مراقب الإخوان في سوريا وأمره أن يخرجَ بكتيبة إلى فلسطين ونفس الأمر تكرَّر مع عبد اللطيف أبو قورة مسئول الإخوان بالأردن وكذا الشيخ محمود الصواف مراقب الإخوان بالعراق.



الجهاد في فلسطين



المفكِّر الإسلامي الدكتور عبد الصبور شاهين أحد تلاميذ الإمام البنا يقول: إن الإمام الشهيد أكثر زعماء مصر حماسةً للقضية الفلسطينية، وهو يعلم تبعات هذا الإقبال، فقدَّم ما لم يقدِّمْهُ أي زعيم من العرب، وكان وحده يجاهد في سبيل القضية.



ويضيف الدكتور عبد الصبور أن البنا فطن منذ بداية الصراع العربي الإسلامي الصهيوني إلى أن الجهاد هو الحل وأن القوة هي أفضل الطرق لإحقاق الحق، فبدأ بإرسال الإخوان إلى فلسطين في بداية الثلاثينيات خلسة، وتسلَّلوا بالفعل لشمال لفلسطين، وعملوا مع المجاهدين وعلى رأسهم "عز الدين القسام"، وأبلوا معه بلاءً حسنًا، ثم دخل بعد ذلك قسم من الجيوش العربية التابعة للجامعة، وقام مجاهدو الإخوان بنسف مقر قيادة اليهود في صورةٍ باهرةٍ، كما أبلوا في الفلوجة بلاءً بهر العالم كله كما بهر القادة الزعماء.



ويشير الدكتور عبد الصبور شاهين إلى أن الإمام البنا أيقن أن الطريق طويلةٌ، وأن المعركة سوف تدخلها أطراف أخرى للحدِّ من انتصارات الإخوان على اليهود، وقد حدث بالفعل، حيث تم تزويد الجيش المصري بأسلحةٍ فاسدةٍ، وأيقن وقتها أن الجيوش العربية ليس فيها الرجاء، وأنها تخضع لرغبات الدول الاستعمارية، ويختم حديثه قائلاً: إن من أهم ما قدمه البنا للقضية الفلسطينية على المستوى الداخلي قيادته لمظاهرة خرج فيها أكثر من نصف مليون شخص عام 1947م، وكان ذلك قبيل استشهاده بسنتين، وخطب فيها قائلاً: "دماؤنا فداء فلسطين وأرواحنا فداؤها"، فكانت القضية في قلبه وعقله وخاطره، عمل لها، ومن أجلها كانت شهادته، فوصَّى إخوانَه بها وهم على العهد ماضون.



أسلمة القضية



ويقول المستشار الدكتور علي جريشة: إن الإمام البنا أدرك خطورة المشروع الصهيوني في المنطقة مبكرًا قبل أن يعيَه غيره من زعماء الأحزاب ورؤساء الحكومات، وظهر هذا جليًّا عندما سُئِلَ أحد رؤساء الحكومات في مصر يومًا عن شيءٍ يتعلَّق بفلسطين، فكان الرد المفجع أنه رئيس وزراء مصر وليس رئيس وزراء فلسطين، فدعا البنا إلى مواجهة الغفلة التي عاشت فيها الأمة الإسلامية وما واجه الفلسطينيين من موجة عارمة من التخوين، حيث أشيع عنهم أنهم باعوا أرضهم وهو ما لم يحدث.



ويضيف أن من اهتمامات البنا تجنيده لمجلتي "النذير" و"الإخوان" للحديث عن القضية الفلسطينية، وشرح أبعادها، وحثِّ المسلمين على الجهاد، وأصدر عددًا خاصًّا من مجلة "النذير" عن فلسطين، وكتب مقالاً بعنوان صناعة الموت يحرص فيها على الجهاد، كما استغل كل مناسبة لإحياء القضية كمناسبات الإسراء والمعراج ووعد بلفور مثلاً.



ويذكر المستشار علي جريشة أن البنا من أوائل من نبهوا إلى خطر ضياع فلسطين منذ نهاية العقد الرابع من القرن الماضي، حيث شكَّل كتائب الإخوان المسلمين، فكان يغذِّي فيهم روح الجهاد.



ويضيف: والذي أعلم عن يقين أنه أول من فكَّر في أسلمة القضية، ذلك أن الاتجاه السائد وقتها هو إعطاء القضية ثوب العروبة فقط حتى تبقى محصورةً داخل الدول العربية، وتُستبعد الدول الإسلامية، ومن ناحية أخرى يُستبعد روح الجهاد، والذي يستند إلى الإسلام وصدق حدس البنا في ذلك، حيث دفع حياته ثمنًا للقضية وهو يعلم تمامًا أن حكومات العدو لن تتركه، وبالفعل صدر قرار فهمي النقراشي الحاكم العسكري ورئيس الوزراء بحل جماعة الإخوان المسلمين ثم القبضِ على الإخوان وإلقائِهم في غيابات السجون.
-------------------------------------------------------------------------------------
تحقيق- منير أديب

إخوان أون لاين
__________________