أمـشـفقٌ حـولـي ولا إشفاق
إلا الـمـنى والـكوخ والإخـفاقُ
الـبردُ والـكوخُ الـمسجى والهوا
حـولي وقـلبي والـجراح رفاقُ
وهنا الدجى يسطو على كوخي كما
يـسطو على المستضعف العملاق
فلمن هنا أصغي ؟ وكيف ؟ وما هنا
إلا أنـا ، والـصمت ، والإطراق
أغـفى الـوجود ونام سُمارُ الدجى
إلا أنــا والـشـعرُ والأشـواقُ
وحدي هنا في الليل ترتجف المنى
حـولي ويـرتعش الجوى الخفاقُ
وهـنا وراء الـكوخ بستان ذوتْ
أغـصـانـه وتـهـاوت الأوراق
فـكـأنه نـعشٌ يـموج بـصمته
حـلم الـقبور ويـعصف الإزهاق
نـسي الـربيع مـكانه وتشاغلت
عـنه الـحياة وأجـفل الإشـراق
عُـريان يـلتحف الـسكينة والدجا
وتـئن تـحت جـذوعه الأعراق
والـليل يـرتجل الـهموم فتشتكي
فـيه الـجراح وتـصرخ الأعماق
والـذكريات تـكر فـيه وتـنثني
ويـتـيه فـيه ..... ...........
تـتغازل الأشـواق فـيه وتـلتقي
.....................................
والـناس تـحت الـليل : هذا ليلهُ
وصــلٌ وهـذا لـوعةٌ وفـراق
والـحب مـثل العيش : هذا عيشهُ
تـرفٌ وهـذا الـجوع والإمـلاقُ
فـي الـناس من أرزاقه الآلاف أو
أعـلـى وقــومٌ مـالهم أرزاقُ
للشاعر عبدالله البردوني