أبو أحمد عضو فعّال عدد مواضيعه: 91
الأخ أبو سارة أنا في هذا الحوار باحث ومتعلم ولست صاحب نظرية جديدة أحاول إثباتها ، ومحل الخلاف واضح من البداية : أنت تؤمن أن الله تعالى له عينين اثنتين يبصر بهما وتبرهن على ذلك بإجماع العلماء وحديث الدجال ، وأنا شرحت لك لماذا أرى أن الإجماع غير ثابت وأن الحديث لا يدل بشكل قطعي على ذلك .وبدلا من أن نواصل الحوار بشكل طبيعي وتدافع عن رأيك أنت طلبت مني أن أتبنى موقفا ما ( الله يبصر بعين واحدة أم أكثر أم بلا عين )..وأنا كنت أتوقع من خلال الحوار معك أن أتمكن من تحديد هذا الموقف ..وفعلا لقد بدأت أتوصل إلى قناعة ما . فإن شئت أن أعرض عليك ما توصلت إليه - للحوار الهادف لا لأجل إثارة الشبهات و الطعن في العقائد فأنا أحترم الجميع - وقد بينت لك ( ويا أبا بثينة - بارك الله فيك - ) أن معتقدي هو معتقد الصحابة وهو الكتاب والسنة ، وإجماع العلماء - عندما يثبت أن هناك إجماع - ولست أتهرب من أي سؤال لكن أخشى إذا عرضت عليكم ما توصلت إليه ( وهو مجرد أفكار أولية )أن تسخروا مني وتقطعوا الحوار، في حين أنا بحاجة لاستمرار الحوار للتحقق من صحة ما توصلت إليه،وبارك الله فيكم ------------------
ولكن الله ألف بينهم
أبو أحمد عضو فعّال عدد مواضيعه:
يا أصمعي رجاء دعنا نكمل حوارنا ولا تقلبه إلى منتدى لغوي ( افتح موضوعا جديدا لنفسك يا أخي ) مع تقديرنا لأهمية المسائل اللغوية ولكن لا تشتت أذهاننا في هذه المرحلة الدقيقة ، وإن أبيت إلا أن تعرض عضلاتك علينا فهات وأتحفنا بما عندك في مسألة الأعور ومفهوم المخالفة ،وبارك الله فيك
------------------
ولكن الله ألف بينهم
أبو بثينة مشرف عدد مواضيعه: 301
نحن معك من أول ماطرحت المسألة نطلب منك ما توصلت إليه , و معاذ الله أن يكونهنا سخرية بأحد يبحث عن الحق ؟------------------قال صلى الله عليه و آله وسلم ( من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت )
أبو أحمد عضو فعّال عدد مواضيعه: 91
العجلة غير محمودة في مثل هذه المواضع ولكن لا بأس سوف أفكر بصوت مسموع أرجو أن لاينزعج منه أحد : بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله :إذا كان معنى صفة العينين كما قال أبو سارة ( أن الله يبصر بهما) وإذا كان الاسماعيلي في عقيدة أهل الحديث استشهد بآيات العين والأعين على صفة البصر ، فالذي يبدو لي أنهما صفة واحدة ، وكما قلت لأبي سارة : لو سألتك عن معنى صفة البصر ستجيب بالجواب نفسه .وإذا كان الامام مالك مقبولا عند الجميع فقد ثبت عنه أنه قال : الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والسؤال عنه بدعة ، وهي قاعدة جليلة ينبغي تطبيقها على سائر الصفات ، فإذا طبقناها على صفة البصر يكون ما يلي : البصر غير مجهول والكيف غير معقول والسؤال عنه بدعة .أما عبارة : إن لله عينان يرى بهما ، فنكون قد أثبتنا كيفية للرؤية( يرى بعينين ) وإذا قال معترض : كيف يرى بدون عينين ، قلنا له : كما أنه يتكلم بدون لسان ويسمع بدون أذن .ومما يؤكد ما سبق أن ابن عباس وسائر المفسرين من بعده فسروا ( بأعيننا)أي بمرأى منا أو قريب من هذا ولم يجدوا في ذلك تأويلا مذموما أو تعطيلا لصفة من صفات الله تعالى . أرجو أن لاتحكموا علي من خلال هذه الأفكار بتصنيف معين ، فأنا أتلمس طريقة إسلامية سلفية على منهاج الصحابة ولا يعنيني أن توافق في جزئية ما طريقة الفرقة الفلانية أو العلانية ،، ولا أعتقد أن أحدا من الصحابة خطر بباله يوما أن الله تعالى يملك - كما يقول أستاذنا أبو سارة - أو له عينين اثنتين يرى بهما ،إلا إذا كان مثل ذلك الذي وضع خيطين تحت وسادته ليعلم طلوع الفجر - مع احترام الآراء المختلفة طالما أصحابهامخلصون في طلب الحق ، والله الهادي الى سواء السبيل .
------------------
ولكن الله ألف بينهم
أبوسارة عضو فعّال عدد مواضيعه: 36
أخي الأصمعي!جوابي ما يلي:أولا: شكرا على هذه الفائدة.. لكن أرى أن بعض الكلام الذي يكتب هنا إذا كان له وجه أن يجتنب انتقاده، لأن من المعلوم أنه عندما نكتب في الانترنت لاتنصب عنايتنا على النحو، وإنما نكتب على عجل.. ومن ثم قد يقع خطأ سببه عدم التدقيق أو سرعة الترجيح، وليس المتخصص كغير المتخصص.. فأنت إذا كتبت في شيء تترصد الراجح في اللغة، وأنا إذا كتبت في العقيدة أترصد الراجح في العقيدة.. مع مراعاتي لقواعد اللغة، لكن ليست كعناية المتخصص.. فكل يحاول إتقان تخصصه..ثانيا:قلت:.ثم هل الجملة صحيحة ( هل الله يملك عينين ؟ ) فكلمة ( يملك ) هنا لا موضع لها. وعلى هذا المذهب لا يبقى خطأ في الكلام ! أقول:لا أود أن اعتدي على تخصصك.. لكن هذا الإيراد لا تورده علي، بل أورده على الكوفيين والبصريين وغيرهم ممن يخرجون كثيرا من الكلام على أوجه لا تخطر على بال..ثالثا:قلت: ثم قل لي : ما الفرق بين ( إضمارك ) و تقدير ( المؤولة ) : ( وجاء ربك والملك صفا صفا ) إذ قدروه - كما هو معلوم - : وجاء أمر ربك ؟أقول: الفرق.. هذا كلامي.. وذاك كلام رب العالمين.. في كلامي .. أنا الذي أزعم أني قد (أضمرت)، لأني صاحب الكلام، فأنا أدرى بما أردت..أما كلام رب العالمين فلا يستطيع أحد أن يزعم أن الله تعالى قصد ذلك، حتى يرد عن الله البيان في ذلك..رابعا:قلت: المسألة الثالثة : قولك : ثم أين الخطأ النحوي في معنى الكلمة كمثل : استولى، والوعد والوعيد.وأقول لك : راجع كلامي السابق؛ فأنا تحدثت في أول الفقرة عن اللغة لا النحو ( أصحاب العقيدة عليكم باللغة؛ فإن الفرق أخطؤوا في فهم اللغة ... ). والنحو خاص داخل في عموم اللغة.أقول: لم تفهمني.. أنت تراني أخطأت نحويا، ثم كي تبين خطر ذلك استشهدت بأخطاء لغوية تتعلق بمعنى الكلمة، فهل خطأ من يغلط في النحو مثل خطأ من يفسر استوى بمعنى: استولى؟..ولو كان النحو داخلا في عموم اللغة، إلا أن الخطأ في النحو ليس مثل الخطأ الواقع في معنى الكلمة..وقد بينت لك في معنى الآية { ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}، كيف أن النصب أو الرفع لا يمثل إشكالا في تفسير الآية، ولا يفضي إلى تعطيل الصفة كما كنت تظن..وهذا ليس مثل تفسير قوله : { الرحمن على العرش استوى} بمعنى استولى..خامسا: أما قراءة ابن مسعود فمن المعلوم أن الأمة اجتمعت على تركه، ولذا فالقراءة بها لا تجوز، لأن من شروط القراءة التواتر، وأن يكون موافقا للرسم العثماني.. وقراة ابن مسعود ليست كذلك..ثم إن قراءة ابن مسعود مشهورة معلومة، ذكرها ابن جرير وأبو حيان والشوكاني.. وليست هي قراءة ابن مسعود فحسب بل أبي بن كعب أيضا... ولم ينكروها.والمقصود من هذا أنهم ذكروا هذه القراءة، ولم يستنكروا الوجه اللغوي فيها كما أنكرته أنت أيها ( الأصمعي)، ولا يخفاك أن أبا حيان لغوي نحرير.. ومثل هذا لو كان خطأ لما فاته التنبيه عليه..سادسا:أما عن إنكارك احتجاجي بقول الفيروز آبادي فليس في محله، فلم أحتج به في مسألة عقدية، بل في مسألة لغوية، وأنت قد اعترفت بعظمة كتابه..وهو وإن كان ليس من متقدمي اللغويين، فلا يمنع أن أستشهد بكلامه، إذ هو لم يخالف من سبقه فيما نقلته عنه..فهل كنت تظن لمجرد أنه مخالف في العقيدة أن نترك كتبه كلها، ولو كان فيها حقا صوابا؟..الخلاصة: أنظر كيف استنكرت أنت نصب {ذي}.. في الآية، على حد علمك باللغة، لكنك وجدت من العلماء اللغويين العالمين الذين لا يشق لهم غبار يصححون ذلك الوجه، ولا يعارضونه بشيء..فالشاهد أخي الكريم لا تستعجل بالاستنكار فيما تراه، فربما كان له وجه، وربما سبق قلم..أقدر لك تخصصك.. هذا هو ردي...
------------------
abu-sarah@maktoob.com
أبوسارة عضو فعّال عدد مواضيعه: 36
أخي الكريم أبو أحمد!هاك جوابي:أولا:قلت: أرى أن الإجماع غير ثابت وأن الحديث لا يدل بشكل قطعي على ذلك .أقول: كيف يثبت الإجماع عندك؟..هل لا بد على الجميع أن يصرح بما تريد التصريح به؟..ألا يكفي أن العلماء كالأشعري واللالكائي والدارمي وأبي يعلى وابن خزيمة كلهم يحكون عن السلف أنهم يقولون: لله تعالى عينان؟..وحكايتهم عن أهل القرون الثلاثة الاولى المفضلة.. وفوق هذا لم يرد عن أحد منهم مخالفة ذلك أو الاعتراض على ذلك بشيء..فهل هذا لا يكفي في حصول الإجماع؟..يبدو لي أنك بحاجة إلى معرفة حقيقة الإجماع..وانت ترى الحديث لا يدل على ذلك.. فمن سلفك في هذا الاستدلال؟.. هل وجدت أحدا ممن سلف ينكر أن يكون حديث الدجال يدل على العينين؟..أم أن هذا هو فهمك أنت وحدك؟..إذا لم تجد أحدا من العلماء قال بذلك من قبل، فأظن من السلامة لدين الإنسان ألا يأتي بقول لم يسبق إليه خاصة في باب العقيدة..قلت:البصر غير مجهول والكيف غير معقول والسؤال عنه بدعة .أما عبارة : إن لله عينان يرى بهما ، فنكون قد أثبتنا كيفية للرؤية( يرى بعينين ) وإذا قال معترض : كيف يرى بدون عينين ، قلنا له : كما أنه يتكلم بدون لسان ويسمع بدون أذن ..ٍأقول: بل قل: العين غير مجهول، والكيف غير معقول، والسؤال عنه بدعة..ومن قال لك أن إثبات العينين يلزم من إثبات الكيفية.. هذا ليس بلازم..مثل اليدين إثباتهما لا يلزم منه إثبات الكيفية، وكذا الوجه والقدم والساق والأصبع..بل نقول نثبت العينين، لكن لا ندري كيف هما؟، هو يبصر بهما، لكن لا ندري كيف يكون الإبصار؟..هكذا يكون تفويض الكيفية، لا بالطريقة التي سلكتها..أخي هل تعلم أنك أولا وافقت الجهمية في نفي للعينين كما أوردت لك من كلام ابن القيم..والآن وافقت المعتزلة الذين قالوا: سميع بلا سمع، بصير بلا بصر..قلت: ابن عباس... هل تعلم أن ابن عباس قال في تفسير: { واصنع الفلك بأعيننا} قال: بعين الله تعالى.. وفسر ذلك ابن جرير فقال:بعين الله ووحيه يامرك.. عكس ما تقول: أن المفسرين لم يذكروا ذلك..وأما تفسير بمرأى منا، فهو لا يخالف هذا التفسير، بل مؤداها واحد..قلت:أو له عينين اثنتين يرى بهما ،إلا إذا كان مثل ذلك الذي وضع خيطين تحت وسادته ليعلم طلوع الفجر ...أقول:قولك هذا غاية في سوء الأدب مع السلف وإجماع الأمة..ويا أخي لا أراك بهذا القول تريد الحق، حيث صرت تتهم من يقول بغير ما تقول بالغباء وقلة الفهم.. ومن هم إنهم السلف.. وأنت ليس لك سلف إلا نفسك..ولا أريد منك أن تطيل النقاش بعد هذا، وأنت لا تقتدي إلا بنفسك أو بجهمي أو معتزلي..إن كنت تريد الحق حقا، فآت لنا بمن قال مثل قولك صراحة أن الله تعالى ليس له عينولا تقل لنا بأن المفسيرين قالوا: بمرأى منا.. فقد أوردت لك قول ابن عباس، وهذا التفسير لا يخالف ما قاله السلف، والآية واضحة وضوح الشمس، والحديث واضح، وكلام السلف واضح، وأرجو أن يكون بعد هذا واضحا لك أيضا..وأحذر أخي من تقليد الجهمية والمعتزلة، واحذر كذلك من إلغاء سلف الأمة، والتفرد باستنباطات ليس لك فيها إمام.. فخلاصة الكلام، هل لك إمام؟.. لا تقل المفسرين، هم لم يقولوا بمثل ماقلت به، وكلامهم لا ينافي كلام الأئمة الذين ذكروا العينين، وإنما التعارض والمنافاة عندك وحدك..
-----------------
abu-sarah@maktoob.com
|