عرض مشاركة مفردة
  #23  
قديم 14-09-2001, 09:43 AM
محب الاسلام محب الاسلام غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
المشاركات: 347
Post

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته…

أشكر الأخ البكري على محاولة ضبط مسار الحوار رغم صعوبة ذلك…والله المستعان…

قلت في أحدى الردود السابقة في شروطك لإكمال الحوار بقولك: ((أن لا تستدل بالرجال ( أعني: قال فلان، من سلف أو خلف )، مع احترامي وتقديري للصالحين منهم.))
لم أرد التعليق عليه في حينه...
لم أستغرب أنك لا تريد الاستشهاد بكلام التابعين وكلام الأئمة الأربعة الذي أجمعت الأمة على إمامتهم...
لماذا ؟؟؟ لأنك تحكم عقلك في أمر غيبي...
لأنك تريد أن نخوض في علم الكلام و الفلسفه المنهي عنه...
وهذا متعذر عندي...فإن أردت كلام السلف أتينا بهِ لك...

قلت: ((فمن أين لك أن تلصق بي مسألة النزول بعينها؟!!!))

أقول : أما عن إلصاقك بالنزول بعينه فسأنقل نص الحوار كيف كان:

قال محب الاسلام: ((قال الإمام الترمذي رحمه الله في حينما سئل عن حديث نزول الرب: ((النزول معقول والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعه))(1)
هل تثبت النزول نزولاً يليق بجلاله وعظمته وتؤمن به من غير تكييف ولا تأويل أم لا؟؟؟))

قال قلم الحق: ((وأما ما نقلت عن الإمام الترمذي، فأحب تنبيهك أن الإمام من أهل التأويل، وأن المراجع التي أسندت المقالة إليها ليست بذاك في مراعاة الثبوت، فلعلك تأتينا بسندها أو تريحنا بحكمها صحة أو ضعفا مدللا عليه.))

الآن هل أنا من ألصق مسألة النزول أم إنها أصلاً كانت محور النقاش ، المهم نكمل:

قال محب الاسلام: ((لا تفتري على الإمام بلا علم...
إنتبه...أن تحاول نصرة مذهبك هذا شأنك ولكن أن تحاول الأيهام بأن الأمام يأول النزول فهذا غير صحيح))

قال قلم الحق: ((إذا قيل ( الإمام الترمذي ) فهم الناس أنه الإمام الحافظ، وأنت أطلقت اللفظ، فأوهمت ذلك، بينما هو ليس كذلك، ولكن هو: أبو جعفر الترمذي!!! فتأمل))

كان كل الحوار حول النزول فكيف ألصقتها أنا بك ...

وفي محاولة لجعل الإمام الترمذي يتأول النزول أستدليت بما أوردته أنا:

((وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات في الصفات ، ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا . قالوا : قد ثبتت الروايات في هذا ، ويؤمن بها ولا يتوهم ، ولا يقال كيف ، هكذا روي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبدالله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث : أمروها بلا كيف . وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة .))

يؤمن بها بلا كيف ويفوض الكيف لله تعالى ولا يشبه بها أحد من خلقه ولا يعطل صفاته ولم يحرفها ولم يأولها كما تقولون "ينزل ملك أو تنزل رحمته وغيرها"

فسبحان الله العظيم كيف أصبح يأول النزول وأستغفر الله لي ولك من كل ذنب...

ووالله إن كلام الإمام الترمذي رائع حقاً:

((فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم ، وقالوا : إن الله لم يخلق آدم بيده . وقالوا : إن معنى اليد ها هنا القوة
وقال إسحاق بن إبراهيم [ يعني ابن راهوية ] : إنما يكون التشبيه إذا قال : يد كيد ، أو مثل يد ، أو سمع كسمع ، أو مثل سمع . فإذا قال : سمع كسمع أو مثل سمع فهذا تشبيه . وأما إذا قال كما قال الله تعالى : يد وسمع وبصر ، ولا يقول كيف...))


ومناظرات ابن راهويه(توفى:238للهجرة) في مسألة النزول مع بعض المبتدعة في مجلس الأمير عبد الله بن طاهر حقاً رائعة وتستحق النقل فيما بعد...وأوعدك بنقل واحد منها في الرد القادم...

أما قولك : ((وتعليقك على مسألة الاستواء، قد فعلت خيرا بتركك الحكم للقارئ، ولو أني لم أفسره بالاستيلاء...))

أقول يحق لك أن لا تأول الاستواء بالاستيلاء أنه هذا أشتهر عند المعتزلة...

قال الأشعري رحمه الله وهو يصف المعتزله "وقالت المعتزلة {الرحمن على العرش استوى} يعني استولى"
المصدر: [مقالات الإسلاميين 157 و211 رسالة الأشعري إلى أهل الثغر ص233-234 التبيين لابن عساكر 150 وانظر رسائل العدل والتوحيد لمجموعة من المعتزلة 1/216 وشرح الأصول الخمسة 226 ومتشابه القرآن 72 للقاضي عبد الجبار].

قال مالك "أهل البدع الذين يتكلمون في أسماء الله وصفاته وكلامه وعلمه وقدرته ولا يسكتون عما سكت عنه الصحابة والتابعون لهم بإحسان" [ذكره السيوطي في صون المنطق 57].

فهل قال هذا الرسول أو الصحابة أو التابعون لهم بإحسان هذا ؟؟؟أم أنهم أهل البدع...

قلت: ((وأنت ترفض التأويل، فلم يبق إلا المحقيقة، وهي المعاني الخلقية الحسية.))

أقول لا أقول إلا كما قال الرسول وصحابته والتابعين لهم بإحسان...

أما قولك لي بعد إثباتي أنا نزول الرب وعدم تأويلي له: ((فاتقوا الله في العوام والجهال.))

فأسمح لي بإستعارة اللفظ منك...

هناك أكثر من 30 حديث صريح للرسول صلى الله عليه وسلم في هذه المسألة...كلهاصريحه في ذلك...
منها في نزول الرب كل ليله ومنها في نزوله عز وجل في ليله النصف من شعبان وعشيه عرفه...
وجمع بعضهم طرقها فأصبحت حوالي الخمسين...
فهل نقول للرسول ((فاتقوا الله في العوام والجهال.))؟؟؟؟؟؟

كثرت أقاويل السلف في إثبات هذه الصفة لله من غير تأويلها...

سأل ابن منصور أحمد بن حنبل عن النزول فقال : (( ينزل ربنا كل ليله حين يبقى ثلث الليل الآخر إلى السماء الدنيا ، أليس تقول بهذا؟ قال أحمد : صحيح)) (الشريعة للآجري (3/1128) (697) وقال المحقق : إسناده صحيح ، الإبانة الكبرى لابن بطه (3/3/205) وقال المحقق إسناده صحيح ، التمهيد لابن عبد البر(7/174) ، إبطال التأويلات (1/260).)

فهل نقول لأحمد بن حنبل رحمه الله ((فاتقوا الله في العوام والجهال.))؟؟؟؟؟؟

هل أمر على كلام السلف فأسأل سؤالك هذا لهم...؟؟؟؟

والطامة أن مسألة النزول قد أجمع أهل السنة في ذلك الوقت في إثباتها-كسائر الصفات- ولست أنا من يقول ذلك بل نقل الإجماع من الأئمة أكثر من تسعه عشر إماماً منهم : الإمام الاوزاعي وأبوعيسى الترمذي وابوعمر الطلمنكي ومحمد بن حسن الشيباني وزهير بن عباد وحرب الكرماني وابن سريج وزكريا بن يحي الساجي وأبو بكر بن أي داود ومحمد بن الحسين الآجري وابن خفيف ومعمر الأصبهاني وأبو نعيم السجزي وابوعثمان الصابوني وابن عبدالبر وابونعيم ومحمد بن عبد الملك الكرجي وغيرهم...

وجاء الإجماع بعبارات كثيرة منها التصريح بلفظ الإجماع ومنها قول بعضهم : لا يخالف في ذلك إلا أهل البدع والضلال وغير ذلك...
نسأل الله الوقاية من اهل البدع والضلال...

حتى الأشعري رحمه الله وصف أهل السنه بذلك بأكثر من مقال:
وقال وهو يصف أهل السنه في كتاب " مقالات الإسلاميين " ص 295 : ( ويصدقون – أي أهل السنة – بالأحاديث التي جاءت عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن الله – سبحانه – ينزل إلى السماء الدنيا فيقول : ( هل مــن مستغفر ) كما جاء في الحديث عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، ويأخذون بالكتاب والسنة كما قال الله – عز وجل - : ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ) [ سورة النساء الآية 59] ، ويرون اتباع من سلف من أئمة الدين ، وأن لا يبتدعوا في دينهم ما لم يأذن به الله ) أ.هـ .
وقال – رحمه الله – في كتاب " الإبانة " ص 60-61 ما نصه :
( ونصدق بجميع الروايات التي يثبتها أهل النقل من النزول إلى السماء الدنيا ، وأن الرب عز وجل يقــول : ( هل من مستغفر ) ، وسائر ما نقلوه وأثبتوه ، خلافا لما قاله أهل الزيغ والتعطيل ، ونعول فيما اختلفنا فيه عـلى كتاب ربنا – تبارك وتعالى - ، وسنة نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم - ، وإجماع المسلمين وما كان في معناه ، ولا نبتدع في دين الله بدعة لم يأذن بها الله ، ولا نقول على الله ما لا نعلم .
ونقول : إن الله – عز وجل – يجيء يوم القيامة ، كما قال : ( وجاء ربك والملك صفا صفا ) [ سـورة الفجر الآية 22]، وأن الله عز وجل – يقرب من عباده كيف شاء كما قال : ( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) [ سورة ق الآية 16] ، وكما قال : ( ثم دنا فتدلى ، فكان قاب قوسين أو أدنى ) [سورة النجم الآية 8-9] ) أ . هـ .

الآن اترك كلامك يذهب لمن يستحقه...

اتقوا الله في العوام والجهال

[ 14-09-2001: المشاركة عدلت بواسطة: محب الاسلام ]
__________________
web page