الموضوع: حوار مع شهيد..
عرض مشاركة مفردة
  #25  
قديم 03-12-2006, 01:56 PM
ابوذرالسلفي ابوذرالسلفي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2006
المشاركات: 77
إفتراضي

فانظر إلى هذه القيود العظيمة للخروج على ولاة الأمور وهي :

1ـ علقت الخروج على الرؤية ، وليست مجرد أقاويل ، وإشاعات ، وتخرصات ، وظنون .

2ـ أن يكون كفراً بواحاً ، أُعْـلِـن وظهر ، وليس خافياً مستتراً .

3ـ عندنا من الله فيه برهان . والبرهان هو : الحجة القاطعة ، التي لا تقبل تأويلاً . وقوله عليه الصلاة والسلام :من الله أنه لا عبرة بقول أحد من العلماء مهما بلغ في العلم إذا لم يعضده الدليل ( وهذا كلام اللجنة الدائمة بتصرف يسير مني )
ومن الغرائب إن بعض ممن ينتسب للعلم يسمي هؤلاء فئة باغية وهذا من العجائب فأن الفئة الباغية من شروطها التي ذكرها أهل العلم إن تكون لهم قدرة وشوكة وهؤلاء لا يخرجون متنقلين من أوكارهم إلا بملابس نسائية كما هو الواقع يشهد بذلك لكن نحن في زمن العجائب

 والبغاة لايكفرون المسلمين ويعتمدون على تأويل سائغ أخطأو في تطبيقه

ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية عندما قال : " لا يعرف لطائفة من طوائف المسلمين ، خرجت على حاكم من الحكام ، إلا وحصل من المفاسد ، أعظم من المصالح التي كانت ترجى " . وما قاله هذا الإمام العظيم إنما هو استقراء لتاريخ الأمة وقد قتل الحسين رضي الله عنه ثم حصل ما حصل في فتنة الحرة ثم فتنة ابن الأشعث ليست خافية التي أصيبت بها الأمة وقتل فيها أخيار ولقد ذكر أبو الحسن الأشعري في مقالات الإسلاميين خمسة وعشرين خارجاً كلهم من آل البيت لم يحصل من جراء ذلك إلا الفساد الأعظم وفي التاريخ عبرة لمن أعتبر.

ختاماً لهذا الأصل : نبين مسألة مهمة في قضايا الخروج ، وآمل أن تتسع القلوب لها ، وهي : الخروج يكون بالكلمة ، وإليك الدليل على ذلك ففي الصحيحين ، أن أسامة بن زيد  قيل له: " تدخل على عثمان لتكلمه فقال أسامه رضي الله عنه أترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم ؟ والله لقد كلمته فيما بيني وبينه ولا أفتح أمراً أكون أول من فتحه " .
قال الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله : قصد أسامة  أنه لو حصل الإنكار جهراً وفُتِحَ هذا الباب لحصل منه فتن عظيمة .
وقد أورد ابن أبي شيبة في مصنفه بإسناد صحيح ما يوضح هذا الأمر العجيب ، وهو : أن الخروج يكون بالكلمة .
فعن عبد الله بن عكيم أنه قال : لا أعين على دم خليفة بعد عثمان رضي الله عنه فقيل يا أبا معبد أو أعنت على دمه قال رضي الله عنه كنت أعد ذكر مساوئه عونا على دمه . هذا فقه السلف . ذكر المعايب والأخطاء ، والتشهير بها من فوق المنابر ، يعد خروجاً على الأئمة .

وفي سنن الترمذي عن زياد العدوي كنت مع أبي بكرة رضي الله عنه تحت منبر ابن عامر وعليه ثياب رقاق فقال أبو بلال : أنظروا إلى أميرنا يلبس ثياب الفساق فقال أبو بكرة اسكت سمعت النبي يقول : من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله . ( حسنه الألباني ) فانظر رحمك الله كيف زجره أبو بكرة وأخبره بهذا الحديث لما غمز في السلطان من تحت المنبر فكيف بمن يشهر بهم من فوق المنبر.وهذا الصنف من الناس يسمى عند علماء الأمة القعديه أي قعديه الخوارج وقد لايخرجون وإليك الآن تشديد سلف الأمة في هذا الأمر العظيم :

قال الإمام أحمد رحمه الله في أصول السنة من خرج على إمام من أئمة المسلمين فقد شق هذا الخارج عصا المسلمين وخالف الآثار وإن مات هذا الخارج مات ميتة الجاهلية ومن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السنة ). وفي الحلية لأبي نعيم أن الفضيل ابن عياض قال : ( لو كان لي دعوة مستجابة لجعلتها للسلطان فقام ابن المبارك وقبل رأسه ) . وقال الإمام أبو زرعه في عقيدته: ( أدركنا العلماء في جميع الأمصار وما يعتقدون فذكر أمور منها: عدم الخروج على الأئمة، ونسمع ونطيع لمن ولاة عز وجل أمرنا، ولا ننزع يداً من طاعة ). وقال الإمام النووي في شرح مسلم : ( وأما النصيحة لأئمة المسلمين فمعاونتهم على الحق وطاعتهم فيه وترك الخروج عليهم وتآلف قلوب الناس لطاعتهم ). قال الإمام الطحاوي رحمه الله في عقيدته : ( ولا نرى الخروج على أئمتنا ، وولاة أمورنا ، وإن جاروا وظلموا ، ولا ننزع يداً من طاعة ، ونرى طاعتهم من طاعة الله فريضة، ما لم يأمروا بمعصية، وندعو لهم بالصلاح والمعافاة ) وقال الإمام البر بهاري رحمه الله في عقيدته : " وإذا رأيت الرجل يدعو لولي الأمر ، فاعلم أنه صاحب سنه ، وإذا رأيت الرجل يدعو على ولي الأمر ، فاعلم أنه صاحب بدعه ".

وقال شيخ الإسلام رحمه الله كما في الفتاوي وطاعة ولاة الأمور ومناصحتهم واجبة على المسلم وإن استأثروا عليه ). والحافظ ابن رجب رحمه الله تكلم بكلام عظيم في كتابه : "جامع العلوم والحكم" في موضعين : الأول : في شرح حديث " الدين النصيحة " قال : " وأما النصيحة لأئمة المسلمين : فحب صلاحهم ، ورشدهم ، وعدلهم ، وحب اجتماع الأمة عليهم ، والتدين بطاعتهم ، ومعاونتهم على الحق ، وتذكيرهم به وتنبيههم برفق ولطف ، ومجانبة الوثوب عليهم ، والدعاء لهم بالتوفيق ، وحث الأخيار على ذلك " .

الموضع الثاني: في شرحه لحديث " العرباض بن سارية  " قال :أما السمع والطاعة لولاة أمور المسلمين ، ففيها سعادة الدنيا ، وبها تنظيم مصالح العباد ، ومعاشهم ، ثم نقل كلاماً نفيساً عن الحسن البصري رحمه الله ، يكتب بماء الذهب ، قال رحمه الله : ( والله لَمَا يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون " أي الحكام " والله إن طاعتهم لغبطة ، وإن فرقتهم لكفر " . الله أكبر ! يا سيد التابعين يقول إن طاعتهم لغبطة ، وفرقتهم لكفر. يقول هذا الكلام ، ومن كان أميره على العراق ؟ إنه الحجاج بن يوسف الثقفي ، الذي لا يخفى على عوام المسلمين أفاعيله ، فضلاً عن طلاب العلم . لكن عدل السلف ، وتمسكهم بالدين ، ومجانبة الهوى ، تجعلهم لا يخرجون عن كلام الوحيين قيد أنملة . والحسن في قوله هذا له سلف من الصحابة ، فالصحابي الجليل عبد الله ابن عمر  ، في فتنة الحَرَّة بالمدينة ، جمع آل الخطاب جميعاً وقال لهم : إنا أعطينا بيعتنا لهذا الرجل ، يقصد يزيد بن معاوية ، ثم قال: والله من خرج منكم عليه ، فلن أكلمه أبداً . ثم استشهد لهم بحديث ، أنه  قال " ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة ، ينصب عند إسته ". أخرجه مسلم ، يزيد بن معاوية ، والحجاج ، يعلم المسلمون أخطاؤهم ، وسفكهم لدماء الأمة ، ومع ذلك ، هذا موقف السلف منهم . وقال العلامة ابن القيم رحمه الله في " مفتاح دار السعادة " ( والاشتغال بالطعن عليهم ، والعيب والذم لهم ، هو فعل الرافضة ، والخوارج والمعتزلة ) .( يقصد الطعن في الحكام ). وقال الإمام الشوكاني رحمه الله في " السيل الجرار " ينبغي مناصحة أئمة المسلمين ، ولا يظهر الشناعة عليهم على رؤوس الأشهاد ولا يجوز الخروج عليهم ، وإن بلغوا في الظلم أي مبلغ ، ما أقاموا الصلاة ).( والأحاديث الواردة في هذا المعنى متواترة ).

واسمع للإمام المجدد ، محمد عبد الوهاب رحمه الله ، والذي ندين الله به ، أن له دينا في رقابنا ، بدعوة التوحيد ، التي صدع بها ، بدون قريب ، أو معين في أول وقته ، قال : في الأصول الستة رحمه الله :الأصل الثالث إن من تمام الاجتماع ، السمع والطاعة، لمن تأمر علينا ، ولو كان عبداً حبشياً ، فبين النبي  هذا بياناً شائعاً ذائعاً بكل وجه من أنواع البيان ، شرعاً وقدراً ، ثم صار هذا الأصل لا يعرف عند أكثر من يدعى العلم ، فكيف العمل به. رحم الله هذا الإمام رحمةً واسعةً . والله إن هذا الأصل لا يعرف عند أكثر من يدعي العلم ، فكيف العمل به .