عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 13-06-2000, 11:46 AM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post

إلى الاخوة الكرام
كل عام وأنتم بخير
ونذكر أنفسنا والجميع أن الابتعاد عن البدعة أولى، وقد خص شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه (اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم) فصلاً عن عيد ميلاد النبي؛ صلى الله عليه وسلم؛ وبين بدعيته، ولكنه أضاف إليه ملاحظة أن بعض الناس قد يؤجرون على الاجتماع فيه بنيتهم لتعظيم النبي؛ صلى الله عليه وسلم؛ طالما تجنبوا البدع كالاختلاط والمنكرات وغيرها. ومن أراد التوسع فليرجع إليه في مظانه بالتفصيل.

ونحن نقترح اهتمام المدارس والمعاهد التربوية في هذه الأيام بأن تخصص جزءا من مناهجها للتذكير بسيرة النبي ؛ صلى الله عليه وسلم؛ ومواقفه، ودعوته، وصبره، وأخلاقه إلخ ليصير قدوة للناشئة.

وفيما يلي بعض فتاوي العلماء في حكم إحياء هذه الذكرى:
[فائدة في فتاوى الحافظ السيوطي في باب الوليمة:
سئل عن عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول ما حكمه من حيث الشرع، وهل هو محمود أو مذموم؟ وهل يثاب فاعله أو لا؟
قال: والجواب عندي أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس وقراءة ما تيسر من القرآن ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي؛ صلى الله عليه وسلم؛ وما وقع في مولده من الآيات، ثم يمد لهم سماط يأكلونه وينصرفون زيادة على ذلك، من البدع الحسنة التي عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي؛ صلى الله عليه وسلم؛ وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف [إعانة الطالبين3/363]

[في فتاوى الحافظ السيوطي في باب الوليمة أنه وقع السؤال عن عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول ما حكمه من حيث الشرع؟ وهل هو محمود أو مذموم؟ وهل يثاب فاعله أو لا؟ قال: الجواب إن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس وقراءة ما تيسر من القرآن ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي؛ صلى الله عليه وسلم؛ وما وقع في مولده من الآيات، ثم يمد لهم سماط يأكلونه وينصرفون زيادة على ذلك، من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي؛ صلى الله عليه وسلم؛ وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف.
ثم ذكر أن أول من أحدث فعل ذلك الملك المظفر، صاحب أربل، وأنه كان يحضر عنده في المولد النبوي أعيان العلماء والصوفية، وأن الحافظ أبا الخطاب بن دحية صنف له مجلداً في المولد النبوي سماه (التنوير في مولد البشير النذير).
ثم ذكر أنه سئل شيخ الإسلام حافظ العصر، أبو الفضل، أحمد بن حجر، عن عمل المولد؟ فأجاب بما نصه:
أصل عمل المولد بدعة، لم ينقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة، ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها، فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة حسنة، ومن لا، فلا.
قال: وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت، وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي؛ صلى الله عليه وسلم؛ قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسألهم، فقالوا: (هذا يوم أغرق الله فيه فرعون، ونجى موسى، فنحن نصومه شكراً لله تعالى) فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما من به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نقمة، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة، والشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة، ونصف نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي، نبي الرحمة، في ذلك اليوم، وعلى هذا فينبغي أن يتحرى اليوم بعينه حتى يطابق قصة موسى في يوم عاشوراء، ومن لم يلاحظ ذلك لا يبالي بعمل المولد في أي يوم من الشهر، بل توسع قوم فنقلوه إلى يوم من السنة، وفيه ما فيه. هذا ما يتعلق بأصل عمله، وأما ما يعمل فيه فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم ذكره من التلاوة والإطعام والصدفة وإنشاد شيء من المدائح النبوية والزهدية المحركة للقلوب إلى فعل الخير والعمل للآخرة، وأما ما يتبع ذلك من السماع واللهو وغير ذلك فينبغي أن يقال ما كان من ذلك مباحا بحيث يتعين للسرور بذلك اليوم، لا بأس بإلحاقه به، ومهما كان حراماً أو مكروهاً فيمنع، وكذا ما كان خلاف الأولى)انتهى.
ثم ذكر أن الحافظ ابن ناصر الدين قال في كتابه المسمى (بورد الصادي في مولد الهادي) قد صح أن أبا لهب يخفف عنه عذاب النار في مثل يوم الاثنين لإعتاقه ثويبة سروراً بميلاد النبي؛ صلى الله عليه وسلم. [حواشي الشرواني7/422].
والله تعالى أعلم بالصواب.