الموضوع: حوار مع شهيد..
عرض مشاركة مفردة
  #29  
قديم 03-12-2006, 02:03 PM
ابوذرالسلفي ابوذرالسلفي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2006
المشاركات: 77
إفتراضي

خاتمة
ونحن لا نشك في صدق طلاب العلم في بلادنا صغارهم قبل كبارهم لكن بيان هذا الأصل يتعين لكل من يعمل في حقل الدعوة فقد أدى علمائنا الدور المناط بهم وبقي دور طلاب العلم.

والذي يتردد في طرق هذا الأصل فليتذكر الوعيد الشديد في ذم من يشتري بآيات الله ثمناً قليلاً والشراء ليس بالمال فقط إنما بالوجاهة وخشية تصنيفه أو عدم دعوته للمخيمات الدعوية أو المراكز الصيفية.كما نشاهد اليوم
وإذا لم يتم طرق هذا الأصل الآن فمتى ذلك

رابعاً : ذكر بعض التهم حول العلماء ، والردّ عليها :

هناك تُهَمٌ تلوكها الألسن حول العلماء ، لا بد من ذكرها ، ثم الرد عليها . أولاً : أن العلماء لم يقولوا كلمة الحق . ويفتون حسب هوى فلان وفلان . ونقسم بالله ، أن علماؤنا قالوا كلمة الحق ، وبينوا ، ونصحوا . ويقول فضيلة الشيخ العلامة صالح اللحيدان حفظه الله ،العالم الناصح الأمين ، دافعاً هذه التهمة : " والله إن لي في مجلس القضاء ، وهيئة كبار العلماء أكثر من ثلاثين سنة ، والله ما أفتينا يوماً إلا بما ندين الله به " .

ونحن نقول والله صدق الشيخ ، حفظه الله ، ولو لم يحلف . أما أنهم لم يقولوا كلمة الحق ، فو الله إنهم يقولونها ليلا ونهاراً ، لحكام هذه البلاد ، ولكن بالطريقة الشرعية ، ووفق منهج أهل السنة . ويقول الشيخ العلامة محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ : ليس بالضروري أن نخبر الناس ، بما نناصح به ولاة الأمور ؛ فإن في ذلك محذورين شرعيين هما:

1- أن هذا الفعل ينافي الإخلاص .

2- أن في ذلك تأليباً لقلوب العامة على ولاة أمور المسلمين . انتهى كلامه رحمه الله رحمةً واسعة .
ولا ندري - والله – ما هو الأمر الذي لم يبينه علماؤنا ؟ فهذه دروسهم قائمة. وعلمهم منشور ، في بطون الكتب والأشرطة ، وأجهزة الإعلام .

ثانياًُ : من أعظم التهم التي فصلت الأمة عن علمائها : أن علمائنا لا يفقهون الواقع . وهذه فرية عظيمة ، وهي تهمة على ألسنة صغار طلاب التحفيظ اليوم ، قبل الكبار . حتى صارت هذه الفرية من الثوابت والمسلمات ، في أذهان الشباب .
وقبل سنتين ، خرج داعية مشهور في بلادنا ، على إحدى القنوات ، وقال : " إن العلماء لم يبينوا ، ولم يقولوا كلمة الحق " فقال له المذيع : لماذا لم يتكلم العلماء ؟

قال : " خوفهم على مناصبهم ، وكراسيهم ، وعدم فهمهم للواقع ".
إذن : التهمة ليست قديمة . وهذا الداعية نفسه في لقاء له مع إحدى المجلات الإسلامية ، يقول : ذهبت أنا ، وفلان الداعية ، إلى الشيخ يوسف القرضاوي وطلبنا منه ، تشكيل لجنة عالمية إسلامية للفتوى ، تكون بعيدة عن الضغوطات السياسية ، وأوامر الحكام . هذا داعية مشهور ، من هذه البلاد. ماذا يفهم صغار الطلاب من هذا الكلام ؟ من يقول هذا الكلام ، هل يعترف بهيئة كبار العلماء ؟ ولذلك لا تعجب عندما يحرم العلماء التفجيرات ، والاغتيالات ، وحمل السلاح ، في بلاد المسلمين ، ثم ترد الفتوى من بعض الشباب ؛ لماذا ؟ لأنها تمت تحت الضغوطات السياسية بزعمهم .
وسوف أثبت لك بالدليل أن علماؤنا أفقه الناس بواقعهم .

1ـ عندما ابتلع حزب البعث الضال دولة الكويت ، ووضع مائة ألف بعثي على الحدود ، أفتى كبار علماء البلاد بجواز الاستعانة بالقوات الأجنبية . أزبد الشباب ، وأرعدوا ، وقالوا : هذا احتلال ، وكادت أن تنزل بالبلاد فتنة داخلية ، خلاف فتنة البعث، وأقسم بالله أني سمعت من بعض الشباب في تلك الأيام من يسئل عن الموقف الصحيح في حالة دخول البعث لبلاد الحرمين.وصل الحال بالشبيبة ان يشككوا في شرعية الدفاع عن بلاد الحرمين ضد البعث الغاشم
لكن الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في أول محاضرة له ، بعد جلاء القوات.، قال - رحمه الله - الحمد لله ، دحر البعث ، ورحلت القوات . واتضح أن فتوى العلماء هي الصائبة . " فمن افقه الناس بواقعهم " ؟

2ـ في بداية أحداث الجزائر ، جاء ثلاثة من شباب الجزائر إلى الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله - في موسم الحج ، وحاولوا أن يأخذوا فتوى ، بجواز الاعتصامات ، والمظاهرات ، ولكن الشيخ منعهم ، وقال : إن لم يكن هذا خروج الآن ، وحمل السلاح ، فسوف يُحْمَلُ السلاح غداً .

ذهبوا إلى الشيخ العلامة المحدث الألباني – رحمه الله - في الأردن ، ووجدوا نفس الجواب .

وكذلك الإمام ابن باز- رحمه الله – وجدوا عنده نفس الجواب . رحم الله علمائنا رحمةً واسعة وجزاهم الله عنا خير الجزاء .
تركوا علماء الأمة ، الراسخين في العلم ، وأخذوا بفتاوى أبي فلان ، في بريطانيا ، وأم فلان في إيطاليا ، وبدئت الفتنه أولاً بالاعتصامات والمظاهرات ثم حملوا السلاح ، وقامت فتنة ، أكلت الأخضر واليابس ، منذ أكثر من أربعة عشر عاماً . كما توقع الشيخ رحمه الله . فو الله : الواقع يقول لك : لا كراسي حصلوا ، ولا دعوة استقامت لهم ، ومن أراد أن يذرف الدمع على شباب الجزائر ، فليرجع إلى شريط لقاء شباب الجزائر ، ببعض علماء هذه البلاد ، عبر الهاتف .