الأخ الحبيب أشعري
وإليك مساهمة أخرى لعلها تفيدك ، وهي كلام العلامة خليل بن إسحاق الجندي المالكي ، وهو من أعلام فقهاء المالكية ، ومختصره الفقهي عليه معول المالكية شرقا وغربا فوضع عليه من الشروح والحواشي ما يزيد على المائة ، عدا عن الاختصار وغيره .
وما سأنقله مأخوذ من منسكه الذي طبع قديما ، وقد سمعت أن بعض الأخوة بارك الله فيهم طبعوه حديثا ، وإليك كلامه رحمه الله تعالى :
يقول : (( فإذا خرج الإنسان من مكة فلتكن نيته وعزيمته وكليته في زيارته صلى الله عليه وسلم وزيارة مسجده وما يتعلق بذلك ، لا يشرك معه غيره ، لأنه عليه الصلاة والسلام متبوع لا تابع ، فهو رأس الأمر المطلوب والمقصود الأعظم ، وزيارته – صلى الله عليه وسلم – سنة مجمع عليها ، وفضيلة مرغب فيها . قاله القاضي عياض في الشفا ، وعن ابن عمر أن زيارته عليه الصلاة والسلام واجبة ، قال عبدالحق في التهذيب : يعني وجوب السنن المؤكدة ...))
إلى أن قال رحمه الله وهو موضع الاستشهاد :
(( وليتوسل به – صلى الله عليه وسلم – ويسأل الله بجاهه ، إذ التوسل به – صلى الله عليه وسلم – هو محل حط جبال الأوزار وأثقال الذنوب ، لأن بركة شفاعته عليه الصلاة والسلام وعظمها عند ربه لا يتعاظمها ذنب ، ومـــن اعتــــقـــد خــــلاف ذلك فهــــو المحــــروم الــــذي طـمـــــس الــلــــه بصـــيـــرتـــه وأضـــــــل ســــــريـــرته ،
ألم تسمع قوله تعالى : ((ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ))؟ .
انتهى كلامه رحمه الله
ومرة أخرى نقول للأخوة ليست المسألة مسألة هفوة من عالم هنا أو هناك ، بل هي عقيدة راسخة لم يشكك فيها أحد من علماء أهل السنة والجماعة إلى أن جاء ابن تيمية ببدعته .
والله الموفق للصواب وإليه المرجع والمآب .
|