الردود: 1,967   نبذة عن حياة الامام البوصيري  
 
-------------------------------------------------------------------------------- 
 
هو : ( محمد بن سعيد بن حماد بن عبد الله الصنهاجي البوصيري المصري ) شرف الدين 
 
أبو عبد الله . 
 
يقول في ( الأعلام ) : شاعرٌ ، حسن الديباجة ، مليح المعاني ، نسبته 
 
إلى ( بوصير ) بمصر ، وأصله من المغرب ، من قلعة حمّاد ، له ديوان 
 
شعر مطبوع ، وأشهر شعره البردة . انتهى 
 
للبوصيري قصائد كثيرة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن 
 
أشهرها – كما ذكرنا – هي البردة ، فبالإضافة إلى جمال معانيها ، 
 
وصدق عباراتها ، فإنها ارتبطت بقصةٍ مع ناظمها – البوصيري – 
 
رحمه الله تعالى . 
 
أما القصة فقد ذكرها الذين ترجموا للناظم ، كما ذكرها شُرّاح البردة 
 
وهم كُثر ، أذكر منهم : الشيخ ( عمر بن أحمد الخريوتي ) حيث شرح 
 
البردة في كتاب أسماه ( شرح الخريوتي على البردة ) وهو مطبوع 
 
وقد وضع في نهايته تقريظاً لعالِمَين جليلين هما :  
 
( الشيخ إبراهيم الباجوري – والشيخ إبراهيم السقا )  
 
كما أن الطبعة ذاتها قد وُضع على هامشها شرح آخر للبردة ، وهو 
 
للشيخ : ( محيي الدين محمد بن مصطفى المعروف بشيخ زادة ) 
 
وكلا الشارحين روى القصة التالية ، نرويها ببعض التصرف : 
 
أصيب الناظم – رحمه الله – بمرض الفالج ، أو ما يُسمى الآن 
 
بالشلل النصفي ، وأُقعد ، فنظم هذه القصيدة ناوياً بها الإستشفاء 
 
وبعد نظمه لها ، رأى في منامه النبي صلى الله عليه وسلم ، فقرأ 
 
عليه قصيدته تلك ، فمسح النبي صلى الله عليه وسلم بيده الكريمة 
 
على جسمه ، فقام من نومه معافىً بإذن الله تعالى . 
 
فلاعجب إذاً أن يكون لهذه القصيدة العصماء هذا الإنتشار وهذا  
 
القبول عند العامة والخاصة . 
وله – رحمه الله – قصائد أخرى في المديح : 
 
أولاً : المطولات : 
 
1 – الهمزية : وهي أطول قصائده في المديح النبوي ، وعدد 
 
أبياتها : خمسمائة وسبعة عشر بيتاً ، ومطلعها : 
 
{ كيف ترقى رقيّك الأنبياء*****يا سماءً ما طاولتها سماءُ } 
 
2 –البائية الأولى : وعدد أبياتها سبعة وتسعون بيتاً ، ومطلعها : 
 
{ أزمعوا البين وشدّوا الرّكابا***فاطلبِ الصبر وخلّ العِتابا } 
 
3 – البائية الثانية : وعدد أبياتها : مائة وثمانية أبيات ، ومطلعها : 
 
{ بمدح المصطفى تحيا القلوب**وتُغتفر الخطايا والذنوبُ } 
 
4 – البائية الثالثة : وعدد أبياتها : مائة وستة عشر بيتاً ، ومطلعها : 
 
{ وافاك بالذنب العظيم المذنبُ**خجلاً يُعنّفُ نفسهُ ويؤنبُ } 
 
5 – الحائية : وعدد أبياتها : تسعة وخمسون بيتاً ، ومطلعها : 
 
{ أمدائحُ لي فيكَ أم تسبيحُ***لولاك ما غفر الذنوب مديحُ } 
 
6 – الدالية : وعدد أبياتها : تسعة وتسعون بيتاً ، ومطلعها : 
 
{ إلهي على كل الأمور لك الحمد**فليس لِما أوليت من نعمةٍ حدّ } 
 
7 –الرائية : وعدد أبياتها : أربعون بيتاً ، ومطلعها : 
 
{ يا ربّ صل على المختار من مضر*والأنبيا وجميع الرسل ما ذُكروا} 
 
8 – اللامية الأولى : وعدد أبياتها : مائتان وسبعة وثمانون بيتاً 
 
ومطلعها :  
 
{ جاء المسيح من الإله رسولا**فأبى أقلّ العالمين عقولا } 
 
9 – اللامية الثانية : وعدد أبياتها : مائتان وأربعة أبيات ، ومطلعها : 
 
{ إلى متى أنت باللذات مشغولُ**وأنت عن كل ما قدّمت مسؤولُ } 
 
10 – الميمية المشهورة : وعدد أبياتها : مائة وأربعة وسبعون 
 
بيتاً ، ومطلعها : 
 
{ أمن تذكّرِ جيرانٍ بذي سلمِ**مزجتَ دمعاً جرى من مقلةٍ بدم } 
 
11 – النونية : وعدد أبياتها : واحد وستون بيتاً ، ومطلعها : 
 
{ سارت العيس يردّدْن الحنينا*ويُجاذِبْن من الشوق البُرينا } 
 
ثانياً : المقطوعات : 
 
1 – اللامية : وعدد أبياتها : عشرة أبيات ، ومطلعها : 
 
{ مدح النبي أمان الخائف الوجل*فامدحه مرتجلاً أوغيرَ مرتجل } 
 
2 – الميمية : وعدد أبياتها : ستة عشر بيتاً ، ومطلعها : 
 
{ محمد أشرف الأعراب والعجم*محمدٌ خيرُ من يمشي على قدم } 
 
3 – التائية : وعدد أبياتها : ثمانية أبيات ، ومطلعها : 
 
{ الصبح بدا من طلعته ***** والليل دجا من وفرته } 
 
وسنقتطف من بستان البوصيري بعض الزهور الفوّاحة ، والتي 
 
زرعها في بردته ، وسقاها من معين حبه للمصطفى عليه الصلاة 
 
والسلام : 
 
يقول عندما يشكو الغرام : 
 
أيحسب الصبّ أنّ الحبّ منكتم** ما بين منسجمٍ منه ومضطرم 
 
لولا الهوى لم تُرِقْ دمعاً على طللٍ*ولا أرِقتَ لذكر البان والعلم 
 
فكيف تنكر حباً بعدما شهدت***به عليك عدول الدمع والسقم 
 
نعم سرى طيف من أهوى فأرقني*والحب يعترض اللذات بالألم 
 
يا لائمي في الهوى العذري معذرةً*مني إليك ولو أنصفت لم تلُم 
 
محّضتني النصحِ لكن لست أسمعه*إن المحب عن العذال في صمم 
 
ويقول عند مدحه للنبي صلى الله عليه وسلم : 
 
محمدٌ سيد الكونين والثقليـــــن والفريقين من عُربٍ ومن عجم 
 
نبينا الآمر الناهي فلا أحدٌ***أبرّ في قول لا منه ولا نعم 
 
هو الحبيب الذي تُرجى شفاعته*لكل هول من الأهوال مقتحَم 
 
فاق النبيين في خَلقٍ وفي خُلُقٍ**ولم يدانوه في علم ولا كرم 
 
وكلهم من رسول الله ملتمس**غرفاً من البحر أو رشفاً من الديم 
 
فهو الذي تمّ معناهُ وصورتُه**ثم اصطفاهُ حبيباً بارىءُ النسم 
 
منزّهٌ عن شريك في محاسنه**فجوهر الحسن فيه غيرُ منقسم 
 
وانسُبْ إلى ذاته ما شئت مِنْ شرف*وانسُبْ إلى قدره ما شئت من عِظَم 
 
فإنّ فضل رسولِ الله ليس له**حدّ فيُعرِبَ عنه ناطق بفم 
 
فمبلغ العلم فيه أنه بشرٌ*****وأنه خير خلق الله كلهم 
 
لاطيبَ يَعْدِلُ ترباً ضمّ أعظمَه*طوبى لمنتشقٍ منه وملتثم 
  
		
	
		
		
		
		
			
				__________________ 
				السيد عبد الرازق
			 
		
		
		
		
	
		
		
	
	
	 |