عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 18-06-2000, 11:24 AM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post

يؤسفني أن تدور في حلقة مفرغة، مع أنك ذكرت في أول تعليقك (نرجوا عدم التعصب)، ذلك لأنك لم تقرأ ما كتبنا عن قول الإمام علي في تذكير عمر بن الخطاب (رضي الله عنهما) في تحريم النبي (صلى الله عليه وسلم) للمتعة. وأعدت النقل عن ابن عباس (رضي الله عنهما) ورأيه في الإباحة معروف، وعودته عن قوله كذلك معروف لطلاب العلم. وله آراء منفردة في غير المتعة.

وتجاهلت الحوار الذي نقلناه سابقاً بين الإمام علي وابن عباس في قول علي بأن رسول الله حرم المتعة في حجة الوداع (أي ذكر المسلمين بها مجدداً، ذلك لأن بعض الذين حرموا بحليتها سابقاً لم يعرفوا بتحريمها لاحقا، بسبب عدم وجود أجهزة اتصال كالتي نملكها اليوم، فتم التذكير في حجة الوداع، ثم ذكر بها عمر، وشدد في النكير على مرتكبها).

وأما ما نقلته من أقوال الإمام علي في موضوع تذكير عمر بحرمة المتعة فحجة لنا لا لك، فهو قد ذهب مذهب عمر في التحريم، ولم يذهب مذهب ابن عباس في الإباحة.

وأما (المصلحة) التي عبت علينا ذكرها، فأرجو أن تعيد قراءة ما كتبناه عن ضوابطها الشرعية، وميادينها، وكيف يكون الترجيح بين قولين من أقوال النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي وجه المسلمين في بعض الأمور بأكثر من قول توسعة عليهم، وتحقيقاً لمصالحهم الشرعية.

أما اتهام المحدثين جزافاً بالكذب فأمر أتركك فيه إلى موقفك يوم القيامة بين يدي الله عز وجل. واعتقادي أن هؤلاء هم الذين حموا الشريعة ممن ابتدعوا وأفسدوا واخترعوا من الأقوال ونسبوها إلى من ادعوا عصمتهم، لاسيما (الغائب) الذي لم يره أحد، ولم يلتق به سوى السفراء، ولم يتلق عنه أحد إلا من خلال الرقاع، ثم انقطع الأمر حتى من السفراء. ومع ذلك فهناك من جمع كتاباً يدعي فيه رؤية أشخاص بأعيانهم بلغوا من التميز حداً كافأهم فيه (الغائب) برؤيته وسماعه والنقل عنه. فهل بعد هذا من موضوعية في النقل، والفرق لم تعرف الإسناد، وإنما قلدوا فيه علماء الحديث أصحاب الصحاح والمسانيد، والرواية عن المجهول لا تؤثر عندهم في صحة النقل، لأن ضوابط النقل لا تتعلق بالرجال ولكن تتعلق بالسند ومدى مطابقته لقواعد مذهبهم وقولهم في عصمة (الأئمة) المنقول عنهم(؟)

وأما القول المنسوب إلى الإمام علي (رضي الله عنه): (لولا أن عمر رضي الله عنه نهى عن المتعة ما زنى إلا شقي) فهو عين المنسوب إلى ابن عباس. وهل يعني ذلك أن الذي يزني ممن يعتقد بحرمة المتعة ليس شقياً؟ وهل يعني ذلك أن علياً التزم بقول عمر بغير وجه حق فلم يبح ما يعتقده حقاً ورفع الشقاوة عن الزناة؟

هلا اتقينا الله في الكتاب والسنة؟
ألا تعلم أن الكتاب والسنة حجة على كل مسلم بما فيهم علي وذريته؟