الموضوع: جيران العرب 2
عرض مشاركة مفردة
  #24  
قديم 11-12-2006, 10:44 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

العلاقات التركية الأوروبية:

تعتبر الاتفاقية التي وقعت في 12/9/1963 بين تركيا والجماعة الأوروبية، الحجر الأساس في انطلاقة العلاقات بين الطرفين. وعلى الرغم من أن توركوت أوزال كان يعارض انضمام تركيا للجماعة الأوروبية، عندما كان رئيسا لهيئة التخطيط قبل انقلاب عام 1980، إلا أنه في عام 1987 قد غير رأيه عندما رأى حجم الصادرات الصناعية التركية الى أوروبا، فبعد أن كانت صادراتها قبل عام 1980 تصل لحوالي 3 مليار دولار، أصبحت عام 1987 تزيد على 9 مليار دولار ، كانت نسبة الصادرات الصناعية منها تشكل 79% في حين كانت نسبة الصادرات الصناعية عام 1980 لا تشكل إلا حوالي 35% من الصادرات.. وقد دافع أوزال عن تراجعه عن موقفه من منطلق اقتصادي ..

وقد لاحظت في عدة زيارات لتركيا، أن الأوروبيين يستفيدون من تركيا أكثر مما يمكن أن تستفيد منهم ففي ثلاث مدن صناعية زرتها خلال عشر سنوات، لاحظت في مدن مثل أنقرة واستانبول واسكيشير، أن هناك مدنا صناعية تتبع لتلك المدن ففي أنقرة بلغ العاملون في المدينة الصناعية حوالي نصف مليون حرفي وفني و مهندس، في حين تبلغ أعدادهم في المدينة الصناعية في (توب كابي) حوالي ربع مليون.. وكانت الصناعات في تلك المدن يشحن معظمها لأوروبا، وكانت تستفيد من انخفاض أجور العمالة، إضافة لاستخدام جذور صناعية أقل جودة من تلك التي تباع في أوروبا، فشركات مثل (باير) و(ساندوز) المعروفات في أوروبا والعالم كانت تستخدم جذورا كيميائية من (هونج كونج) أو الصين وتباع منتوجاتها الأقل كلفة الى دول العالم الثالث على أنها ألمانية الصنع أو سويسرية الصنع.. كما أن موتورات كانت تلف وتصنع أمام أعيننا وتوضع عليها الماركة التي يريدها المصنع الأصلي لتشحن على أساس أنها فليبس هولندي أو دنماركي ..

لقد صنعت تلك الحالة انجذاب والتفاف أصحاب رؤوس الأموال حول فكرة انضمام تركيا للمجموعة الأوروبية، تماما كما نراه اليوم عند دعاة التطبيع المستفيدين من العلاقات مع الكيان الصهيوني ..

العلاقات التركية مع إفريقيا

لقد اتسمت العلاقات التركية الإفريقية بالضعف، فيما عدا العلاقة التي كانت مع نظام جنوب إفريقيا خلال أيام الفصل العنصري، حيث كانت تعاني جنوب إفريقيا من المقاطعة، فكانت بضائعها تصدر الى تركيا ليعاد توزيعها على العالم كمنتجات تركية. وقد انتبهت تركيا للعلاقات مع إفريقيا، فقوت علاقتها مع مصر كمدخل للعلاقة مع إفريقيا، كما دعمت مجموعة من الدول عام 1988 بمبلغ عشرة ملايين دولار،كالسنغال ومالي وزامبيا للتمهيد بإقامة علاقات معها.

العلاقات العربية التركية :

ظلت علاقات تركيا مع البلدان العربية محدودة فيما بين الحربين العالميتين ـ عدا العراق ـ الذي أبقى على علاقاته جيدة مع تركيا كونها بلدا حدودية، إضافة لموضوع حصص المياه وغيرها.

كما كان للتوجه التركي نحو الغرب الأثر السيئ في تلك العلاقات، فقد بادرت الحكومة التركية للاعتراف بالكيان الصهيوني عام 1949. ووقفت موقفا سلبيا من الثورة المصرية عام 1952 ، وكان موقفها من الثورة الجزائرية سلبيا ويتلاءم مع الموقف الأوروبي . ودخلت في حلف بغداد ، وحشدت قواتها على الحدود العراقية في أعقاب ثورة 14/7/1958، بحجة أن عضوا في (حلف بغداد) (العراق) قد تعرض للخطر، ولكن موقف الاتحاد السوفييتي الذي حذر تركيا من مغبة التدخل بالشؤون العراقية، كما أن أمريكا نصحت تركيا بعدم تصعيد الموقف .

وفي عام 1967 بعد (حرب حزيران)، أصبح موقف تركيا ونتيجة للاستياء الشعبي داخل تركيا من سياسات حكوماته، فقلصت حكومة تركيا علاقاتها مع الكيان الصهيوني وأخذ موقف تركيا يتحسن شيئا فشيئا، وقد منعت تركيا الولايات المتحدة من استخدام قواعدها في دعم الجيش الصهيوني في حرب عام 1973..

وكانت تركيا قد بدأت تتقرب إسلاميا للعرب، فحضرت مؤتمر القمة الإسلامي الذي عقد في الرباط في أكتوبر/تشرين الأول عام 1969.. مما أثار حفيظة العلمانيين في تركيا باعتبار هذا الحضور يخرق مبدأ الأتاتوركية .. ولكن سليمان ديميريل دافع عن ذلك وقال إن مصلحتنا تقتضي ذلك .. وبعد تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي في مايو/أيار 1971 شاركت تركيا في اجتماعاتها، لكنها لم تصبح عضوا كاملا إلا عام 1976 عندما انعقد مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية في استانبول في 12ـ15/3/1976 .

وقد حظي العراق باستمرار بعلاقة تتفوق على باقي الدول العربية، فقد تم في بداية عام 1972 والعراق يستعد لتأميم نفطه أن وقع برتوكولا يمد به أنبوب بين كركوك والسواحل التركية بطول 1000كم يتم دفع كلفة المشروع مناصفة بين البلدين، وأنجز المشروع عام 1977 بطاقة تصدير 700ألف برميل يوميا عام 1982 ثم تم رفعها الى مليون برميل عام 1984.. إضافة الى التعاون في النقل ومشاريع، وقد احتل العراق مكانة جيدة بين أفضل عشرة دول إذ بلغت نسبة صادرات تركيا اليه 15.6% عام 1988 من مجمل صادرات تركيا.

وبين عام 1981 و 1985 حصلت تركيا على حجم عمل بين باقي الأقطار العربية بلغت 15.5 مليار دولار .. لكن موقف تركيا التي تعرضت لضغط كبير وإغراءات أمريكية جعلها لن تقف على الحياد تجاه العراق في أزمة الكويت، ومع ذلك فإن على العرب الاستمرار في بقاء علاقتهم جيدة مع تركيا، لأن خسرانها كدولة مسلمة لها تاريخ طويل مع العرب، لا يساوي علاقتها كجار مسلم، يمكن تحسين مواقفه من خلال تحسين أداء العرب كطرف يعرف ماذا يريد من تركيا ..

انتهى
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس