الموضوع: لحظة نور
عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 11-12-2006, 02:16 PM
a6algindy a6algindy غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2006
المشاركات: 15
إفتراضي لحظة نور

لحظة نور
www.lahzetnour.com
هانت علينا أنفسنا فسخر منا كل من هب ودب من نبينا و ديننا !

لا يحق لغالبية " مشايخنا " الإعتراض على إساءة بابا الفاتيكان للإسلام ولرسوله الكريم . . وإلا كانوا كمن يقتل القتيل ويبكى بحرقه فى جنازته . . إن بنديكت السادس عشر جاهل ومغرور ومتعصب . . لكن . . " مشايخنا " هم الذين أعطوه الفرصه كى يسب ويلعن ويتجاوز خطوط الرحمه والتسامح .

إن المسلمون منقسمون على أنفسهم . . وهابيين . . وسنيين . . وصوفيين . . وشيعه . . الوهابيين يقدسون الصحابه وينالون من أهل البيت . . والشيعه يقدسون أهل البيت وينالون من الصحابه . والسنيون حائرون بين هنا وهناك . . والصوفيون يحبون الصحابه ويحبلون أهل البيت ولكن لا يحبون بعضهم البعض . . وفى ظل هذا التفتت فإن عامة الناس أوالغالبيه العظمى منهم تائهون . . وضائعون . . مشتتون . . حائرون بين فتاوى هذه التيارات المتصارعه . . وهى فتاوى متناقضه . . متشابكه . . لاتحترم الحديث الذى يقول " لاتختلفوا فتختلف قلوبكم " . . لو هانت عليك نفسك فلماذا لا يستهين الناس بك ؟ .

لقد إنشغلنا بنفى بعضنا البعض . . كل طائفه تكسر طائفه أخرى . . وتكفر طائفه أخرى . . وتشوه صورة طائفه أخرى . . لم يعد أحد مؤمناً فى عيون غيره من المؤمنين . كل منا هو المؤمن الوحيد . . وما عداه ملحدون ومجرمون .

وإختلفنا فى أمور تافهه وتمسكنا بجهلنا . . رغم الألقاب التى نفرط فى منحها . . عالم جليل . . شيخ وقور . . فقيه أعظم . . لقد تحدثنا عن فضيلة الإمام وسماحة الإمام . . لكنها بقيت ألقاباً لا تعطى الفضيله ولا تسمح بالسماحه أن تعبر عن نفسها

لقد قال الله عن اليهود : " تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى " . . وهو ماينطبق على المسلمين الآن للأسف . . ومن لم يصدقنا عليه أن يرصد الإذاعات والمقالات والفضائيات . . إن الإختلاف يبدأ بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم الذى يهب المسلمون دفاعاً عنه فى مواجهة التصريحات الصليبيه الفاشيه لبابا روما القادم من مدرسة هتلر النازيه .

إذا ما قال الصوفيون " سيدنا محمد " هرع الوهابيون للقول: " يكفى أن نقول محمداً " . . مع أننا نقول فخامة الرئيس . . وجلالة الملك . . فهل يستحق حكامنا التوقير ولا يستحقه أشرف خلق الله ؟ .

ومن وقت لآخر لا نتردد فى إثبات للعالم جهلنا وتخلفنا . . وسأضرب مثلاً على ذلك بقضية تحريم التماثيل . . لقد خرج من يحرمها . . وخرج من تصور نفسه مستنيراً ليقول : يكفى ما نحتنا منها ولا نضيف إليه نحتاً جديداً . . فلو كانت الثماثيل حراماً فلماذا نترك ماتبقى منها ؟ وإذا كانت حلالاً فلماذا لا ننحت مزيداً منها ؟ .

وأخطر ماقاله مفتى الديار المصريه فى هذه القضيه إنه إكتفى بذكر الفتاوى القديمه ولم يتطوع من عنده بحسمها . . وكأننا أمام مفترق طرق مختلفه لا يحددها أحد . . هكذا فعل المفتى . . قال فلان قال كذا . . وفلان أفتى بكذا . . وقال فلان فضل كذا . . ثم أضاف والله أعلم . . أما نحن فلا نعلم . . ولا يهم أن نعلم .

ولوعرفنا التعريف الدقيق لكل من التمثال والصنم والوثن لإرتحنا جميعاً . . فالوثن إله يعبد لذاته والصنم واسطه بين الوثن ومن يعبده والتمثال تمثال مجرد كتله منحوته فى الفراغ مثلها مثل كل ما حولنا من أشياء مجسمه . . الطبق والمكواه والتليفون والريموت كنترول . . مثلاً .

ولو عبد إنسان إنسانا آخر فمن ذا الذى عليه العقاب ؟ من الذى سينال العذاب ؟ . . فى جميع الحالات يعذب العابد وفى بعض الحالات يعذب المعبود . . فلو كان المعبود لا يدرى أنه يعبد لا شىء عليه . . وإذا علم وأنكر ذلك لا شىء عليه . . أما إذا أقر بما يحدث أوأمر الناس به يحاسب . . ويعذب . . كما فى قصة فرعون عندما قال : " أنا ربكم الأعلى " ولو كان يمكن أن نكسّر الثماثيل بدعوى الخوف من عبادتها فهل نطفىء الشمس خوفاً من عبادتها ؟. . وهل لا نربى البقر للسبب نفسه ؟ . . وهل نقطع اليد مظنة السرقه ؟ . . ونقطع اللسان مظنة الألفاظ المحرمه ؟ . . وهل نقطع الأعضاء التناسليه مظنة الزنى ؟ ونمنع زراعة العنب مظنة النبيذ ؟ . . " وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ " لقالت مظنة أن تجلب العار . . والذين يسيرون على هذا المنهج هم الذين قيل فى حقهم " إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ " . . والظن لا يغنى من الحق شيئاً . . وطالب الفتوى لابد أن يفتى بالحقيقه ولا يترك هو ونفسه للإجتهاد . . الفتوى لابد أن تكون على سبيل القطع واليقين . . وهو ما يحدث بين طوائف المسلمين وتياراتهم وفرقهم المختلفه والمتصارعه . بل أكثر من ذلك نقول : إن التماثيل لو عبدت من دون الله لكان ذلك تقصيراً من العلماء فى إظهار الحقيقه للجاهل بها . . والرسول نفسه صلى الله عليه وسلًم لم يكسّر التماثيل فى بداية الدعوه إلا بعد أن أظهر حقيقتها للناس هم الذين أنكروها فيما بعد .

والسؤال ما هو ذلك الإيمان الجبان فى قلوب الناس الذى يهرب بمجرد أن يرى تمثالاً . . فى هذه الحاله لا يوجد إيمان أساساً . . إن الرجل الذى يصلى وسط تماثيل فى معبد ويؤمن فى قلبه بأن الله واحد لا شريك له والله أكبر صلاته خير من صلاة رجل يصلى فى مسجد خالى من التماثيل . . تماماً مثل الذى يمتنع عن الخمر فى وجودها خير من الذى يمتنع عنها وهى بعيدة عنه . . ومثل الذى يصوم فى وجود الطعام خير من الذى يصوم فى غيابه .

إن الوثنيه فى القلوب وليست فى النقوش . . وليس أكثر ديناً من سيدنا سليمان صلى الله عليه وسلم . . فهو نبى ورسول وخليفه وملك ويتحكم فى الجن الذين كانوا يصنعون له ما يشاء من تماثيل . . هذا هو سيدنا سليمان . . وما كفر سليمان .

بل نحن البشر تماثيل لسيدنا آدم . . خلقنا على صورته بأشكال وألوان وأحجام مختلفه . . وآدم نفسه كان أصلاً تمثال " ثم نفخ فيه من روح الله " . . " وخلق آدم على صورته " . . على صورة آدم . . وسجدت له الملائكه . . ورغم ذلك لم يعبدوه . . لقد نفذوا فقط الأمر الإلهى بالسجود .

أكثر من ذلك . . كل مناسك الحج لا تخلو من حجر . . الحجر الأسود . . حجر . . الطواف حول الكعبه هو طواف حول حجر . . السعى بين الصفا والمروه هو سعى بين حجرين كبيرين . . وعرفه جبل . . من حجر . . إن هناك حجراً نطوف حوله وحجر نقبله وحجر نسعى إليه وحجر نلقيه ونرجم به إبليس . . لكننا رغم ذلك كله لم نعبد الكعبه ولا الصفا والمروه ولا الحجر الأسود . . ولا غيرها .

وكل ذلك يجعلنا نتسائل : هل أصبحنا أمه يخيفها حجر ؟ . . هل أصبحنا أمه لا تهتم إلا بتلك الأمور الشكليه السطحيه التى فرقت بيننا وكسرت شوكتنا وقسمتنا طوائف وقبائل وجماعات وتنظيمات ؟ . . بل إن كل جماعه أو طائفه إنقسمت على نفسها . . حتى أصبح بيننا بأس شديد . . ولذلك لن يتوقف العالم عن السخريه منا والتنديد بنا والعبث بمقدراتنا . . ولن يجدى صراخ هنا وصراخ هناك . . ما سيجدى أن نكون أمه محترمه متحده قويه تؤمن بالعلم وتتجاوز عن الصغائر .

ولا حول ولا قوة إلا بالله