الموضوع: لحظة نور
عرض مشاركة مفردة
  #10  
قديم 11-12-2006, 02:56 PM
a6algindy a6algindy غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2006
المشاركات: 15
إفتراضي الحكم لله . . لكنه يفوضه لمن يشاء !

لحظة نور
www.lahzetnour.com
الحكم لله . . لكنه يفوضه لمن يشاء !

" الحاكميه " . . كلمه شاعت . . وإنتشرت . . وسيطرت على مساحات سوداء شاسعه من عقول المتطرفين . . سرعان ما إنقلبت إلى تفجير وتخريب . . لقد فسر الإرهابيون الآيه الكريمه " إن الحكم إلا لله " تفسيراً متعسفاً . . كان سبباً فى تكفير النظام القائم والخروج على حكامه وجواز قتالهم والإستيلاء على أموال الدوله ومحاربة سلطاتها وإعتبار الخدمه فى قواتها المسلحه مكروها يجب تفاديه.

وحتى نفهم التفسير المناسب لآية " إن الحكم إلا لله " يجب أن نقرأ إلى جانبها آيات أخرى تتحدث أيضاً عن الحكم . . " وما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوه ثم يقول للناس كونوا عباداً لى " . . " يا يحيى خذ الكتاب بقوه وأتيناه الحكم صبيا " . . " وإذا حكمتم بين الناس فأحكموا بالعدل " . . ويقول الله سبحانه وتعالى للنبى صلى الله عليه وسلّم : " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما " .

من جملة ما قرأنا . . نعم الحكم لله . . هو صاحب الأحكام . . هو العليم . . الحكيم . . لكنه . . يفوض حكمه لغيره من الأنبياء والأولياء والبشر الذين يمشون على تعاليمه وسنة رسوله . . فلو أخذ سيدنا يحيى الحكم صبياً فقد أخذه من الله ولا يزال الله يحكم . . ولو أخذ النبى صلى الله عليه وسلّم الحكم عن الله فإن الحكم لا يزال لله

ومن الحكم إشتقت الحكمه والله سبحانه وتعالى يقول : " يؤتى الحكمه لمن يشاء ومن يؤتى الحكمه فقد أوتى خيراً كثيرا" . . وهنا يجب أن نعلم معنى كلمة الإيتاء . . والإيتاء كلمه من ثلاث . . العدل والإحسان والإيتاء . . العدل أن تعدل القيمه مقوماً . . أولتعدل العقوبه ذنباً . . أولتعدل الكفاره خطأ . . أما الإحسان فهو أن تزيد القيمه عن المقوم أويزيد المقوم عن القيمه . . مثلاً . . لو كانت هناك سلعه تساوى مائة جنيه فلو دفعت المائة جنيه فهذا هو العدل . . لو دفعت أكثر للبائع فهذا إحسان منك . . ولو أخذ البائع أقل من مائة جنيه فهذا إحسان منه . . أما الإيتاء فهو عطاء بلا مقابل .

وقد أستخدم الله الإيتاء فى مواضع كثيره منها . . " يؤتى الحكمه من يشاء " . . " ربى قد أتيتنى من الملك ومن تأويل الأحاديث " . . " الذين آتيناهم الكتاب " . . " قل اللهم مالك الملك تؤتى الحكمة من تشاء " . . " وما أتاكم الرسول فخذوه " . . وغيرها .

هذا يدل على أن ما يعطيه الله سبحانه وتعالى لعبد من عباده مهما كان فهو هبه ومنحه يعجز آخذها عن دفع مهرها . . لا يقدر على مهرها . . لكن . . الله يعطيها له إتياناً . . فالله سبحانه وتعالى عندما يُحَكّمْ ( بضم الياء ) أحداً فى خلقه أى يعطيه الحكمه أوالحكم فذلك من إحكام قدرته وهو الحكيم العليم .

ومن مظاهر قوله " إن الحكم إلا لله " أنه سبحانه وتعالى جعل العلاقه بينه وبين عباده كلاً على إنفراد علاقه محكمه ومصانه بحيث إنها بلغت من الإحكام أنه لا يستطيع أحداً أن يعرف السر بين الله وعباده . . قول " إن الحكم إلا لله " دعوه إلى التأدب مع الله فيقول لعباده لا تتدخلوا فى علاقه خاصه بينى وبين عبادى فأنا الذى أعلم المؤمن منكم وغير المؤمن وأعلم المنافق ومن غير المنافق وأعلم ما لا تعلمون . . هذا هو معنى أن الحكم إلا لله . . ولكن ليس هناك مدخل لأحد أن يلوى الآيه الكريمه فيطوعها لهواه ويستخرج منها مبدأ الحاكميه على غير مراد العليم والحكيم ولذلك فنحن نقول لهم إن الحكم إلا لله أى أنه مالكه ملكيه مطلقه لا حرج أن يعطيه من يشاء . . ولا حول ولا قوة إلا بالله .