بعض الحمقى، والمنافقين، والخونة يثبط الخارجين للجهاد في سبيل الله بحجة افتقاد أية موازين القوة، ويا ليتهم كانوا يعنون ما يقولونه فعلا، ويا ليت موقفهم كان خطأ فاجعا في التقدير.. فالأخطر أنهم كأي جاسوس تنحصر أكبر مهامه في أن يخدع البلد الضحية كي لا يدرك أبدا دلائل ما يحاك له. وهم كالزوجة الخائنة، تظل مصرة على الإنكار طول الوقت.
أما عن اختلال موازين القوى فلم تكن لبنان أو الصومال أقوى من أمريكا ولا كان حزب الله أقوى من إسرائيل. ولمن لا يفهمون موازين الإيمان، ولا ما يضيفه، نتحدث إليهم بما يفهمون، ذلك أن أعداء الله يحاربون كلصوص، يريدون المزيد من متاع الحياة الدنيا، لذلك يعتبرون أن الحد الفاصل بينهم وبين عدوانهم هو احتمال الموت، ولو أنهم لم يأمنوا على حياتهم ما واصلوا عدوانهم، ثم أننا لن نحاربهم دبابة لدبابة ومدفعا لمدفع وطائرة لطائرة، بل سنقاتلهم قتال الحريص على الموت حرصهم على الحياة.. ولو أن الأمة أجمعت أمرها على مواجهة هؤلاء الطواغيت.. و أن يستشهد منا مليون مسلم مقابل كل عشرة آلاف صليبي أو إسرائيلي لولى أعداء الله هاربين.
لكن هل معنى ذلك أن القتال هو الصورة الوحيدة للجهاد؟..لا..
فالمسلم المحاصر مكلف الآن بأن يقوم لا بواجبه فقط، الواجب الذي درج المسلم العادي على القيام به طيلة خمسة عشر قرنا، بل أن يقوم بأضعاف هذا الواجب ، إذ عليه أن يقوم بواجب الفرد وواجب الأسرة وواجب المدرسة وواجب الشارع وواجب التلفاز وواجب الصحافة والتلفاز ووسائل الإعلام وواجب مواجهة النخبة الخائنة التي لا تكف عن خداعه وتزييف وعيه. ومكلف أيضا بأن يحاول أن يقيم من الدين ما لا يقوم إلا بولي الأمر.. المسلم..
لقد هدموا دولة الإسلام ثم مزقوا أمة الإسلام ثم هاهم الآن أولئك يتسللون – بمساعدة حكامنا ونخبنا – إلى لبنة المجتمع الأولى، إلى الأسرة، إلى الأب والأمة والإخوة. . ومن هنا يصبح فرض العين على كل راع – وكل راع مسئول عن رعيته- أن يقوم لا بالدور الذي كان يجب أن يقوم به كل هؤلاء فقط، بل أن يقوم أيضا بمواجهة الدور العكسي الذي يقومون به الآن.نعم ..
لقد نجح الصليبيون واليهود في الاستقطاب، وفرض الكفاية الذي تخلى عنه الحاكم والنخبة والدولة، أصبح فرض عين على المسلمين جميعا، و أول هذا الفرض هو الحفاظ على العقيدة في قلوب أبنائنا كي نعينهم على الثبات حتى يأتي الله بالفرج!.
لقد توقفت المدارس عن تعليم الدين والتاريخ الإسلامي، فليكن كل أب وكل أم مدرسة لتعليم الدين، فليعلم الأخ الأكبر إخوته الأصغر، وليعلم الصديق أصدقاءه. إنهم يحاولون محو القرآن من قلوبنا ومسخه في وعينا، لذلك فإن حفظ القرآن الآن جهاد قبل أن يكون عبادة. يجب أن يتصرف كل واحد منا كما يتصرف الطفل الذي يعوله أبوه فلا يفكر في أمور المعاش حتى يموت أبوه فجأة، فتتحول المسئولية كلها إليه وينتقل العبء ليستقر على كاهله. نعم..
لقد ترك معظمنا القرآن لأنه واثق طول الوقت أن هناك غيره من يقوم بأمره.
الآن.. على كل واحد منا أن يقوم بأمر القرآن كما لو كان لا يوجد في الدنيا من يقوم بأمره سواه..
إنهم يشرعون الآن في محو عقيدة المسلمين بعد محو دولتهم، علينا إذن أن نجاهد بالحفاظ على عقيدتنا.
إنهم يشرعون الآن مع عملائهم الفسقة بيننا في تحقير شعائر الإسلام، فلنعظم نحن شرائعنا.. وذلك جهاد..
إنهم يستبعدون تماما أهمية الحلال و الحرام والمعروف والمنكر، ليس حتى لصالح الصواب والخطأ وسيادة القانون، لا.. فتخطيط جبابرة الخارج وخونة الداخل ألا يكون هناك حلال ولا حرام ولا صواب ولا خطأ ولا قانون على الإطلاق.. التخطيط ليس أن تعيش شعوبنا العزلاء المهزومة المحاصرة وفق منطق آخر غير الإسلام، بل أن تعيش بلا منطق على الإطلاق.. لتسير نحوا لهاوية..
يجب أن نرسخ بيننا الفكرة الصحيحة التي ترى أن التشرذم الحالي للمسلمين هو محنة عارضة، ومصيبة طارئة، سبق أن تعرض الكيان الإسلامي لها ثم عبرها وتغلب عليها ونجا منها، وأن الاستسلام للهزيمة خطأ وفقدان الثقة في المستقبل إثم.!.. بل وعلينا أن ندرك أن أفضل ألف عام في تاريخ البشرية كانت تلك التي ساد المسلمون فيها العالم.
التجمع على الصلوات الخمس الآن جهاد..
الاهتمام بأمر المسلمين ليس مجرد جهاد بل إن من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.
الخطة الخبيثة الشيطانية التي يساعد عليها ولاة أمورنا هي تجفيف المنابع، و إلغاء التعليم الديني في المدارس والجامعات، ومسخه وتشويهه في المعاهد الدينية، ثم قيام الفسقة والكفرة بالهجوم على بقايا الدين الضامر الذابل المشوه المنقوص في قلوب الناس متخذين مما يدعون زورا أنه وسائل الإعلام و الثقافة منصات قصف وهجوم. حيث تقوم هذه بمواجهة أمة شُوِّه علمها الديني ومسخ، بشبهات لا يوجد بين الناس من لديه العلم الكافي لدحضها، ويأمل عبدة الشيطان و أتباعه من ذلك أن يوجهوا إلى الدين ضربة قاضية لا تقوم له بعدها قائمة.
إن مواجهة هذا كله جهاد، وتعويض ما تقوم به السلطة الباطشة الفاسقة من تجفيف لمنابع الدين جهاد.
إن الاهتمام بلغة العرب جهاد..وتعليم الشعوب الإسلامية غير العربية لغة القرآن جهاد.
أليس مهينا أن العربي عندما يسافر يتعلم لغة الأجانب الذين يسافر إليهم، فإذا جاء هؤلاء الأجانب إلى بلاد العرب اضطر العربي إلى تعلم لغتهم بعد أن أفقد ولاته لغة القرآن عزها ومجدها. بل أليس مخزيا أن الخدم في كل بلاد الدنيا يتعلمون لغة سادتهم، إلا في بلاد العرب، حيث يتعلم العرب لغة خدمهم..!!
التفوق العلمي جهاد، ومكارم الأخلاق جهاد، والانتصار للحق جهاد، والصبر جهاد، ومواجهة الموظف الصغير لرئيسه الظالم جهاد، وعصيان ولي الأمر الذي يأمر بما يغضب الله جهاد.
كل هذه و مئات و آلاف غيرها كانت ضروب من جهاد العامة..
أما جهاد الخاصة فإن الأمة تحتاج إلى علماء يستشهدون بقول الحق أمام سلاطين الجور والفسق والتحالف مع الأعداء.. فهذه الدماء هي الشرارة التي ستشعل نيرانا تحرق طواغيت الكفر إن شاء اللهد. محمد عباس
[center]حي على الجماد
حي على الجهاد ؛
كنا وكانت خيمة تدور في المزاد،
تدور ثم إنها تدور ثم إنها يبتاعها الكساد ؛
حي على الجهاد ؛
تفكيرنا مؤمم وصوتنا مباد ،
مرصوصة صفوفنا كلا على انفراد ،
مشرعة نوافذ الفساد ،
مقـفـلة مخازن العتاد ،
والوضع في صالحنا والخير في ازدياد ؛
حي على الجهاد ؛
رمادنا من تحته رماد ،
أموالنا سنابل مودعة في مصرف الجراد ،
ونفطنا يجري على الحياد ،
والوضع في صالحنا فجاهدوا ياأيها العباد ،
رمادنا من تحته رماد ،
من تحته رماد ،
من تحته رماد ،
.حي على الجماد [/CENTER]
احمد مطر
|