عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 10-03-2001, 09:58 AM
Lets-Unite Lets-Unite غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2000
المشاركات: 128
Post

ثمّ إنّ الرسول حثّ حثا بليغا مؤكدا على طلب العلم وفضله قال عليه الصلاة والسلام: "من سلك طريقا يطلب به علما سهّل الله به طريقا إلى الجنة" وقال في بيان فضل العلم: "إنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع" معنى الحديث أنّ الملائكة يخفضون أجنحتهم إذا رأوا طالب العلم ولو كشف الله لنا لرأينا أحد السلف قال: كنّا نمشي في بعض أزقة البصرة في طلب الحديث وكان معنا رجل ملحد لا يصدّق بالإسلام فقال: "لا تمشوا مسرعين حتى لا تكسّروا أجنحة الملائكة" فتعطلت رجلاه في الحال في اللحظة التي قال فيها هذه الكلمة وهذا تصديق لحديث رسول الله تعالى يظهر بعض أمور الخفية حتى يزداد المؤمنون يقينا، وهذا الملحد الله عاقبه حيث إنّه استهزأ بالملائكة، الله تعالى يعجل لبعض الملحدين عقوبة في الدنيا قبل الآخرة حتى يعتبر بذلك من شاء الله لهم ذلك أن يكونوا من المعتبرين وأمّا أكثر الملحدين فيؤخر الله لهم ذلك إلى الآخرة وهؤلاء أكثر فليحذر الإنسان من تكذيب دين الله فمن بلغه عن الله أنه قال في كتابه العزيز من فعل كذا فإنه يحصل له كذا فليجزم جزما ولا يقل لا نرى الآن في الحياة الدنيا من ينزّل الله به عقوبة عاجلة فيتهاون بالأمر لأنّ كل ما جاء به رسول الله حق وصدق وإن كان من حيث العادة وقوعه وحصوله بعيد.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "وعن ماله من أين أخذه وفيما أنفقه" فمعنى هذه الجملة من حديث رسول الله أنّ الإنسان يسأل يوم القيامة عن المال الذي في يده في الدنيا حتى إن كان أخذه من طريق غير حرام لا يكون عليه مؤاخذة لكن بشرط أن يكون ما أنفقه فيه أمر أباحة الشرع.
فالنّاس في أمر المال ثلاثة أصناف: اثنان هالكان وواحد ناج.
الإثنان الهالكان: الرجل الذي جمع المال من حرام سواء صرفه في سبيل البر كأن بنى به مسجدا أو تصدّق به أو حجّ به، كذلك الذي جمع المال من حلال ثمّ صرفه في الحرام هذا أيضا هالك كأن ورث مالا من أبيه فصار يبّذر المال تبذيرا في الخمر والمغنيات والزمّارين ونحو ذلك أو صار يصرفه للرياء ليمدحه الناس ليس لابتغاء وجه الله فقط.

روى البخاريّ في صحيحه عن خولة الأنصارية أنّ رسول الله قال: "إنّ رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة" هذا الحديث يحذّر من أخذ المال من طريق حرام كمن يأخذ الزكاة وهو ليس من أهلها أو يأخذ من مال اليتيم أو الوقف وهو ليس من أهله. فإنّ مال الدنيا لا يغني عن الآخرة هذا قارون الذي من أجل ماله كذّب موسى كانت عاقبته أن خسف الله به الأرض هو وذهبه انشقت الأرض فبلعته هو وداره وذهبه.