مرارا وتكرار حذر كبار  المشركين عمار بن ياسر من الدخول في الأسلام  بسبب الظروف التي  لا تؤدي إلا إلى الدمار في نظرهم و مع هذا كان أول مجاهد وأول شهيد في الأسلام ... و ما أشبه اليوم بالبارحة ...  
 
  روى ابن اسحق في سيرته قال : كانت بنو مخزوم يخرجون بعمّار بن ياسر وبأبيه وأمه ، وكانوا أهل بيت إسلام ، إذا حميت الظهيرة يعذبونهم برمضاء مكة . فيمرّ بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول – فيما بلغني - : ( صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة ) .  
وروى الإمام البخاري عن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال : " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسدٌ بردةً ، وهو في ظل الكعبة ، وقد لقينا من المشركين شدّة ، فقلت : ألا تدعو الله ؟! وفي رواية أخرى عند غير البخاري ( ألا تدعو لنا ألا تستغفر لنا ؟! ) ، فقعد وهو محمرٌ وجهه فقال : ( لقد كان من قبلكم ليمشط بأمشاط الحديد ما دون عظامه من لحم أو عصب ، ما يصرفه ذلك عن دينه ، ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيُشق باثنتين ما يصرفه ذلك عن دينه ، وليُتمنَّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله عز وجل " زاد بنان – أي أحد رواة الحديث – والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون " ) .  
هذه هي بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل الإيمان الصابرين على دينهم ، الصابرين على الهدف المنشود ، الذي يسعون لتحقيقه في الأرض بإقامة سلطان الله فيها ، ونشر الرحمة ، والضياء والنور الساطع فوق ربوع الأرض وبين بني البشر ...  
بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم لخيرة البشر من الخلق وهم يحملون لواء التغيير ؛ تغيير الفساد بالرشاد ، وتغيير الاعوجاج بالاستقامة ، وتغيير الظلام والظلم والجهل بالنور والعدل واليقين في الدنيا والآخرة ...  
		
	
		
		
		
		
			
				__________________ 
				نراع إذا الجنائز قابلتنا *** ونلهو حين تختفي ذاهبات 
كروعة قلة لظهور ذئب *** فلما غاب عادت راتعـــــات 
			 
		
		
		
		
	
		
			
			
			
			
			
			
			
		 
		
	
	
	 |