ألحبُّ والجمال - تركي عبدالغني
.
.
ماذا تُخَبِّئُ خَلْفَها الأحْداقُ
وَدَمٌ يكادُ مِنَ الخُدودِ يُراقُ
.
ما ذَرَّفَتْ عيناكِ مِنْ آماقِها
إلاّ احْتَواني دَمْعُها الرَّقْراقُ
.
فَدُموعُكِ الْحَرّى بِقَلْبِيَ مدْيَةٌ
وَعَلَيَّ مِنْ وَهَنِ الضُّلوعِ وِثاقُ
.
والقلْبُ - لَوْ تَدْرينَ - عِنْدِيَ هائِمٌ
وَضُلوعُهُ - لَوْ تعلمينَ - رِقاقُ
.
******
.
سَمْراءُ إنِّي في هواكِ مُعَذّبٌ
وَكَذا يُعَذَّبُ في الهوى العُشّاقُ
.
فَدَعي البُكاءَ..فَما عليكِ ملامةٌ
إنْ نابَ عنْ طولِ البكاءِ عِناقُ
.
******
.
أَغْنَتْكِ عَنْ زَيْفِ الوُجوهِ مَشاعِرٌ
وَكَفَتْكِ عَنْ (مكياجها) الأعْماقُ
.
وكَفاكِ دِفْؤُكِ عَنْ بُرودَةِ حِسِّها
وَأزان وَجْهَكِ نَبْضُكِ الخَفّاقُ
.
******
.
لا يَخْدَعَنْكِ مِنَ الوُجوهِ فُتونُها
ما ذاكَ إلاّ لونُهُ البَرّاقُ
.
******
.
هيَ كالثّوابِتِ يا مَليحَةُ حينما
تُمْلي على أصحابها الأذْواقُ
.
والناسُ عندي كاللُّغاتِ خَليطُها
فيها جِناسٌ بَيِّنٌ وَطِباقُ
.
فَلِذا بِذا رَأْيٌ .. وَذاكَ بِذا هَوىً
وَلِكُلِّ شيْءٍ نكهةٌ وَمذاقُ
.
وَأنا الذي يَهْواكِ في هذا وَذا
لا يَعْدِلُ النِّسْبِيَّةَ الإطْلاقُ
.
******
.
.
لا العتم في إصباحنا يرجى ولا
في ليلنا قد يحمد الإشراق
.
هِيَ صِبْغَةٌ تُعْطى وَتُؤْخَذُ صِبْغَةٌ
وَبِذا وذاكَ تباركَ الخَلاّقُ
.
فَحَلاوَةُ الصَّبَّارِ في أَعْماقِهِ
وَأَمَرُّ ما في جَوْفِهِ الدُّرَّاقُ
.
.
****************
****************
****************