عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 12-03-2001, 08:00 PM
أبو حمزة الخليلي أبو حمزة الخليلي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2000
المشاركات: 117
Post

الأخوة المنصفين من رواد الخيمة،
ظني بكم أنكم تقبلون النصيحة بعيدا عن التعصب، فاقبلوا هذه الكلمات مني و أنتم لذلك أهل.
أولا: لا ينبغي الكيل بمكيالين. فالأحكام الشرعية تنطبق على ابن تيمية و البوطي و غيرهما. و أنتم تدركون أن مشكلة الوهابية هو التعصب للأشخاص فاحذروا من ذلك كل الحذر. إذن الفيصل في الحكم على الأشخاص هو الأحكام الشرعية و هذا لا إشكال فيه.
ثانيا: بيد أن الأحكام التفصيلية عينها تؤخذ من أقوال الأشخاص. و قد يلبس البعض على العوام و هم ما يسمى السلفية فيقولون نحن نأخذ من الكتاب و السنة مباشرة و حقيقة الأمر أنهم إنما يُملون أفهامهم هم على أنفسهم أو أتباعهم فيكونون بذلك قد أخذوا الأحكام من أشخاص أيضا.
ثالثا: يفهم مما سبق أن الأمر قد آل إلى فهم الأشخاص. و ضبط ذلك كما تعلمون يكون بتحديد صفات من له أهلية استنباط الأحكام الشرعية.
ثالثا: لا يخفى عليكم أن أهل السنة قد تلقوا بالقبول المذاهب الأربعة كمرجعية في الأحكام الشرعية لثبوت أهلية الاستنباط و الاجتهاد المطلق في أصحابها. فهل ترتضون هذه الأحكام؟ فإن قلتم لا فهي دعوى منكم بالاجتهاد المطلق و يعوزها الدليل، و إن قبلتم فقد جعلتموها –أي المذاهب- الفيصل بيننا و بينكم. أما البوطي نفسه فإنه يقر بأن اللامذهبية هي من أخطر البدع كما في كتابه المعروف. إذن فهو يرتضي الحكم عليه من خلال هذه المذاهب و لن يسعفه وقتئذ أن والده كان من علماء الشام الأجلاء كما لم يسعف ابن تيمية أن جده كان من العلماء الأفاضل.
رابعا: المذاهب الأربعة مجمعة على أن الردة تحصل بقول أو فعل أو اعتقاد كفري، فلو نطق أو كتب الكفر و هو غير معتقد له فهو كافر بالإجماع لأنه طائع غير مكره على ذلك القول، و قد ذكرنا الأدلة من المذاهب الأربعة على هذا الأمر فلينظره من شاء في الرابط التالي:
http://hewar.khayma.com/Forum2/HTML/001612-2.html

و عليه فإن التلفظ بما هو صريح بالحلول و الاتحاد فهو كفر و إن كان صاحبه لا يعتقد ذلك. و كذلك التلفظ بصريح التجسيم كفر و إن كان صاحبه لا يعتقد ذلك. أما إجراء المتشابه من القرآن و السنة دون اعتقاد التجسيم أو الحلول فلا كفر فيه جزما. فلو تلا شخص "و جاء ربك" فلا يكفر جزما إلا إن اعتقد الحركة ، أما إن قال "و ركض ربك" حكمنا عليه بالتكفير فورا دون الالتفات لمعتقده. و قد كانت بعض النساء اللاتي ادعين العلم يقلن لتلميذاتهن المخدوعات:"إن الله يهرب من الغرفة الوسخة"، فهذا كفر لا يحتمل التأويل. و من ذلك ما يكتبه بعض الشعراء الزنادقة بحجة أنه شعر الرمز كقول السياب:" و كان إلهنا يختال. بين عصائب الأبطال. من زند إلى زند" إلى أن قال:" إله محمد و إله آبائي من العرب. تراءى في جبال الريف يحمل راية الثوار. و في يافا رآه القوم يبكي في بقايا دار".
و هاكم ما ذكره البوطي من الطامات في بعض كتبه:
يقول في كتابه "هذا والدي" ص/65 متحدثا عن أبيه:"كان إذا وضع الطعام و اجتمعنا معه على مائدته أمرنا جميعا أن نجلس جلسة أدب حتى لكأننا ماثلون من هذه المائدة أمام الله"اهـ
و يقول في ص/193 من كتاب "من الفكر و القلب":"إلهي أي شيء يوحشني من الدنيا فقده بعد أن رأيتك أمامي و أنست بك"اهـ
و يقول ص/211 من كتابه "من الفكر و القلب" :"فالجمال في مظهره الذاتي إنما هو جمال الله وحده فاض مظهره و تجلت أشكاله على شتى النماذج و الرسوم"اهـ
و يقول في كتابه"الإسلام ملاذ كل المجتمعات الإنسانية" ص/24:"و توضيح ذلك أن هذه القدرات ليست في أصلها و حقيقتها إلا من بعض صفات الربوبية و إنما متع الله الإنسان بها بفيوضات يسيرة جدا"اهـ
و يقول في كتابه "الإنسان مسير أم مخير"ص/73:"إذ ان هذه القدرة إنما هي في الحقيقة قدرة الله أودعت في كيان الإنسان لتكون خادما لرغائبه و مظهرا لتحركاته"اهـ
و في كتاب كبرى اليقينيات ص/77 يقول:"و بتعبير آخر نقول إن ما تراه من حقائق الكون كلها إنما هو فيض من حقيقة واحدة ألا و هي ذات الله، و من المحال أن تدرك ماهية الحقائق الصغرى قبل أن تدرك منبعها و أصلها الأول"اهــ انتبه لقوله عن الله أصل و منبع.
و في الكتاب نفسه ص/291 يسمي الله علة قائلا:"إلى ان تنتهي بك هذه العلل الكثيرة المختلفة إلى العلة الوحيدة الكبرى الكامنة خلف ما قد رأيت أي إلى واجب الوجود و هو الله عز و جل"اهـ ألم يتعلم البوطي على مشايخه أن الإمام ركن الإسلام السغدي كفر من سمى الله سببا و علة.
و في قصة يزعم انه ترجمها من الكردية -و بئس ما ترجم من الكفر- و تسمى "ممو زين" ص/189 يقول مترجما:"أي ربي آمنت أن هذا الكون كله جسم و أنت روحه، و أن هذا الوجود حقيقة أنت سرها، أنت حسن زينة الأحبة و العشاق"اهـ، أهذه نصيحة المسلمين يا دكتور! أتمدح هذه القصة في المقدمة ثم تورد الكلام الكفري دون أن تنبه القراء لخطورة هذا الكلام. كيف لك بعد ذلك أن تدعي الغيرة على دين الله و أنت تسوق هذا الكفر الصريح. بالله عليكم هل هذا دأب العلماء و قد قالوا الرضى بالكفر كفر.
و انتبه يا طالب العلم لمقولات البوطي الفاسدة في مسألة القدر فقد جعل قدرة الله تابعة لقدرة العبد، فها هو يقول في كتابه المسمى "الإنسان مسير أم مخير" ص/97:"إن هذا القرار الذي أبرمه البيان الإلهي و أكده يوضح أن الإنسان عندما يوجه مشيئته و عزمه على شيء فلا بد أن يشاء الله له الفعل المتفق مع مشيئته و عزمه، و من ثم فلا بد أن يخلق في كيانه الفعل الذي اتجه عليه عزمه و قصده" اهـ. كأنك يا دكتور لم تقرأ قوله تعالى:"و ما تشاؤون إلا أن يشاء الله "، و كأنك لم تاخذ عن أبيك مسألة الكسب بتمامها. و هنا نحذر المسلمين من شعر أبى القاسم الشابي الذي فيه" إذا الشعب يوما أراد الحياة. فلا بد أن يستجيب القدر" فإنه ككلام البوطي. و ليعلم أن الإنسان مخير تحت مشيئة الله كما علمنا مشائخ الشام الصادقون الناصحون المشفقون على أبناء المسلمين.
قد والله سبقتني للأمر بالمعروف يا جواهري، و قد كنت اعني البوطي في اغلب مقالاتي السابقة التي انكرت فيها -انا العبد الفقير- على بعض المتاخرين الذين كثر التناقض في كلامهم، فقد و الله أهلكك يا دكتور ترحمك على ابن تيمية و أنت المطلع على كفرياته و أهلكك مدحك المجرم ابن عبدالوهاب في كتابك المسمى السلفية ص/235 حيث نعت حركته بأنها جاءت لتحارب البدع و الخرافات و لطالما قتلوا المسلمين و ذبحوهم، فتعرضت بهذا إلى أولياء الله من سادتي الرفاعية و غيرهم فانظر إلى أي شيء انتهيت، و الله عزيز ذو انتقام.