عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 25-12-2006, 09:54 AM
ذوالفغار ذوالفغار غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2006
المشاركات: 277
إفتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على لا نبي بعده .
اخي في الله خالد بن : تحية احترام وتقدير لك لقد اسعدني الحديث معك عن هذه الشبهات حول الصحابة وردها بالدليل من الكتاب والسنة التي يطالعنا بها اهل البدع .
اما بعد : ان الحديث عن الصحابه لا يحتاج الأدله مني ومنك يكفي ان الله سبحانه وتعالى شهد لهم ؟ وكل ابن آدم خطاء فهم من أولاد آدم خطاؤون يخطئون ويصيبون وان كانت أخطاؤهم مغمورة في بحور حسناتهم رضي الله تبارك وتعالى عنهم وارضاهم .
قال ابن البر : اجمع اهل الحق من المسلمين وهم اهل السنة والجماعة على كلهم عدول أى الصحابة رضي الله عنهم .
وقال ابن حجر العسقلاني : اتفق اهل السنة على ان الجميع عدول ولم يخالف في ذلك الا شذوذ من المبتدعة ؟
وكذا نقل الإجماع على عدالة أصحاب النبي { صلى الله عليه وسلم } العراقي والجويني وابن الصلاح وابن كثير وغيرهم نقلوا إجماع المسلمين على ان اصحاب النبي {صلى الله عليه وسلم } كلهم عدول ؟
قال الخطيب البغدادي على انه لو لم يرد من الله عز وجل ورسوله فيهم شيء مما ذكرناه لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة والجهاد والنصرة وبذل المهج والاموال وقتل الآباء والأولاد والمناصحة في الدين وقوة الإيمان واليقين القطع على عدالتهم والاعتقاد على نزاهتهم وانهم افضل من المعدلين والمزكين الذين يجيئون من بعدهم ابد الآبدين ؟

والطعن في عدالة الصحابة كما ذكرة لك في السابق اربع فرق وهؤلاء لا يأثرون في إجماع المسلمين لأنهم لا يعتد بخلا فهم ؟
وسابين لك ماهي حججهم في طعنهم في اصحاب النبي {صلى الله عليه وسلم } ؟
أولاً : وقوع المعاصي من بعض اصحاب النبي {صلى الله عليه وسلم }
ثانياً : من الصحابة من هو منافق بنص القرآن والسنة .
ثالثاً : يلزم من العدالة المساواة في المنزلة وإذا كانت المساواة في المنزلة منفية عندنا جميعاً فكذلك العدالة تكون منفية .
رابعاً : لا يوجد دليل على عدالة كل اصحاب النبي {صلى الله عليه وسلم }
والجواب : أما وقوع المعاصي من بعضهم فقد ذكرنا ان وقوع المعاصي لا يضر بعدالتهم وإنما نقول هم عدول وغير معصومين ؟
واما قولهم ان من الصحابة من هو منافق فهذا كذب والمنافقون ليسوا من الصحابة ولذلك لما تأتي الى تعريف الصحابي تجد أنه من لقي النبي {صلى الله عليه وسلم } وهو مؤمن ومات على ذلك والمنافقون لم يلقوا النبي {صلى الله عليه وسلم } مؤمنين ولا ماتوا على الإيمان فلا يدخلون في هذا التعريف ؟
واما قولهم يلزم من العدالة ان يتساووا في المنزلة فهذا غير صحيح ولا يلزم بل نحن نقول عدول وبعضهم أفضل من بعض فأبو بكر افضل من جميع أصحاب النبي {صلى الله عليه وسلم } وبعده عمر وبعده عثمان وبعده علي وبعده بقية العشرة ثم يأتي اهل بدر فأهل بيعة الرضوان وهكذا فالقصد ان الصحابة لا يتساوون في الفضل كما قال تعالى : ( لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا كلا وعد الله الحسنى )
واما قولهم انه لا يوجد دليل على عدالة كل الصحابة فقد مرت بعض الأددلة من القرآن والسنة ولا شك ان المبتدعة قد استدلوا ببعض الأدلة ولكن نحن نذكر قبل ذكر هذه الأدلة قول الله سبحانه وتعالى : ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يتذكر إلا اولوا الألباب ؟)
نحن لا نقول ابداً ان الذين قالوا بعدم عدالة الصحابة ليس لهم شبه بل نقول لهم شبهات من كتاب الله ولهم شبهات من سنة النبي {صلى الله عليه وسلم }
1ـ اول شبهة يطالعنا بها اهل البدع حديث النبي {صلى الله عليه وسلم } عن الحوض فقال يرد علي رجال اعرفهم ويعرفونني فيذادون عن الحوض فأقول اصحابي اصحابي فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك هذا الحديث له طرق كثيرة وروايات كثيرة منها .. إني على الحوض حتى انظر من يرد علي منكم وسيؤخذ أناس دوني فأقول يارب مني ومن أمتي فيقال أما شعرت ما عملوا بعدك والله ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم .. قال ابن أبي مليكة احد رواة الحديث : اللهم انا نعوذ بك ان نرجع على أعقابنا ؟
وارواية الثانية : انا فرطكم على الحوض ( أى أسبقكم على الحوض ) ولأنازعن اقواماً ثم لأغلبن عليهم فأقول يارب اصحابي اصحابي فيقال انك لا تدري ما احدثوا بعدك ... وهذان الحديثان اخرجهما الإمام مسلم في صحيحه ولتوجيهه نقول ..
اولاً : ان المراد بالصحابة هنا هم المنافقون الذين كانوا يظهرون الإسلام في عهد النبي {صلى الله عليه وسلم } كما قال الله تبارك وتعالى : ( إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون ) واولئك من المنافقين الذين لم يكن يعلمهم النبي {صلى الله عليه وسلم } كما قال جل وعلا : ( وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن اهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم ) فهؤلاء من المنافقين الذين كان يظن النبي {صلى الله عليه وسلم } انهم من الصحابة ولم يكونوا كذلك ؟

ثانياً : المراد بهم الذين ارتدوا بعد وفاة النبي {صلى الله عليه وسلم } فبعد وفاة النبي {صلى الله عليه وسلم } ارتد اكثر العرب حتى لم يبق على الاسلام الا اهل مكة واهل المدينة واهل الطائف وقيل اهل البحرين اما بقية العرب فقد ارتدوا على ادبارهم فؤلئك الذين كان النبي {صلى الله عليه وسلم } يقول اصحابي فيقال له انك لا تدري ما احدثوا بعدك انهم لم يزالوا مرتدين على ادبارهم منذ فارقهم ؟
ثالثاً : المراد المعنى العام أى كل من صحب النبي {صلى الله عليه وسلم } ولو لم يتابعه فلا يدخلون تحت المعنى الاصطلاحي لكلمة صحابي ويدل على هذا ان النبي {صلى الله عليه وسلم } لما قال عبدالله بن ابي سلول : لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل .. وعبدالله بن سلول كان رأس المنافقين في مدينة رسول الله {صلى الله عليه وسلم } فلما نقل لعمر هذا الكلام قال للنبي {صلى الله عليه وسلم } يارسول الله اضرب عنقه ؟ فقال النبي {صلى الله عليه وسلم } لا لا يقال ان محمداً يقتل اصحابه . رواه البخاري ؟
فجعله النبي {صلى الله عليه وسلم } من اصحابه ولكن هذا على المعنى اللغوي لا على المعنى الاصطلاحي لأن عبدالله بن ابي بن سلول رأس المنافقين وكان ممن فضحه الله تبارك وتعالى وكان ممن اظهر نفاقه جهرة ؟

رابعاً : قد يراد بكلمة اصحابي كل من صحب النبي {صلى الله عليه وسلم } على هذا الطريق ولو لم يره ويدل على هذا رواية أمتي أمتي او انهم أمتي .
واما قول النبي {صلى الله عليه وسلم } اعرفهم فالنبي {صلى الله عليه وسلم } قد بين انه يعرف هذه الأمة فقيل له يارسول الله كيف تعرفهم ولم تراهم ؟ فيقول إني اعرفهم من آثار الوضوء ؟
ثم بعد هذا كله هذا الحديث لا يستدل به الخوارج ولا النواصب ولا المعتزلة وانما يستدل به الشيعة على ارتداد اصحاب النبي {صلى الله عليه وسلم } فيقال لهم .. وما الذي يخرج علياً والحسن والحسين وحمزة والعباس وغيرهم من اهل بيت النبي {صلى الله عليه وسلم } ما الذي يمنع ان يكونوا من الذين ارتدوا ؟
نحن لا نقول بردتهم وحاشاهم بل نحن نقول بإما متهم ونقول بأنهم من اهل الجنة كما قال النبي {صلى الله عليه وسلم } عن علي رضي الله عنه لما كانوا على حراء اثبت حراء فإنما عليك نبي او صديق او شهيد وكان علي مع النبي {صلى الله عليه وسلم } وهو من اهل الجنة؟
وثبت عن النبي {صلى الله عليه وسلم } انه قال عن الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة ؟

الشبهة الثانية : في قول الله تعالى ( محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلاً من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع اخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة واجراً عظيماً )
ظاهر هذه الآية كما ترون مدح لأصحاب النبي {صلى الله عليه وسلم } ولكن كما قال الله سبحانه وتعالى في الآية التي ذكرناها قبل قليل ( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ) ذهبوا الى آخر كلمات في هذه الآية الكريمة وهي قول الله تبارك وتعالى ( وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة واجراً عظيماً ) وقالوا ( منهم ) اى من بعضهم فقالوا ( من ) هنا للتبعيض فالله وعد الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم فبعضهم يدخل الجنة وبعضهم لا ؟!!
وهذا من التلبيس والكذب بل بعضهم تجاوز هذا الأمر ونقل إجماع المفسرين على ان (من) هنا تبعيضية أى من بعضهم وهذا كذب لأمور كثيرة منها .. اولاً ان ( من) هنا على قول علماء التفسير ليست للتبعيض اى ليس (من) اى من بعضهم ابداً وانما (منهم) تأتي على معنيين المعني الأول اى من جنسهم وامثالهم كما قال الله تبارك وتعالى ( فاجتنبوا الرجس من الأوثان ) ولا يعني الله تبارك وتعالى ان نجتنب بعض الأوثان ونترك البعض لا نجتنبها ؟!!
بل المطلوب ان نجتنب جميع الأوثان فقول الله ( فاجتنبوا الرجس من الأوثان ) اى اجتنبوا الرجس من امثال هذه الأوثان او تكون ( من) هنا مؤكدة كما قال الله تبارك وتعالى ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة ) ليس معناه ان بعضه شفاء ورحمة والبعض الآخر ليس شفاء ورحمة ابدا بل القرآن كله شفاء ورحمة فــ( من) مؤكدة اى ان القرآن كله شفاء ورحمة فكذلك هذه الآية فقول الله تبارك وتعالى ( وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم ) اى من امثالهم او ( منهم ) للتأكيد عليهم رضي الله عنهم ؟!!
ثم انظر الى سياق الآية كلها مدح ليس فيها ذم لبعضهم بل مدح لكلهم كما قال الله تبارك وتعالى ( تراهم ركعاً سجداً)هذا في ظاهرهم ( يبتغون فضلاً من الله ورضواناً ) تزكية لما في قلوبهم فزكى الله ظاهرهم بالسجود والركوع والذل له وزكى باطنهم في قوله تبارك وتعالى ( يبتغون فضلاً من الله ورضواناً ) لا كما قال عن المنافقين ( ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم ةاذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله الا قليلاً ) انظر كيف وصف المنافقين لم يزك باطنهم بل كذبهم في باطنهم مع ان ظاهرهم انهم يصلون مع المؤمنين اما اصحاب النبي {صلى الله عليه وسلم } فإن الله تبارك وتعالى ( يبتغون فضلاً من الله ورضواناً ) ؟!!

والقول ان ( منهم ) اى من جنسهم او للتأكيد على حالهم قول جمهور بل كل المفسرين من اهل السنة كتفسير .. النسفي ؟ وابن الجوزي .. ؟ وابن الأنباري ..؟ الزمخشري ..؟ الزجاج .؟ العكبري ..؟ النيسابوري ..؟ ابن كثير ..؟ الطبري ..؟ وغيرهم كل هؤلاء لما تكلموا عن هذه الآية قالوا ان ( من) هنا مؤكدة او مجنسة ؟!! وليست من التبعضية كما يدعي أعداء الله تبارك وتعالى ؟!!

وهناك الكثير من الدلائل في حق الصحابة من الكتاب والسنة رضي الله عنهم وارضاهم ؟!!

والله المستعان . ان ربك لبالمرصاد .