بارك الله فيك
وانشقاق القمر معجزة لا ينفيها إلا جاهل.
واقعة انشقاق القمر في التراث الإسلامي
رويت واقعة انشقاق القمر عن طريق عدد كبير من صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم منهم عبدالله بن مسعود, وعبدالله بن عباس, وعبدالله بن عمر, وأنس بن مالك, وجبير بن مطعم وغيرهم رضي الله تبارك وتعالى عنهم أجمعين.
* فقد روي الإمام البخاري في صحيحه وأخرج الإمام أحمد في مسنده, وروى كل من الإمامين أبي داود والبيهقي عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قوله: انشق القمر علي عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم فقالت قريش: هذا سحر بن أبي كبشة, قال: فقالوا: انظروا ما يأتيكم به السفار, فإن محمدا لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم, قال: فجاء السفار فقالوا ذلك. وفي لفظ انظروا السفار, فإن كانوا رأوا ما رأيتم فقد صدق, وإن كانوا لم يروا مثل ما رأيتم فهو سحر سحركم به, قال: فسئل السفار, قال: وقدموا من كل جهة, فقالوا: رأينا, فأنزل الله عز وجل: اقتربت الساعة وانشق القمر). وروي عنه أيضا قوله: انشق القمر علي عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم فرقتين: فرقة فوق الجبل, وفرقة دونه, فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: اشهدوا. (السفار: المسافرون)
* كذلك روي كل من الإمامين البخاري وأحمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: إن أهل مكة سألوا رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يريهم آية, فأراهم انشقاق القمر.
* وروي الإمام البيهقي, كما أخرج كل من الأئمة البخاري ومسلم والترمذي عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قوله:... وقد كان ذلك علي عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم, انشق فلقتين, فلقة من دون الجبل, وفلقة من خلف الجبل, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم اشهد.
* وروي كل من الإمامين البخاري ومسلم عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قوله: انشق القمر في زمان النبي صلي الله عليه وسلم. كذلك روي ابن جرير عن ابن عباس قوله:... قد مضي ذلك, كان قبل الهجرة, انشق القمر حتي رأوا شقيه.
* وروي الإمام أحمد عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قوله: انشق القمر علي عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم فصار فرقتين فرقة على هذا الجبل, وفرقة على هذا الجبل, فقالوا: سحرنا محمد, وقال غيرهم: إن كان سحرنا فإنه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم.
* وروي الإمام ليث عن مجاهد رضي الله عنه قوله: انشق القمر علي عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم فصار فرقتين, فقال النبي صلي الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه: اشهد يا أبا بكر, فقال الكافرون: سحر القمر حتي انشق.
* وفي إحدي المخطوطات الهندية القديمة والمحفوظة في مكتبة المركز الهندي بمدينة لندن( تحت رقم152/2807 ـ173) ذكر المفكر الإسلامي الكبير الأستاذ الدكتور محمد حميد الله في كتابه المعنون محمد رسول الله أن أحد ملوك ماليبار( وهي إحدي مقاطعات جنوب غربي الهند) وكان اسمه شاكرواتي فارماس(ChakarawatiFarmas) شاهد انشقاق القمر علي عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم وأخذ يحدث الناس بذلك.
وحدث أن مر عدد من التجار المسلمين بولاية ماليبار, وهم في طريقهم إلي الصين, وسمعوا حديث الملك شاكرواتي فارماس عن انشقاق القمر فأخبروه أنهم أيضا قد رأوا ذلك, وأفهموه أن انشقاق القمر معجزة أجراها ربنا تبارك وتعالى تأييدا لخاتم أنبيائه ورسله صلي الله عليه وسلم في مواجهة تكذيب مشركي قريش لنبوته ولرسالته. . فأمر الملك بتنصيب ابنه وولي عهده قائما بأعمال مملكة ماليبار وتوجه إلي الجزيرة العربية لمقابلة المصطفي صلي الله عليه وسلم. وبالفعل وصل الملك الماليباري إلي مكة المكرمة وأعلن إسلامه أمام رسول الله صلي الله عليه وسلم, وتعلم ركائز الدين الأساسية, وأفل راجعا, ولكن شاءت إرادة الله تعالي أن ينتهي أجله قبل مغادرته أرض الجزيرة العربية فمات ودفن في أرض ظفار, وحين وصل الخبر إلي ماليبار كان ذلك حافزا لدخول أهلها الإسلام زرافات ووحدانا.
والسلام عليكم ورحمة الله
خاتون
|