أشكر للأخت (YARA) طرح هذا الموضوع الشائك، فـ(الحركة الإسلامية) كأي كائن حي، تمر بمراحل الولادة والرضاع والطفولة والفتوة والشباب والكهولة ثم الشيخوخة فالموت، وأعني هنا بالحركة الإسلامية (التنظيمات) ولست أعني (الإسلام)، فالإسلام دين الله، دين حي مستمر ذو حركة في تغيير الأفراد والمجتمعات والتاريخ لا تتوقف، والذي يختلف ويتعاقب في العالم الإسلامي وخارجه، داخل الصف الإسلامي وخارجه، هم الأفراد والجماعات، قيادات وتابعين.
و(الحركة الإسلامية) المعاصرة –كما يراها كثير من قياداتها وأتباعها ونقادها الإسلاميين- تحتاج إلى عملية تغيير جذرية، لن تكون فاعلة إلا أن تأتي من الداخل لا من الخارج، وتبدأ بالمنهاج والآليات والخطاب، لأنها أصبحت تقليدية بعيدة عن التجديد والتخطيط الاستراتيجي والتطبيق النموذجي كما نذرت وأعلنت عن نفسها للعالم.
ومثل هذا الموضوع يستحق الكتابة فيه بعمق، مهما اختلفنا أو اتفقنا حوله، ومن الظلم بمكان كبير أن نحجر على أي رأي فيه مهما كان مخالفاً ما دمنا ملتزمين بأدب الحوار فلا نجرّح حركة باسمها، ولا قيادياً بشخصه، لأن الهدف الذي يحدونا للكتابة والمشاركة والحوار في هذا الموضوع: الإصلاح، بغض النظر عن الأسماء والمسميات، والتعيين والتعيينات.
__________________
{أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الملك/22]
|