السلام عليكم
ما تطرحه الأخت أم طه، نقد للحزبية وللتحزب، والحزبية عصبية ضيقة وجدت مع الإنسان، وليست خاصة بعصر من العصور ولا بالجماعات الإسلامية وحدها، وقد تأخذ العصبية شكلاً سياسياً أو دينياً أو حتى رياضياً، فبعض الناس يتعصبون لقوميتهم، أو لحزبهم -ولو كان علمانياً- أو لشيخهم، أو حتى لفريق كرة القدم، وفي أوروبا وأمريكا يسقط قتلى وجرحى بسبب التعصب والانحياز لهذا الفريق الرياضي أو ذاك، بل بعض الناس -عندنا وعندهم- يتحزبون لممثل من الممثلين أو لإحدى الممثلات، وقد يقتلون من أجله أو من أجلها.
و(العصبية) من وجهة نظر علم الاجتماع، ليست كلها مرذولة، فبعضها إيجابي وله دور فاعل في العمران البشري، كما يبين ابن خلدون في مقدمته، وبعضها -كما ذكرت أم طه- له دور سلبي.
وعندما يقدم الشيخ أو الحزب أو التجمع أو الجماعة ميثاقها على القرآن الكريم، وأقوال شيخها أو مرشدها على سنة المصطفى الأمين (صلى الله عليه وسلم)، وعندما تقدم جماعتها على جماعة المسلمين، تكون هذه الجهة قد حكمت على نفسها بمخالفة منهج الإسلام، إن لم نقل أنها تمارس ساعتئذ مفهوماً جاهلياً نهى عنه الله ورسولُه (صلى الله عليه وسلم).
والموضوع يحتاج إلى تركيز أوسع مما كتبنا.
والشكر لكل من أدلى بدلوه فيه، فلا يقدح الذهن إلا الحوار الهادف البناء.
__________________
{وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا} [الإسراء/53]
|