عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 12-01-2007, 05:08 PM
المصابر المصابر غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 3,304
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي

[/center]( وهذا التاريخ يعيد نفسه : )



فقد قام بعض حكام المسلمين وبمساندة الفتاوى من بعض الهيئات الوزارية بطلب العون من الأمريكان أعداء الدين الذين يقاتلون المسلمين ويمدون الصليبيين بشتى أنواع السلاح لقتل المسلمين في فلسطين وفي كل مكان بطلب العون منهم بالقدوم إلى بلاد المسلمين من أجل الحفاظ على عروشهم المزيفة ومن ثم لا يهم إن قتل الملايين من المسلمين ، أو احتلت كل مقدسات المسلمين من أجل الحفاظ على تلك العروش القائمة على دماء المسلمين وأكل أموالهم بالبهتانوالزور المبين

وكما ضاعت بغداد بالأمس ودولة الإسلام والمسلمين بسبب جحافل المشركين وتخاذل المسلمين ومصانعة المتآمرين من أبناء هذا الدين تضيع اليوم بغداد وكل بلاد الإسلام والمسلمين

كلام مهم جدا لابن كثير يحكي فيه عن واقع اليوم في العراق في عهده ينبغي قراءته

يقول ابن كثير في البداية والنهاية وكأنه يحكي بغداد اليوم ودخول الأمريكان إليها وتآمر المتخاذلين :
[/center]




" دخل جنود ( الأمريكان ) بغداد ، وجاءت إليهم الأمداد من ( بلاد الكفر والإسلام ) يساعدونهم على أهل بغداد وكل ذلك خوفا على (أنفسهم من الأمريكان ) ، ومصانعة لهم قبحهم الله تعالى ، وقد سترت بغداد ونصبت فيها ( الطائرات والصواريخ والدبابات ) وغيرها من آلات الممانعة التي لا ترد من قدر الله سبحانه وتعالى شيئا كما ورد في الأثر " لن يغني حذر عن قدر " وكما قال تعالى : "إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ }الرعد



وأحاط ( الأمريكان ) بدار الخلافة يرشقونها ( بالقنابل والصواريخ ) من كل جانب حتى أصيبت جارية كانت تلعب ، وكانت مولدة جاءتها ( رصاصة ) من بعض الشبابيك فقتلتها ، وأحاطوا ببغداد من ناحيتها الغربية والشرقية ، وجيوش بغداد في غاية القلة ونهاية الذل ، ومالوا على البلد فقتلوا جميع من قدروا عليه من الرجال والنساء والولدان والمشايخ والكهول والشبان ودخل كثير من الناس في الآبار وأماكن الحشوش وقنى الوسخ ولم ينج منهم أحدا سوى اليهود والنصارى



وعادت بغداد بعد ما كانت آنس المدن كلها خراب ليس فيها إلا القليل من الناس وهم في خوف وجوع وذلة وقلة ، والقتلى في الطرقات كأنها التلال ، وقد سقط عليهم المطر فتغيرت صورهم وأنتنت من جيفهم البلد " انتهى بتصرف

نقلت هذا الكلام وبدأت بذكر هذه المقدمة لما وقع في التاريخ من مشابهة لما يقع اليوم حتى يستيقظ الغافل من سباته العميق ويعرف الحقيقة التي لحقته وستلحقه من جراء ما يظن أن ما فعله هؤلاء من الاستعانة بالمشركين على أنه صحيح لأنه فيه محاكاة صريحة لما كان بالأمس ، وذكره يغني عن الاستدلال بالأدلة فكيف وإن كانت تلك الأدلة تخالف ما فعلوه هؤلاء بالنص الصريح .



رد شبه المخالفين



( فقد استدل المخالفون ببعض الأحاديث على جواز الاستعانة بالمشركين وكان عمدتهم في ذلك : )



حديث قزمان لما خرج مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم أحد وهو مشرك فقتل ثلاثة من بني عبد الدار، حملة لواء المشركين، فقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " إن الله ليأزر هذا الدين بالرجل الفاجر"

وحديث : ما جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان بذي الحليفة في عام الحديبية بعث بين يديه عينا له من خزاعة يأتيه بخبر قريش وكان الرجل إذ ذاك مشركاً

وما رواه البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد الهجرة إلى المدينة استأجر عبد الله بن أريقط الديلي ليدله على الطريق وكان خريتاً ماهراً بالطريق . وكان على دين كفار قريش

استعان بمطعم بن عدي لما رجع من الطائف وخاف من أهل مكة بعد موت عمه أبي طالب فاستجار بغيره فلم يستجيبوا فاستجار بالمطعم وهو من كبارهم في الكفر

كما استعار صلى الله عليه وسلم يوم حنين من صفوان ابن أمية أدرعاً كثيرة , وخرج معه صفوان للقتال وكان حينذاك مشركاً

واستدلوا واستدلوا باستعانته صلى الله عليه وسلم بناس من اليهود كما تقدم، ، و بإخباره صلى الله عليه وسلم بأنها ستقع من المسلمين مصالحة الروم ويغزون جميعا عدوا من وراء المسلمين. قال في البحر : وتجوز الاستعانة بالمنافق إجماعاً لاستعانته صلى الله عليه وسلم بابن أبي وأصحابه.)

هذه بعض الآثار التي استدل بها المخالفون على جواز الاستعانة بالقوات الكافرة الأمريكية ومن عاونهم إلى بلاد المسلمين ومحاربتهم للمسلمين وسفك دمائهم وأسرهم واغتصاب نسائهم واحتلال أوطانهم

(وعند النظر إلى هذه الأحاديث لا نجد حديثا واحدا مما ذكر هؤلاء يدل على صحة ما ذهبوا إليه ،فالأحاديث التي ذكروها إنما هي أحاديث تتعلق بأشخاص ولا علاقة لها بموضوعنا البتة )

أولا : فقزمان وإن كان مشركا ولكنه فرد ويقاتل تحت راية المسلمين وضد الكفار الملحدين ، وحديثنا هو عن قتال المسلمين تحت راية المشركين وضد أبناء الدين فأين هذا من ذاك

ثانيا : جاء في الحديث الصحيح : " ارجع فلن أستعين بمشرك" وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : :" إنا لا نستعين بالمشركين"

(( فهل يا معشر العقلاء والأصوليون هل يقدم النص الصحيح والصريح على النص المحتمل والمتأول ، وهل تقدم دلالة المنطوق على دلالة المفهوم ، وهل يستدل بحادثة عين ومسألة فردية جزئية على قضية كلية قضية أمة وشعب ،

وأين الأصل وأين الفرع في حكم هذا القياس وما هي العلة التي بنيت عليها حكمكم ، فقصة قزمان قصة شخص وهو مشرك والذي يريد أن يقاتلهم كفار وهو تحت راية الإسلام والفرع الذي قستم عليه أصلكم يختلف تماما فأمريكا دولة كافرة ولها جيش جرار ويريد أن يقاتل أهل الإيمان وهم من لهم الشوكة والمسلمون تحت رايتهم فأين هذا من قصة قزمان ، وقصة العين على خزيمة عام الحديبية ، وكذلك قصة صفوان ومطعم بن عدي ، وأين علة الحكم فالأول نصر الإسلام على الكفار وطمس رايتهم ، وأنتم علة حكمكم البقاء على الحكام واستعنتم بالكفار الذي كانت العلة في حكم الأصل مقاتلهم وطمس رايتهم فرفعتموها عاليا حتى ذلت رقاب المسلمين تحت إمرتها ))