عرض مشاركة مفردة
  #20  
قديم 13-01-2007, 05:40 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

موقفه من الأحزاب السياسية العراقية ..

كان الشهيد منذ استلام مهامه في القيادة العراقية، قد كُلف بمسألة التعامل مع القوى السياسية المحلية والخارجية. و قد كان شعاره باستمرار (اكسب صديقك بالبينة خير من أن تفقده بالغموض). فلذلك كان يعبر عن نفسه وعن ما يمثله من قوة تصطف من خلفه، أنه على مر التاريخ وعندما تفرض أي قوة إرادتها لا بد من إعطاء الآخرين فرصتهم في الحياة ويزاولوا حياتهم ومشاعرهم و يحتفظوا بخصوصيتهم وأن يسهموا في الحياة العامة (بما فيها الدولة) وفق نظام يصان فيه خط الدولة .. وهو نهج استلهم من تراثنا العربي الإسلامي، حسب الكيفية التي تعاملت بها الدولة الإسلامية مع الأقليات الدينية والقومية في صدر الدولة الإسلامية و ما تلاها ..

وكان يضع ثوابت تفرق بين أعداء الأمة و نهج البعث و بين مفارقيه الذين يختلفون معه على نقاط يمكن معالجتها بالحوار .. لذلك كان يصنف القوى من هذا الباب .. فكانت إقامة علاقات مع الدول العربية تأخذ أسا ينبع من روح الانتماء للأمة، وكان التعامل مع الأحزاب الداخلية في العراق ينطلق من نفس المعيار .. فكان التعامل مع الحزب الشيوعي الذي كان ينضوي تحت صنف المفارقين هو وبعض الأحزاب الكردية.. فقد بادرت القيادة بإبرام بيان 11/آذار في 11/3/1971 لحل المسألة الكردية بمنحها حكما ذاتيا متقدما. وكان قد تلاها في 6/3/1973 (وصدر بيان رسمي في تشكيل الجبهة في 17/7/1973) إقامة الجبهة الوطنية التقدمية العراقية التي اشترك فيها الحزب الشيوعي(انضم إليها الحزب الديمقراطي الكردستاني والقوميون) ونال الشيوعيون مقعدين في الحكومة العراقية، وافتتح مقراته بشكل علني، وأصدر جريدته (طريق الشعب )، ونحن إذ نتوقف عند تقييم العلاقة مع الحزب الشيوعي بصفته (الحزب التكاملي ) الثاني بعد حزب البعث في العراق، فإننا بذلك نؤشر على نمطية العلاقة التي تناولها من تناولها بسوء ليرمي بها نظام الحكم في العراق ويحمله مسئولية ما تم نسجه إعلاميا بصورة تعب من صاغها في بناءها ليشوه تلك الصورة الوطنية ..

1ـ كان العراق قد اختار الدول التي تعادي الإمبريالية الأمريكية وتقف الى جانب قضايا الأمة العربية، وخصوصا قضية الأمة المركزية في فلسطين، ففي زيارة للشهيد للاتحاد السوفييتي عام 1970، كمسئول حزبي لا بصفته نائبا لرئيس مجلس قيادة الثورة .. واجهه عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفييتي (بوناماريوف) بالقول: لا نستطيع أن نقيم معكم علاقات حزبية، إلا إذا أصبحت علاقاتكم جيدة مع الحزب الشيوعي العراقي.. فرد الشهيد: لسنا باكين على علاقتنا الحزبية معكم في يوم ما عن هذا الطريق..

2ـ بالرغم من أن الحزب الشيوعي العراقي قد دخل في الجبهة الوطنية التقدمية العراقية، فإن أعضاء الحزب الشيوعي إذا ما وجه لهم سؤال حول رأيهم في الثورة والدولة العراقية، فإن جوابهم يكون شاتما ساخرا للدولة وقيادتها.

3ـ بالرغم من أن الحزب الشيوعي، يٌفترض أن يكون ضد القومية، فإنه كان يثير الفتن بين الأقليات في العراق وبالذات الأكراد لإثارة النعرة القومية، طالما أنه في ذلك يزعج فيها حزب البعث .. كذلك لم يذكر التاريخ أن الحزب الشيوعي العراقي قد كتب بيانا أو سطرا في قضية (عرب الأحواز) ونضالهم ضد إيران.

4ـ رغم ما معروف عن الأحزاب الشيوعية في إنكارها لوجود الله عز وجل، واستخفافها بالمشاعر والطقوس الدينية، فقد كان الحزب الشيوعي العراقي يبادر في إحياء الطقوس الهجينة التي أدخلها الفرس على الطائفة الشيعية في إحياء ذكرى استشهاد الحسين بن علي رضوان الله عليهما. تمردا على قرار الدولة في منع تلك المظاهر التي وضعت أصلا من قبل الفرس لإبقاء الفتنة قائمة الى يوم الدين (علما أنه ليس كل الشيعة العرب يمارسون المبالغات المبتدعة من الفرس)




5ـ كان العراق يدعو باستمرار لنصرة القضية الفلسطينية، كان الشيوعيون العراقيون يقيمون علاقات مع الحزب الشيوعي الصهيوني، ضاربين بعرض الحائط مشاعر العرب ..

6ـ في الوقت الذي خرج الناس منتصف ليلة 1/6/1972 للاحتفال بقرار التأميم التاريخي لشركات النفط الأجنبية، بما في ذلك الشيوعيين أنفسهم، فما لبث الشيوعيون العراقيون أن تراجعوا عن تأييدهم لقرار التأميم، عندما كان موقف القيادة السوفييتية قد انكشف بعدم تأييد التأميم العراقي ..

7ـ في الحرب العراقية الإيرانية، وقف الشيوعيون العراقيون الى جانب إيران، طالما كان ذلك ضد المصلحة الوطنية العراقية!

8ـ عندما دخل الأمريكان للعراق في 9/4/2003 اصطف الشيوعيون الى جانب المحتل وانخرطوا منذ تشكيل مجلس الحكم المحلي (المهزلة) .. الى جانب الصفويين ..

أما ادعاءاتهم في قمعهم من قبل الثورة، فقد وقعوا على اتفاقية الجبهة الوطنية التقدمية، والتي كان من بنودها عدم تشكيل تنظيمات حزبية داخل صفوف القوات المسلحة، وعندما انكشفت خلايا تنظيمية لحزبهم داخل القوات المسلحة، فقد حكم على مجموعة منهم بالإعدام، ولكن حكم الإعدام قد تأجل تنفيذه لأكثر من عام، عسى أن تلتزم قيادة الحزب الشيوعي ببنود الاتفاقية ولكن بعد أن تكررت تلك الوقائع، نفذ حكم الإعدام بمجموعة من الواحد وثلاثين الذين ضبطوا في تلك التنظيمات ..

وفي عام 1978 عندما دعي الشيوعيون الى ترميم علاقتهم بالجبهة الوطنية، ظهرت قيادتهم لتزعم بأن قيادة البعث في مأزق، فكان جوابهم أن المفاوضات بهذا الشأن ستكون خارج العراق وعند قيادة غير عراقية وغير عربية! فتوقفت منذ ذلك التاريخ العلاقة والتعامل معهم ..

المراجع :
1ـ الموسوعة السياسية جزء 4/ أسسها د عبد الوهاب الكيالي/ 1986
2ـ خندق واحد أم خندقان/ صدام حسين/ 1980
3ـ التقرير المركزي للمؤتمر القطري التاسع لحزب البعث/ 1982/ الفصل الأول/الحياة الداخلية والظروف الذاتية في الحزب والثورة.
__________________
ابن حوران