عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 17-01-2007, 10:43 PM
على رسلك على رسلك غير متصل
سـحـابة ظــــل
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
المشاركات: 6,053
إفتراضي ابـــن الـــســـبـــيـــل...!!!

سـار والـدرب ركامٌ من iiغباء ..... كـل شـبر فـيه شيطان بدائي

كـان يـرتدٌ ويـمض مـثلما .... تـخبط الريح، مضيقاً من عناء

بـين جـنبيه، جـريح هـاربٌ ..... مـن يد الموت، ومسلول فدائي

يصلب الخطوَ على ذعر الحصى ..... وعـلى جـذعٍ مـديدٍ من شقاءِ

وعـلـى مـنعطفٍ أو شـارعٍ ..... مـن دم الذكرى وأنقاض الرجاءِ

مـن يـعي يـسأله: أيـن أنا؟ ..... ضـاع قدّامي، كما ضاع ورائي

وإلـى لامـنتهى هـذا السرى ...... فـي المتاهاتِ، ومن غير ابتداء

إنـني أخـطو على شلوي وفي ..... وَهْـوهَات الـريح، أشتم دمائي

مـن يـؤاويني؟ أيصغي منزلٌ .... لـو أنـادي، أو يعي أي خباء؟

الـمـمرات، مـغـاراتٌ لـهــــا .... وثـبة الـجنّ، وإجـفال الظباءِ

وهـناك الـشهب غـربان، بلا .... أعـين، تـجتاز غـيماً لانهائي

وهـنا الـشمس عجوز، تحتسي .... ظـلها، تصبو إلى تحديق رائي

مَـنْ دنا منّي؟ وكالطيف التوى ..... ونـأى، خـلف خيالات التنائي

مـن وراء الـتلّ عـنَتَّت غابةٌ ..... مـن أفـاعٍ، وكهوف من عُواء

وعـيـون، كـالمرايا، لـمعت ..... فـي وجـوه، من رمادٍ وانحناء

إنـه حـشد، بـل اسـمٍ وجههُ ..... خـلفهُ مـرآهُ تـزوير الـطلاء

مَـنْ يـرى؟ أي زحـام ودرى ..... إنـه يـرنو إلى زيف الخواءِ؟

وبــلا زادٍ ولا دربٍ مـضى ..... كـالخيالات الـكسيحات الظماءِ

تـخفُقُ الأحـزان، فـي أهدابه .... وتـناغي، كـعصافير الـشتاءِ

يـنحني، يستفسر الأطراق عن ..... وجهه الذاوي، وعن بابٍ مضاءِ

عـن يـد، صيفيةِ اللّمس وعن ..... شـرفةٍ جذلى، وعن نبض iiغناءِ

وتـأنت نـجمةٌ أرسـى عـلى ..... جـفنها طـيفٌ، خريفي الرِّداءِ

فـتـملاها مـلـيّاَ وارتــدى ..... جـوّ عـينيه، أصيلاً من صفاءِ

والـتظى بـرق، تـضنَّى خلفه ..... ألـف دنـيا، من ينابيع السخاءِ

وبـلا وعـي دنـا، مـن كوخه ..... كـغريقٍ، عـاد من حَلقِ الفناءِ

فـأحسَّ الـبابَ يـلوي حـولهُ ..... ساعدي شوقٍ، وحضناً من بكاءِ

أيــن مـن يـسأله، يـخبرهُ .... عـن مـآسيه فيحنو أو يرائي؟

وجـثا، يـحنو عـليه مـنزلٌ .... سـقفه الـثلج، وجدران المساءِ

وكـمـا تـنـجرّ أمُّ ضـيَّعت ..... طـفلها، يـبحث عن أدنى غذاءِ

يـجتدي الـصمت نـداءً أو يداً ...... أو فـماً يـفترُ، أو رجـع نداءِ

ويـداري الـسُّهْدَ أو يـرنو إلى ..... ظـله، يـختال في ثوبٍ نسائي

فـتـعـاطيه مـنـاهُ أكـؤسـاً ...... مـن دخانٍ، واحتضاناً من هباءِ

تـحـتسي أنـفـاسَه أمـسـيةُ ..... عـاقر، تـمتص ألـوانَ الهواءِ

هـل هـنا لابن سبيل الريح من ..... مـوعدٍ؟ أو هـاهنا دفء لقاءِ؟

عـاد مـن قـفرٍ دُخـاني، إلى ...... عـامرٍ، أقـفرَ مـن ليل العَرَاءِ

وغـداَ يـبتدئ الأشـواط مـن ....... حـيث أنـهاها، إلى غير انتهاءِ

يـقطع الـتيه، إلـى التيه، بلا ...... شـوق أسـفارٍ، ولا وعد انثناءِ

وبـلاذكـرى، ولاسـلوى رؤىً ..... وبـلا أرض، ولا ظـل سـماءِ

عـمـره دوَّامـةٌ مـن زئـبقٍ ...... وسـهادٌ، وطـريقٌ مـن غـبَاءِ

الشاعر عبدالله البردوني
__________________
الرد مع إقتباس