نعم إخوتي الأفاضل ... إن مهنة التعليم من أعرق المهن وأعظمها وأكثرها انتشاراً في المجتمعات كافة، فهي تتعامل مع النشء، أغلى ما يملكه المجتمع، كما سمّيت(أم المهن) لما تتصف به من الشمول، إذ تعتبر مسؤولة عن تنمية الجوانب العقلية والجسمية والانفعالية لدى الإنسان. لقد كرم الإسلام هذه المهنة، فاعتبرها مهنة الأنبياء والمرسلين ...
أما بخصوص كلام أختنا بيلسان فهو للأسف الشديد صحيح ... فقد كنا كلما رأينا أستاذ سابق يمر من أمامنا نقف والذي بيده سيكاره يرميها أو يخبأها ... ولكن في الوقت الحاضر الأمور أصبحت تسير بشكل عكسي وذلك لأسباب عدة (حسب إعتقادي) :
أولاً : أن الإهتمام بالمعلم من النواحي المادية والإجتماعية اصبح قليل جداً، فرواتب المدرسين لا تكفيهم لآخر الشهر .
ثانياً : أن الأستاذ أصبح لا يهتم بفهم الطالب وإنما مادة يعطيها فقط ... وأغلبهم ينتظر لإعطاء الدروس الخصوصية (أصبح الموضوع تجارة) ...
ثالثاً : نظراً لكل ما تقدم فإن المعلم أصبح محبطاً ولا يوجد لديه الدوافع لإعطاء جميع ما لديه ...
رابعاً : انتشار المدارس الخاصة والتي تقدم علامات عالية كبرهان على أن طلبتها متفوقين وعلاماتهم عالية .. وينصدمون الطلاب والأهل عند الوصول إلى مرحلة التوجيهي ...
خامساً : تطور العلم والذي واكبه عدم الإهتمام بالمعلم وتطويره عبر الدورات المتقدمة للإطلاع على الوسائل المتطور للتعليم والتطور العلمي في العلوم مما يجعل معلمنا مكانك سر ...
سادساً : عدم وجود الدورات التي تطور من الإستاذ نفسه في بداية عملية التعليم وذلك لأن التعامل مع الطلاب يحتاج إلى مهارة وفن التعامل في توصيل المعلومات للطالب وهذه المهارات ليست فطرية وإنما هي تعليمية وخبرة يجب على المعلم أن يتعلمها ويتقنها أيضاً .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدنيا ملعونة ملعونٌ ما فيها إلا ذكرَ الله وما والاه، أو معلم أو متعلم"
قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: تعلموا العِلم فإن تعلمه حسنة، وطلبه عبادة، وبذله
لأهله قربة. والعِلْم منار سبَيِل أهل الجَنَّة، والأنيس في الوحشة، والصَاحِب في الغربة، والمحدث في الخلوة، والسّلاَح في الأعداء ... يبلغ بالعبد منازل الأخيار والدرجات العلا في الدُنيا والآخرة .
رحم الله أبو الدرداء رضيَ الله عنه حين قال: "تعلموا قبل أن يُرفع العلم، فإن العالم والمتعلم
في الأجر سواء"
قال الأخطل الصغير في المعلم:
رفعوا على شرف لـواك **** ورعت عيونهم سماك
أحبيب هذا النشء تسـقيه **** علـــى ظمــأ دمــاك
هذا رأيي والله تعالى أعلم ...
إن المعلم والطبيب, كلاهما **** لا ينصحان إذا هما لم يكرما
فاصبر لدائك إن جفوت طبيبه **** واصبر لجهلك إن جفوت معلما
في النهاية نشكر أخينا الفاضل على طرح الموضوع ...
والله يكون بعون المعلم والطلاب والأهالي والمجتمع ....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|