أخي الكريم
السلام عليكم
علم التفسير كما تعلم من العلوم الناضجة، وفيه مدارس كثيرة، كالتفسير بالأثر والتفسير باللغة والتفسير بالرأي، وأرجو منك ضبط ما تنقله من القرآن لأنه كلام الله، فقد وردت كلمة (خاشعة) خطأ (غاشعة).
وفيما يلي بعض أقوال العلماء في هذه الآية:
جاء في [تفسير البيضاوي، ج5، ص483]
{هل أتاك حديث الغاشية} الداهية التي تغشى الناس بشدائدها، يعني يوم القيامة، أو النار من قوله تعالى: {وتغشى وجههم النار}.
{وجوه يومئذ خاشعة} ذليلة.
{عاملة ناصبة} تعمل ما تتعب فيه كجر السلاسل، وخوضها في النار خوض الأبل في الوحل، والصعود والهبوط في تلالها ووهادها، ما عملت ونصبت في أعمال لا تنفعها يومئذ.
وفي [تفسير القرطبي، ج7، ص65]
{وجوه يومئذ خاشعة} فهذا في الآخرة.
{عاملة ناصبة} في الدنيا.
وفي [القرطبي، ج20، ص26]
{وجوه يومئذ} أي يوم القيامة.
{خاشعة} قال سفيان: أي ذليلة بالعذاب. وكل متضائل ساكن خاشع. يقال: (خشع في صلاته) إذا تذلل ونكس رأسه. و(خشع الصوت) خفي، قال الله تعالى: {وخشعت الأصوات للرحمن}.
والمراد بالوجوه أصحاب الوجوه.
وقال قتادة وابن زيد: {خاشعة} أي في النار.
والمراد وجوه الكفار كلهم، قاله يحيى بن سلام.
وقيل أراد وجوه اليهود والنصارى، قاله ابن عباس.
ثم قال: {عاملة ناصبة} فهذا في الدنيا لأن الآخرة ليست دار عمل، فالمعنى: وجوه عاملة ناصبة في الدنيا خاشعة في الآخرة.
|