عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 30-09-2000, 09:22 AM
الدكتور2000 الدكتور2000 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2000
المشاركات: 101
Post

[ويتابع ابن كثير في تفسيره عن معراج النبي (صلى الله عليه وسلم) فيقول ماذا رأى في كل سماء]:

قال: ثم صعد به إلى السماء، فاستفتح، فقيل من هذا يا جبريل؟ فقال: محمد. فقال: أو قد أرسل إليه؟ قال: نعم. قالوا: حياه الله من أخ ومن خليفة، فنعم الأخ ونعم الخليفة، ونعم المجيء جاء.
ففتح لهما فدخل فإذا هو برجل تام الخلق لم ينقص من خلقه شيء كما ينقص من خلق الناس، عن يمينه باب يخرج منه ريح طيبة وعن شماله باب يخرج منه ريح خبيثة. فإذا نظر إلى الباب الذي عن يمينه ضحك واستبشر، وإذا نظر إلى الباب الذي عن شماله بكى وحزن. فقلت: يا جبريل، من هذا الشيخ التام الخلق الذي لم ينقص من خلقه شيء؟ وما هذان البابان؟ فقال: هذا أبوك آدم، وهذا الباب الذي عن يمينه باب الجنة، فإذا نظر إلى من يدخل الجنة من ذريته ضحك واستبشر، والباب الذي عن شماله باب جهنم، إذا نظر إلى من يدخلها من ذريته بكى وحزن.
ثم صعد به جبريل إلى السماء الثانية، فاستفتح فقيل: من هذا معك؟ فقال محمد رسول الله. قالوا: أو قد أرسل إليه؟ قال: نعم. قالوا: حياه الله من أخ ومن خليفة، فنعم الأخ ونعم الخليفة، ونعم المجيء جاء.
قال: فدخل فإذا هو بشابين. فقال: يا جبريل، من هذان الشابان: قال: هذا عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا ابنا الخالة (عليهما السلام).
قال فصعد به إلى السماء الثالثة، فاستفتح، فقالوا: من هذا؟ قال: جبريل. قالوا: ومن معك؟ قال: محمد. قالوا: أو قد أرسل إليه؟ قال: نعم. قالوا: حياه الله من أخ ومن خليفة، فنعم الأخ ونعم الخليفة، ونعم المجيء جاء.
قال: فدخل فإذا هو برجل قد فضل على الناس في الحسن كما فضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب. قال: من هذا يا جبريل الذي قد فضل على الناس في الحسن؟ قال: هذا أخوك يوسف (عليه السلام).
قال: ثم صعد به إلى السماء الرابعة، فاستفتح، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل. قالوا: ومن معك؟ قال: محمد. قالوا: أو قد أرسل إليه؟ قال: نعم. قالوا: حياه الله من أخ ومن خليفة، فنعم الأخ ونعم الخليفة، ونعم المجيء جاء.
قال: فدخل فإذا هو برجل. قال: من هذا يا جبريل؟ قال هذا إدريس (عليه السلام) رفعه الله مكانا عليا.
ثم صعد به إلى السماء الخامسة، فاستفتح. فقالوا: من هذا؟ قال: جبريل. قالوا: ومن معك؟ قال: محمد. قالوا: أو قد أرسل إليه؟ قال: نعم. قالوا: حياه الله من أخ ومن خليفة، فنعم الأخ ونعم الخليفة، ونعم المجيء جاء.
قال: فدخل فإذا هو برجل جالس وحوله قوم يقص عليهم. قال: من هذا يا جبريل، ومن هؤلاء حوله؟ قال: هذا هارون المحبب (عليه السلام)، وهؤلاء بنو إسرائيل.
ثم صعد به إلى السماء السادسة، فاستفتح. فقيل: من هذا؟ قال: جبريل. قالوا: ومن معك؟ قال: محمد. قالوا: أو قد أرسل إليه؟ قال: نعم. قالوا: حياه الله من أخ ومن خليفة، فنعم الأخ ونعم الخليفة، ونعم المجيء جاء.
قال: فدخل فإذا هو برجل جالس، فجاوزه، فبكى الرجل. فقال: يا جبريل من هذا؟ قال: موسى (عليه السلام) قال: فما باله يبكي؟ قال: يزعم بنو إسرائيل أني أكرم بني آدم على الله (عز وجل) وهذا رجل من بني آدم قد خلفني في دنيا وأنا في أخرى، فلو أنه بنفسه لم أبال، ولكن مع كل نبي أمته.

[يتبع عن السماء السابعة إن شاء الله]