عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 24-01-2007, 10:58 AM
بلوشستاني للأبد بلوشستاني للأبد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
المشاركات: 177
إفتراضي

وكان صلى الله عليه وسلم إذا سئل عن عمل يدخل به العبد الجنة وينجو به من النار قال له : ( تشهد أن لا الله إلا الله وأن محمدا رسول الله ) وربما قال له : ( تعبد الله ولا تشرك به شيئا ) فعبر له بالمعنى ، فإن معنى شهادة أن لا إله إلا الله : أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا . ولهذا لما سأله جبرائيل عليه السلام في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال : يا رسول الله ، أخبرني عن الإسلام؟ قال : ( الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا) وفي حديث عمر رضي الله عنه قال : ( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ) فهذا يفسر هذا : فإن شهادة أن لا إله إلا الله : معناها إفراد الله بالعبادة ، وهذا هو عبادة الله وعدم الإشراك به مع الإيمان برسوله عليه الصلاة والسلام . وجاءه رجل فقال : يا رسول الله دلني على عمل أدخل به الجنة وأنجو من النار قال ( تعبد الله ولا تشرك به شيئا ) ثم قال ( وتقيم الصلاة ) إلى آخره . فعبادة الله وعدم الإشراك به هذا هو معنى لا إله إلا الله قال الله تعالى : {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ}[26] يعني : اعلم أنه المستحق للعبادة ، وأنه لا عبادة لغيره ، بل هو المستحق لها وحده ، وأنه الإله الحق ، الذي لا تنبغي العبادة لغيره عز وجل . وإنكار المشركين لها يبين معناها . لأنهم إنما أنكروها لما علموا أنها تبطل آلهتهم وتبين أنهم على ضلالة ولهذا أنكروها فقالوا : {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِداً}[27] وقال الله عنهم : {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ}[28] فعرفوا أنها تبطل آلهتهم وتبين زيفها ، وأنها لا تصلح للعبادة ، وأنها باطلة ، وأن الإله الحق هو الله وحده سبحانه وتعالى . ولهذا أنكروها فعبادتهم للأصنام أو الأشجار أو الأحجار ، أو الأموات أو الجن أو غير ذلك عبادة باطلة . فجميع المخلوقات ليس عندهم ضر ولا نفع ، كلهم مملوكون لله سبحانه وتعالى ، عبيده جل وعلا ، فلا يصلحون للعبادة . لأن الله سبحانه خالق كل شيء وهو القائل سبحانه وتعالى : {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ}[29] وقال جل وعلا : {إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ علْماً}[30]
فالواجب على كل مكلف ، وعلى كل مؤمن ومؤمنة من الجن والإنس التبصر في هذا الأمر وأن يعتني به كثيرا ، حتى يكون جليا عنده ، واضحا لديه . لأن أصل الدين وأساسه عبادة الله وحده ، وهو معنى شهادة أن لا إله إلا الله ، أي : لا معبود بحق إلا الله وحده سبحانه وتعالى ، ويضاف إلى ذلك الإيمان بالرسل وبخاتمهم محمد عليه الصلاة والسلام ، لابد من ذلك مع الإيمان بملائكة الله ، وكتب الله ، واليوم الآخر ، وبالقدر خيره وشره والإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله . كل ذلك لابد منه في تحقيق الدخول في الإسلام كما سبق بيان ذلك . وكثير من الناس يظن أن قول : لا إله إلا الله ، أو أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله يكفيه ولو فعل ما فعل ، وهذا من الجهل العظيم ، فإنها ليست كلمات تقال ، بل كلمات لها معنى لابد من تحقيقه بأن يقولها ويعمل بمقتضاها فإذا قال : لا إله إلا الله ، وهو يحارب الله بالشرك وعبادة غيره فإنه ما حقق هذه الكلمة ، فقد قالها المنافقون وعلى رأسهم عبد الله بن أبي بن سلول ، وهم مع ذلك في الدرك الأسفل من النار كما قال عز وجل :
{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً}[31] لماذا؟! . لأنهم قالوها باللسان وكفروا بها بقلوبهم ، ولم يعتقدوها ولم يعملوا بمقتضاها فلا ينفعهم قولها بمجرد اللسان . وهكذا من قالها من اليهود والنصارى وعباد الأوثان ، كلهم على هذا الطريق ، لا تنفعهم حتى يؤمنوا بمعناها وحتى يخصوا الله بالعبادة ، وحتى ينقادوا لشرعه . وهكذا اتباع مسيلمة الكذاب والأسود العنسي والمختار بن أبي عبيد الثقفي الذين ادعوا النبوة وغيرهم يقولون لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، لكن لما صدقوا من ادعى أنه نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم كفروا ، وصاروا مرتدين . لأنهم كذبوا قول الله تعالى : {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}[32] فهو خاتمهم وآخرهم ، ومن ادعى بعده أنه نبي أو رسول صار كافرا ضالا ، وهكذا من صدقه كأتباع مسيلمة في اليمامة والأسود العنسي في اليمن والمختار في العراق وغيرهم لما صدقوا هؤلاء الكذابين بأنهم أنبياء . كفر من صدقهم بذلك واستحقوا أن يقاتلوا . فإذا كان من ادعى مقام النبوة يكون كافرا؛ لأنه ادعى ما ليس له في هذا المقام العظيم ، وكذب على الله فكيف بالذي يدعي مقام الألوهية ، وينصب نفسه ليعبد من دون الله؟ لا شك أن هذا أولى بالكفر والضلال . فمن يعبد غير الله ، ويصرف له العبادة ، ويوالي على ذلك ويعادي عليه فقد أتى أعظم الكفر والضلال .
__________________
ان يسرقوك{بلوشستاننا} من تاريخنا
لن ينزعوك من صدورنا{ بلوشستاني... الهوية و الانتماء..حتى الممات}
{هدفنا اعادة البناء و تصحيح المسار لهذة الصحوة}
:: احرام على بلابله الدوح،حلا ل على الطير من كل جنس::http://www.peakbagger.com/map/r434.gif