عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 24-01-2007, 11:02 AM
بلوشستاني للأبد بلوشستاني للأبد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
المشاركات: 177
إفتراضي

وهذا أمر أوضحه العلماء ، وبينوه في كتبهم ، وهو محل إجماع ووفاق بين أهل العلم ، فينبغي لك يا عبد الله أن تكون على بصيرة ، وألا تنخدع بقول الجاهلين والضالين من القبوريين وغيرهم ، من عباد غير الله ، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا ، وجهلوا دين الله ، حتى عبدوا مع الله غيره ، ويزعمون أنهم بذلك ليسوا كافرين لأنهم يقولون : لا إله إلا الله ، وهم ينقضونها بأعمالهم وأقوالهم ، وتعلم أيضا أن هاتين الشهادتين اللتين هما أصل الدين وأساس الملة ينتقضان في حق من أتى بناقض من نواقض الإسلام .
فلو أن هذا الرجل أو هذه المرأة شهدا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وصليا وصاما إلى غير ذلك من أعمال ، لكنهم يقولان إن الجنة ليست حقيقة أو أن النار ليست حقيقة ، فلا جنة ولا نار ، بل كله كلام ماله حقيقة ، فإنهما يكفران بذلك القول كفرا أكبر ، بإجماع المسلمين.
ولو صلى وصام من قال ذلك وزعم أنه مسلم موحد لله وترك الشرك ولكنه يقول : إن الجنة أو النار ليستا حقا ، ما هناك جنة ولا نار ، أو قال : ما هناك ميزان ، أو ما هناك قيامة ، ما فيه يوم آخر ، فإنه بذلك يصير مرتدا كافرا ضالا عند جميع المسلمين.
أو قال : إن الله ما يعلم الغيب أو لا يعلم الأشياء على حقيقتها ، فإنه يكفر بذلك لكونه بهذا القول مكذبا لقول الله سبحانه : {إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[40] وما جاء في معناها من الآيات ، ولأنه قد تنقص ربه سبحانه وتعالى ، وسبه بهذا القول ، وبهذا تعلم يا أخي أن شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله : هي أصل الإيمان وهي أساس الملة ، ولكنها لا تعصم قائلها إذا أتى بناقض من نواقض الإسلام ، بل لابد من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وبالقدر خيرة وشره .
ولابد مع ذلك من أداء فرائض الله ، وترك محارم الله ، فمن أتى بعد ذلك بناقض من نواقض الإسلام بطل في حقه قول لا إله إلا الله ، وصار مرتدا كافرا ، وإن أتى بمعصية من المعاصي التي دون الشرك نقص دينه ، وضعف إيمانه ، ولم يكفر كالذي يزني أو يشرب الخمر ، وهو يؤمن بتحريمها فإن دينه يكون ناقصا ، وإيمانه ضعيفا ، وهو على خطر إذا مات على ذلك من دخول النار والعذاب فيها ، ولكنه لا يخلد فيها إذا كان قد مات موحدا مسلما ، بل له أمد ينتهي إليه حسب مشيئة الله سبحانه وتعالى ، ولكنه لا يكون آمنا ، بل هو على خطر من دخول النار . لأن إيمانه قد ضعف ونقص بهذه المعصية ، التي مات عليها ولم يتب ، من زنى أو سرقة أو غيرهما من الكبائر .
فالمخالفة لأمر الله قسمان :
قسم يوجب الردة ، ويبطل الإسلام بالكلية ، ويكون صاحبه كافرا كالنواقض التي أوضحتها سابقا .
والقسم الثاني : لا يبطل الإسلام ولكن ينقصه ويضعفه ، ويكون صاحبه على خطر عظيم من غضب الله وعقابه إذا لم يتب ، وهو جنس المعاصي التي يعرف مرتكبها أنها معاصي ، ولكن لا يستحلها ، كالذي مات على الزنى ، أو على الخمر ، أو على عقوق الوالدين ، أو على الربا ونحو ذلك . . فهذا تحت مشيئة الله ، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له ، لقول الله عز وجل : {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}[41] لأنه ليس بكافر؛ لكونه لم يستحل هذه الأمور ، وإنما فعلها اتباعا للهوى والشيطان ، أما من استحل الزنى أو الخمر أو الربا فإنه يكفر كما تقدم بيان ذلك ، فينبغي التنبه لهذه الأمور ، والحذر منها ، وأن يكون المسلم على بصيرة من أمره . وهذا الذي ذكرناه هو قول أهل السنة والجماعة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رضوان الله عليهم واتباعهم بإحسان .

رزقني الله وجميع المسلمين الاستقامة على دينه ، ومن علينا جميعا بالفقه في الدين ، والثبات عليه ، وأعاذنا الله جميعا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا إنه سميع قريب ، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.
__________________
ان يسرقوك{بلوشستاننا} من تاريخنا
لن ينزعوك من صدورنا{ بلوشستاني... الهوية و الانتماء..حتى الممات}
{هدفنا اعادة البناء و تصحيح المسار لهذة الصحوة}
:: احرام على بلابله الدوح،حلا ل على الطير من كل جنس::http://www.peakbagger.com/map/r434.gif