[وتابع ابن كثير في تفسيره إيراد حديث المعراج، وقد صعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) السماء السابعة فقال]:
قال: ثم صعد به إلى السماء السابعة، فاستفتح. فقيل: من هذا؟ قال جبريل. قالوا: ومن معك؟ قال: محمد. قالوا: أو قد أرسل إليه؟ قال: نعم. قالوا: حياه الله من أخ ومن خليفة، فنعم الأخ ونعم الخليفة، ونعم المجيء جاء.
قال: فدخل فإذا هو برجل أشمط جالس عند باب الجنة على كرسي وعنده قوم جلوس بيض الوجوه أمثال القراطيس، وقوم في ألوانهم شيء. فقام هؤلاء الذين في ألوانهم شيء فدخلوا نهرا فاغتسلوا فيه فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شيء، ثم دخلوا نهرا آخر فاغتسلوا فيه فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شيء، ثم دخلوا نهرا آخر فأغتسلوا فيه فخرجوا وقد خلت ألوانهم فصارت مثل ألوان أصحابهم. فجاؤا فجلسوا إلى أصحابهم.
فقال: يا جبريل، من هذا الأشمط؟ ثم من هؤلاء البيض الوجوه؟ ومن هؤلاء الذين في ألوانهم شيء؟ وما هذه الأنهار التي دخلوا فيها فجاؤا وقد صفت ألوانهم؟
قال: هذا أبوك إبراهيم، أول من شمط على وجه الأرض. وأما هؤلاء البيض الوجوه فقوم لم يلبسوا إيمانهم بظلم. وأما هؤلاء الذين في ألوانهم شيء فقوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، فتابوا، فتاب الله عليهم. وأما الأنهار فاولها رحمة الله، والثاني نعمة الله، والثالث سقاهم ربهم شرابا طهورا.
[يتبع: سدرة المنتهى]
|