أخي الرذاذ
إنه واضح وضوحا لا شك فيه أن علم الدين لا يؤخذ من الأطفال وليست هذه الفطرة بل الفطرة هي أن الله تعالى بعدما أخذ العهد على البشر في ظهر سيدنا ءادم عليه الصلاة والسلام رضوا وهكذا فإن كل مولود يولد على الفطرة ولا يعني هذا بأنهم يعرفون الدين, ولما احتاج الأطفال إلى الذهاب إلى مجالس العلماء لتلقي العلوم وعلى رأسها العقيدة.
وها هم قوم سيدنا إبراهيم عليه السلام ولدوا منذ الصغر على عبادة الأصنام ويقولون بأنها الفطرة, ثم إن الولد تفكيره محدود وخصوصا من كان دون سن التمييز فهو يتخيل ويتخيل فلا يصح أن يكون سؤال الأطفال دليلا على من جاء بدليل شرعي صحيح فإن هذا أخي الرذاذ لا يرضاه أحد من المنصفين, فإن الأدلة معروفة القرءان والحديث الثابت والإجماع والقياس ولم يقل أحد: والأطفال
أما بالنسبة لابنتي فهي بحمد الله تقول بأن الله خلق السماء وكان قبل السماء بلا سماء وسبحان اللي بيغير وما بيتغير.
إبنتي تقول: الله موجود بلا مكان, قال صلى الله عليه وسلم: كان الله ولم يكن شىء غيره.
والسلطان المعظم صلاح الدين الأيوبي كان يأمر بتحفيظ هذه الأبيات في الكتاتيب:
وصانع العالم لا يحويه --- قطر تعالى الله عن تشبيه
قد كان موجودا ولا مكانا --- وحكمه الآن على ما كانا
سبحان جل عن المكان ---- وعز عن تغير الزمان
وأثبتوا لذاته التحيزا ---- قد ضل ذو التشبيه فيما جوزا
هذه هي العقيدة التي كان أطفال المسلمين يحفظونها ولكن ماذا نفعل إذا كانت الكثير من البلاد قد ابتليت بالتشبيه, إنا لله وإنا إليه راجعون
أما معنى الآية فإنها فوقية القهر وهذا واضح فإن الملائكة تنزل بالعذاب من فوق لأن الملائكة سكان السماء, تعالى ربنا عن مشابهة سكان السماء.
وقد قال صلى الله عليه وسلم: سبحانك أنت الظاهر فليس فوقك شىء وأنت الباطن فليس دونك شىء. رواه مسلم والبيهقي
فإذا كان لا شىء فوقه ولا شىء دونه - فهو بلا مكان لأن السماء فوقها العرش والسماء دونها الأرض.
وهذا نص من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه صلى الله عليه وسلم يقول بنفي المكان عن الله, وحبذا لو نتوقف هنا أخي الرذاذ.
والحمد لله وصلى الله على سيدنا رسول الله
|