الجالية الإسلامية في المملكة المتحدة تتصدى لتوني بلير
قامت ثمان وثلاثون هيئة، شملت منظمات وزعامات إسلامية واسعة الانتشار والتأثير في المملكة المتحدة بتخييب آمال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، عندما وقعت وثيقة تطعن فيها بمشروعية قراراته الأخيرة. حيث وقّّعت كبرى المنظمات الإسلامية في 2005-08-15 على وثيقة توضح موقفها فيها من الإجراءات الظالمة التي تطال المسلمين عموماً، وتستهجن فيها ترحيل ومعاقبة الناشطين في العمل الإسلامي، كما شجبت بشكلٍ واضح إصرار توني بلير حظر حزب التحرير، واعتبرت معاييره التي اعتمدها في اتخاذ تلك القرارات والإجراءات غير سليمة وغير حكيمة وفيها تجني وتعدي على حقوق بديهية.
ويعدّ التوقيع على هذه الوثيقة بمثابة توجيه ضربة قاسية لتوني بلير، حيث زعم حين أعلنها أنه يحظى بتأييد الجالية الإسلامية في بريطانيا! ومن بعض أهم الأسماء التي تبنت تلك الوثيقة:
Islamic Human Rights Commission, Muslim Association of Britain, FOSIS, Q News magazine, An-Nisa Society, Hizb ut-Tahrir Britain, Yvonne Ridley and Islam Channel, World Islamic Propagation Establishment UK, Algerian Community in Britain, Comparative Religious Centre Ltd and Islamic Forum Europe.
وتعتبر تلك الخطوة من رموز الجالية الإسلامية ومؤسساتها سابقةً من نوعها، فقد حظيت تلك الوثيقة بإجماع أغلب شرائح الطيف الإسلامي في بريطانيا، والتي للكثير منها امتدادات عالمية، حيث اتفقت تلك الجماعات على الرغم من التباينات الكثيرة فيما بينها على قضايا أساسية، عارضت فيها بلير وسياساته المزمع تطبيقها، والتي اشتملت بشكلٍ أساسي على النقاط التالية:
1. إن مصطلح الإرهاب الذي يستعمله الغرب لا يوجد له مضمون قانوني ولا تعريف متفق عليه عالمياً، ولذلك فإن تعويل توني بلير عليه يعتبر إخافقاً واضحاً، وتحريضاً غير مباشر من قبله على الجالية الإسلامية، التي ما أن يطلق ذلك اللفظ إلا وتتوجه الأنظار نحوها.
2. إن مقاومة الاحتلال الغاشم هو حقٌّ شرعي لا يمكن إنكاره ولا يصح استنكاره.
3. إن الطعن بشرعية وجود دولة "إسرائيل" هو أمرٌ مشروع وتعبيرٌ سياسيٌ لا غضاضة فيه.
4. إن المطالبة بحظر حزب التحرير أمرٌ لا داعي له وغير منصف، فضلاً عن أنه قرارٌ غير حكيم.
5. إن إغلاق المساجد بشكلٍ اعتباطي سيشدد الخناق على العمل السياسي المشروع ويشحن التوجه المتشدد ويغذيه.
6. إن ترحيل مواطنين مسلمين إلى بلدان متهمة بممارسة التعذيب فيه تعسفٌ وخرقٌ لأبسط حقوق البشر.
7. إن تبني المسلمين لقضاياهم وتعاطفهم مع أمتهم الممتدة في أرجاء المعمورة هو أمر محق، وخاصة مع ما تعانيه الأمة الإسلامية من مآسي ومظالم ينبغي إنكارها والعمل على إزالتها.
كما اعتبرت الوثيقة أن حديث بلير عن تحكيم الشريعة الإسلامية وتوحيد المسلمين في دولة الخلافة فيه كثيرٌ من إساءة الفهم والجهل والتعدي من قبل بلير على حقوق المسلمين الأساسية.
إنّ هذه المواقف المشرفة للجالية الإسلامية لتؤكد على أن رموزها وفاعلياتها باتوا يدركون الخطر الذي يتهدد إسلامهم، وليس حزباً أو شخصاً ما منها، كما يحاول بلير تصوير الأمر عليه، كما أنها توضح أن المسلمين لم يعودوا يأبهون بالغرب ولا يهابونه ، مع أنهم يقبعون في عرينه وبين فكيه. ذلك الغرب الذي أدمن معاملتهم معاملة الأسياد للعبيد. وهي بشرى لتعاضد القوى المخلصة لاتخاذ مزيدٍ من المواقف التي ينبغي على المسلمين تبنيها بصدد حماية هويتهم والدفاع عن أمتهم، وهي كذلك خطوة تجمع المسلمين وتحشد قواهم في الاتجاه الصحيح، في مواجهة تحدياتٍ حقيقية، ما نراه منها ما هو إلا بداية الغيث.
http://alarabnews.com/alshaab/2005/19-08-2005/3.htm