إيقاف الاقتتال الفلسطيني نهائياً
مما لاشك فيه ان الوضع الفلسطيني الراهن مقبل علي سيناريو أسوأ اذا لم يتدارك العقلاء الفلسطينيون الموقف سريعا ويعملون بجدية علي مواجهة الحقائق الماثلة علي الأرض عبر مكاشفة صريحة وواضحة تضع الامور في نصابها بدلا من المحاولات اليائسة التي لم ولن تقنع احدا بوضع حد لحالة الاحتراب والاقتتال التي تتواصل يوميا وتتسبب في نزيف الدم الفلسطيني المحرم علي الفلسطيني. ان استمرار الاشتباكات بين مقاتلي فتح وحماس رغم اعلان الاتفاق والهدنة عبر وسطاء لاكثر من مرة يدل علي ان الامر قد خرج عن السيطرة وان التعامل معه لابد ان يكون جادا وحازما بدلا من تسويات هدفها ارضاء اطراف علي حساب أخري وان هناك شيئا ما خطأ يقتضي تصحيحه وبشكل عاجل وسريع لاعادة الامور المختلطة الي نصابها.ولذلك فان الاجتماع المقرر ان تشارك فيه قيادات من السلطة فتح الحكومة حماس بمكة المكرمة يوم غد الثلاثاء يجب ان يكون ذا هدف واضح ومحدد وهو ايقاف الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني فورا ونهائيا عبر آلية ملزمة للجميع تكون لها المرجعية الكاملة للمحاسبة وإلا سيكون هذا اللقاء مثل غيره من اللقاءات واجتماعات الوساطة العديدة التي شهدتها الساحة الفلسطينية منذ اندلاع هذه الازمة المشؤومة.يعلم الجميع بمن فيهم قادة فتح وحماس الضالعين في تأزيم الوضع ان الساحة الفلسطينية مهيأة لأية احتمالات بسبب الاحتقان الراهن ولا تتحمل اية هزة وان الاقتتال الحالي يعد اكبر هزة للوضع قد يقوده الي مزالق ستكون عواقبها وخيمة علي الجميع ، خاصة وان إسرائيل قد بدأت تتربص بالفلسطينيين وفقا لماذكرته تقارير شبه مؤكدة انها تستعد لاجتياح غزة مرة أخري والسعي للاعتداء علي المسجد الاقصي وانها استغلت الوضع الفلسطيني الراهن لتنفيذ جرائمها سواء كانت بغزة او القدس الشريف. ولذلك فان الجميع مطالبون بوضع حد للوضع الراهن والعودة حالا لحالة الاستقرار ولن يتم ذلك إلا بايقاف كل مظاهر الاقتتال والتسلح وتجييش الشارع والكف عن تبادل الاتهامات وإلقاء اللوم باعتبار ان ما يحيط بالفلسطينيين خاصة من قبل إسرائيل يلزم ان تكون جميع الفصائل خاصة فتح وحماس علي قدر المسؤولية بعدم توتير الشارع الفلسطيني الذي يعيش ظروفا استثنائية، فجميع المقاتلين من فتح وحماس هم ابناء شعب واحد ومصيرهم واحد وقضيتهم واحدة.ان الهدنة التي تم التوصل اليها بين مقاتلي فتح وحماس بغزة والضفة يجب ان تكون دائمة وملزمة للجميع بعدم خرقها والالتزام بها حتي لا يمنحوا إسرائيل الفرصة لتنفيذ خططها واستراتيجياتها سواء في غزة او في المسجد الاقصي الشريف خاصة وان الجميع يعلمون ان الوضع لايتحمل الفشل او التسويف لان ما هو قادم أسوأ.
رأي الراية