الموضوع: البدعه
عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 01-10-2000, 08:52 AM
الدكتور2000 الدكتور2000 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2000
المشاركات: 101
Post

الأخ (موسى ابن غسان)
السلام عليكم

قد نتفق وقد نختلف فيما نقول وفيما نسوق من أدلة، لاسيما إن كان الدليل نفسه يسع القولين والثلاثة. وللإمام أحمد (رحمه الله) في بعض المسائل أكثر من قول في المسألة الواحدة، إما لتعدد الدليل وإما لتعدد الاجتهاد في فهم الدليل نفسه.

والذي فجر الموضوع ودفعه إلى حمأة الغضب المرذول أن (الجواهري) لم يكتف بسوق أدلته، وإنما اعتبر كل من خالفه (وفي بعض الأحيان من وافقه) ليس بشيء، وتعالى حتى قال لبعضهم أنه (ليس بشيء في العلم)، وأنه (يلاعبه)، وأنه (يرد على شيوخ شيوخه). كما جاء فيما ذكّرناه به، ونصحناه بالتوبة إلى الله من هذا الغرور، والدعوة بالحكمة، فكان جوابه ما يمكن أن تقرأه في صفحات الحوار من اتهام بالباطل، وتوزيع للشتائم بلا حساب، واستعلاء نسأل الله تعالى أن ينزهنا عنه.

وزاد موقفه من سؤالنا: متى نصل إلى مستوى السلف في مناظراتهم بعيداً عن (ضرب النعال) كما يطالب (الجواهري).

أما رأي علماء العصر باين تيمية وابن عبد الوهاب والألباني وغيره، فلا يقدم ولا يؤخر في مناظرات المعاصرين بمسائل الخلاف. وقد كان الخلاف وما زال بين مذاهب أهل السنة والجماعة، وقد انتقد عشرات من علماء المسلمين الذين عاصروا ابن تيمية وابن عبد الوهاب والذين التقوا بالألباني آراء هؤلاء جميعاً، كما واجهوا انتقاد ابن تيمية ومن كان على مذهبه.

ومع ذلك بقي الإسلام وبقي مستوى الحوار أرفع وأجل من أن ننزل به إلى تشبيه الخصوم (بالنفساء)، واللجوء إلى استخدام ألفاظ (الديوث) وغيرها، كما فعل (الجواهري).

وفي المسألة كتاب لطيف بعنوان (مناظرات ابن تيمية مع علماء عصره) لسيد جميلي. وغايتنا منه أدب الحوار، لأن مضمون المحاورات من قضايا الاختلاف التي كانت، وما زالت، ويعلم الله - وحده - متى تزول.

ونصيحتي من خلال التجربة، أن يكتفي أحدنا بعرض قوله في المسألة بعيداً عن حوار مباشر مع من لا يأمن على نفسه من نفسه. فالغضوب عدي نفسه. ذلك لأن الغضب للنفس من الشيطان.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.