الأخ هيثم
أراك دخلت بالمشاركة بدون تحية, ولا بأس بهذا
الدليل واضح كالشمس, فلو كانت اليد بمعنى اليد الحقيقية, لكانت كل يد يمين, وهل علمت أحدا كلتا يديه يمين؟
لو كانتا جارحتين - وهذا كفر - لكانتا على جهة يمين فقط, فوجب الصرف عن الظاهر كما قال العلماء ومعنى الآية أن الله تعالى لا نقص في صفاته لأن الغالب أن اليد اليسرى أضعف, أما عن الدليل عن صرف الألفاظ عن ظاهرها, فهو ثبوته عن السلف من صحابة وغيرهم, فقد روى المفسرون أن سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما قال في تأويل قوله تعالى: يوم يكشف عن ساق. يعني يوم يكشف عن شدة, لأنه يقال في اللغة: كشفت الحرب عن ساقها أي عن شدتها.
وأنت تصرف الألفاظ عن ظاهرها جزما وإن لم تنتبه, لأنك تقول في قوله تعالى: وهو معكم أينما كنتم. أي معنا بعلمه, وليس المعنى أنه تعالى في كل مكان بذاته فهذا يدل على التجزؤ والله تعالى لم يلد ولم يولد وهو الصمد, فصرف الألفاظ عن ظاهرها واجب إن كان الظاهر يوهم تشبيها, ولهذا قال الإمام أحمد عن قوله تعالى: وجاء ربك. أي جاءت قدرته, قال: إن القرءان مواعظ وحكم. قال البيهقي: وهذا إسناد لا غبار عليه, أي صحيح.
ولو أردنا سرد الأدلة لجئنا بما لا يسع ذكره هنا.
وما معنى قوله تعالى: واصنع الفلك بأعيننا. ؟ هل تقول - لأنك لا تصرف اللفظ عن ظاهره - بأن لله عينا والعياذ بالله, تُصنع فيها الفلك؟ هذا لا يقوله مسلم عرف الله, فلا بد من صرف اللفظ عن ظاهره واعتقاد أن له معنىً يليق بالله العظيم, وهكذا تكون صرفت اللفظ عن ظاهره شئت أم أبيت.
الفاروق
|