الأخ هيثم
كما هو معلوم من الدين بالضرورة أن الله يستحيل عليه التجزؤ, فكذلك يستحيل أن يوصف بالجسمية, لأنه تعالى هو خالق الأجسام وقد قال سيدنا أبو حنيفة: أنى يشبه الخالق مخلوقه. يعني لا يشبه الخالق مخلوقه.
فلو كان الله جسما لكان له طول وبُعد وعمق وعرض, فيكون مشابها للمخلوقات وهذا كفر, فلهذا بما أنه استحال أن يوصف الله بالجسمية فكذلك من باب اللزوم استحال أن تكون اليد بمعنى الجارحة, فإن هذا من أصول الكفر, وقد قال الإمام الطحاوي في عقيدة أهل السنة والجماعة: ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر ومن أبصر هذا اعتبر وعن مثل قول الكفار انزجر.
ولا يخفى أن الإمام الطحاوي من مشاهير السلف وهو إمام مجتهد, ولو كانت اليدان يدين حقيقيتان لما وصفتا بأنهما " يمين ", فإن اليدين يد يسرى ويد يمنى.
والذي يوجب صرف اللفظ عن ظاهره قوله تعالى: ولله المثل الأعلى. فلو كانت له يد بمعنى الجارحة - الجسم - لكان كاذبا, والله تعالى يتعالى عن تخيلات الكفار أنى كانوا, ولا عبرة بالقول فقط بل لا بد من التطبيق فمن قال بأن لله يدا حقيقية فلا ينفعه قوله ليس كمثله شىء لأنه حكم على نفسه بالتناقض, فالله له المثل الأعلى.
ولو كانت له يد جارحة ولو لم تكن تشبه أيدي المخلوقين - وهذا كلام تقشعر منه الأبدان - فإن كونها جارحة تشبيه لله بخلقه فإن الجوارح من صفات المخلوقين. ومن وصف الله بالجسمية فهو كافر ليس مسلما ولو تشهد في اليوم ألف ألف مرة وهو على هذا الاعتقاد الفاسد
والحمد لله رب العالمين
الفاروق
|